فجرت إحتجاجات الممرضات علي فيلم "الحرامي والعبيط " المعروض حاليا  تساؤلا خطيرا كيف ستقدم السينما أفلاما  و أي القضايا ستتعرض لها إذا كانت كل فئة  في المجتمع سترفض ان يظهر من بينها نموذج  فاسد وكأنهم ملائكة يعيشون في المدينة الفاضلة و ليس في عالم مستحيل أن تجد به  مهنة واحدة ليس من بينها شخص ضعف ضميره ففسد و انحرف عن الطريق السليم. إعتبرت نقابة التمريض أن شخصية الممرضة "ناهد" التي قدمتها روبي في الفيلم تمثل  "مساسا بالكيان الشخصي للممرضات" ، جاء في الخطاب  الذي أرسلته نقابة التمريض  إلي الرقابة علي المصنفات الفنية .   فيما يري صناع الفيلم أن كل مهنة على وجه الأرض وفى كل مجتمع لابد أن بها شخصا فاسدا بما فى ذلك مهنة التمريض فهم حقا ملائكة الرحمة ومن بين ملائكة الرحمة من يخطئون أيضا ،وأن كل فئة لو خرجت بمظاهرات لأن واحد ممن يعملون بها ظهر فاسدا فعلينا إذن أن نغلق الباب فى وجه السينما والدراما فى العالم كله،ذلك لأن السينما هى انعكاس لمشاكل المجتمع و طبيعي في الدراما إلقاء الضوء على أماكن الخلل لتوعية الناس بمخاطرها وليس تجميل الصورة أيا كان صاحبها !  يقول  الدكتور فتحى عبد الستار رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية  " وصلنى الإثنين ١٧ يونيو خطاب من نقابة التمريض يؤكدون فيه  أنهم يرون فى الفيلم "مساسا بالكيان الشخصى للمرضات" كما يطلبون  نسخة من الفيلم وأنا بدورى سأطلب من الجهة المنتجة إعطاء النقابة نسخة من الفيلم لأن النسخة التى لدى لأغراض محددة ولايمكننى إعطاءها لأى جهة. وأنت تجيز الفيلم ألم تشعر أن به تشويها متعمدا للمرضات ؟ أجاب : الفيلم حصل على ترخيص لأنه ليس به شبهة لصفة العموم فهو لايقول شيئا عن كل الممرضات ولكنها ممرضة واحدة ..نموذج واحد فاسد  من بين الآف من النماذج الصالحة، وهذا أمر وارد جدا و طبيعي  فمن الممكن أن نجد شخصا واحدا من فئة يخطئ، وفى النهاية مايحكم هذا الأمر هو القانون فلو كنا وجدنا أن الفيلم يعمم  الفساد علي جميع الممرضات لم نكن لنمنحه ترخيصا من الأساس،وعامة إذا ثبت أن الفيلم به شبهة التعميم سيسحب ترخيصه. سألنا  الدكتورة كوثر محمود نقيب التمريض  : لماذا كل هذه الضجة حول الفيلم ؟ لأنه كان بإمكان صناع الفيلم أن يكون دور روبى فى الفيلم فتاة ليل  أو أى شيء آخر بدلا من الممرضة .   ولكن الفيلم يناقش تجارة الأعضاء البشرية فكيف تتاجر فتاة ليل فى الأعضاء البشرية؟ قالت : الفيلم لم يقدم صورة الممرضة الشريفة بل قدم صورة ممرضتين كل منهما سيئة و إحداهماالتي  كانت تعمل فى عيادة الطبيب  ملابسها ومكياجها لم يعجب الممرضات. كان  الطبيب في الفيلم  فاسد أيضا  فهو يتاجر بالأعضاء فلماذا لم تقم نقابة الأطباء بمقاضاة الفيلم؟ "هم أحرار ربما لم يشاهدوا الفيلم أو لم يدروا به " !!  أحمد عبدالله : لسنا فى مدينة الملائكة   أما أحمد عبدالله مؤلف العمل فقد قال : " فى الحقيقة آنا مندهش من ردود الأفعال هذه من جانب نقابة التمريض وبعض الممرضات ، و لست متحمسا للرد على هذه الإتهامات لأن الردود يعرفها الجميع، ولكننى فقط أتساءل هل نحن نعيش فى المدينة الفاضلة أو فى مدينة الملائكة حتى تكون لدينا مهنة  واحدة خالية من شخص فاسد ؟  وهل فعلا ليست هناك ممرضة واحدة أخطأت يوما ما ؟ وهل فيلم "الحرامى والعبيط" هو أول فيلم ظهرت به ممرضة فاسدة ؟  ألم يكن فى الفيلم طبيب يتاجر فى الأعضاء لماذا لم نر الأطباء يخرجون في مظاهرة ؟  ولماذا لم نر ضباط الشرطة من قبل والأمناء يخرجون ويتظاهرون إذا خرج من بينهم شخص فاسد وظهر فى الدراما أو فى السينما ؟  وهل لو ظهر فيلم وأظهر مؤلفا شريرا أو صحفيا فاسدا هل نتظاهر ونقلب الدنيا؟  آعتقد أننا إذا كنا سنظهر كل مهنة كأنها مثالية فعلينا إذن أن ننهى من حياتنا السينما والدراما.   كمال رمزى : روبى قدمت دور الممرضة الضحية   من جهته قال الناقد الكبير كمال رمزى " أريد أن أقول إن مهنة التمريض مهنة نبيلة وإنسانية وتحترم فى العالم كله احتراما شديدا وفى مصر الناس يضعونها فى مرتبة مرتفعة فهم حقا ملائكة الرحمة ولكن هذا لايعنى أن كل من يعملون بها ملائكة فهى مهنة مثلها مثل أى مهنة أخرى فى المجتمع   بها عناصر منحرفة وهذا أمر وارد وأعتقد أنه من ضيق الأفق وعدم إتساع الرحابة فى الرؤية أن نحكم على مهنة من خلال شخص واحد يعمل فيها!. فهل مثلا لو ظهر فى فيلم كاتب آو فنان أو حتى سائق فاسد أن تقوم نقابته بعمل مظاهرات ؟ وأضاف  " هناك نقطة غاية فى الأهمية وهى أن شخصية روبى أو ناهد فى الفيلم هى ضحية ومجنى عليها وليست جلادا وقد دفعت ثمن الأخطاء التى ارتكبتها فى نهاية الفيلم حيث تم بيعها هى نفسها  كمجموعة من الأعضاء البشرية،  والحقيقة أن الفيلم قدم ببراعة الظروف المحيطة بهذه الممرضة تلك الظروف التى دفعتها لسلك طريق خاطئ فى الحياة فقد حرمت من حقوقها وتعيش حياة صعبة وفى منتهى القسوة.