أدان مفتي نيجيريا ورئيس المجلس الإسلامي النيجيري الشيخ إبراهيم صالح الحسيني ما تقوم به التنظيمات الإرهابية في المنطقة من عمليات قتل وتنكيل ونهب وتدمير وتشريد واستباحة للأعراض والأموال . وقال الحسيني خلال زيارته الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بحضور الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي إن ما يحدث تعد جرائم ضد الإنسانية وتخالف شريعة الإسلام التي تحض على السماحة والسلام والوسطية وتنهي عن القتل، مؤكداً أن جميع التنظيمات الإرهابية أساءت فهم الإسلام، وأن ما ينسب لـ"بوكوحرام" و"داعش"" من الأعمال خالف كافة الشرائع والقيم الإسلامية التي جاء بها الإسلام وهو منهم برئ . وأشار إلى أن هناك أعمالا إجرامية وحشية تنسب إلى جماعة "بوكوحرام" المتطرفة تقوم بها في بعض ولايات شمال نيجيريا من خطف للفتيات والتلاميذ وأعمال النهب والسرقة والقتل والترويع والتعذيب واستباحة الأعراض . وأضاف الشيخ صالح أن المنظمات الإرهابية وعلى رأسها "داعش" والأعمال التي تنسب إلى بوكوحرام "تشكل خطراً محدقاً على الجميع بما فيها الدول الغربية. وأكد أنه يجب على حكماء الأمة الإسلامية وعلمائها العمل من أجل توعية الأمم والشعوب بحقيقة ما يجري حتى تتكشف خيوط المؤامرة ضد الإسلام ويتبين للجميع القاسم المشترك بين جميع هذه المنظمات الإرهابية التي ترتكب الجرائم باسم الإسلام. وأوضح أن مبايعة جماعة بوكو حرام لأبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين، أمر يثير الشكوك والتساؤل عن أبعاد المؤامرة ضد الإسلام، ويدعو إلى القلق من تنامي خطر الفكر المتشدد في أفريقيا مشيراً إلى أن التنظيمات الإرهابية تهدف فقط إلى السيطرة على العالم كله ،وهم لا يعترفون بالحدود بين البلدان بخلافة مزعومة . ودعا مفتى نيجيريا إلى ضرورة تحرك الجميع لمكافحة إرهاب المنظمات في منطقة الشرق الأوسط وحماية مواطنيها من خطر الأفكار المتطرفة . وأشار إلى أن الأزهر الشريف بقيادة يقود مبادرات مؤثرة في مواجهة الأفكار المتطرفة ونشر الوسطية في العالم، وقال إن الشعب النيجيري يحتاج إلى مزيد من التكوين العقلي وتحصين النشء من الأفكار المتطرفة، وتكثيف البعثات الأزهرية والزيارات المتبادلة لقيادات الأزهر للمحافظة على المنهج الوسطي ونشره في أنحاء نيجيريا. ووصف الشيخ إبراهيم صالح الأوضاع التي تعيشها الأمة الإسلامية بـ"المأساوية" التي تحتاج إلى تدخل سريع من جانب العلماء والمفكرين، مشيراً إلى أن التنظيمات الإرهابية تحتاج إلى طريقين للمعالجة وهما "التصدي للأفكار التكفيرية والمتشددة والفتاوى والآراء الشاذة التي أوجدت مناخاً لهذه التنظيمات للدخول إلى عقول الشباب، والتدخل السياسي الحكيم بمحاربة حقيقية لكل التنظيمات الإرهابية".