استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمقر رئاسة الجمهورية، عبد العزيز سعود البابطين، رئيس مؤسسة البابطين للإبداع الشعري، على رأس وفد كويتي ضم عدداً من كبار المفكرين ورجال الأعمال، وذلك بحضور وزيري الثقافة والاستثمار. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن البابطين والوفد المرافق قد استهلوا اللقاء بتقديم التهنئة للرئيس على توليه منصبه، منوهين إلى أن الثقة الكبيرة التي أولاها لسيادته الشعب المصري تمتد كذلك إلى العالم العربي الذي يكن احتراماً وتقديراً لمواقف سيادته على الصعيدين الوطني والعربي. وأكد أعضاء الوفد على وقوف الشعب الكويتي إلى جانب مصر، ومساندته الكاملة لها ولجيشها القوي وتأييده لسياساتها في مجال مكافحة الإرهاب. وأشاد الحاضرون بثورة الثلاثين من يونيو معتبرين أنها كانت تصحيحاً لأوضاع مغلوطة وأعادت مصر لمكانتها الرائدة ودورها في تحقيق الاستقرار السياسي والمجتمعي، وهو الأمر الذي انعكس إيجابياً على العالم العربي بأسره، منوهين إلى أهمية تضافر الجهود العربية لاجتثاث الفكر المتطرف وتجفيف منابعه، من خلال الارتقاء بالفكر العربي، وتحديث المناهج الدراسية، وتصويب الخطاب الديني لتعريف الشباب بصحيح الدين الإسلامي وقيمه السمحة. من جانبه، استعرض الرئيس الرؤية المصرية لمكافحة التطرف والإرهاب، والتي لا تقتصر فقط على المواجهة الأمنية والعسكرية، ولكن تمتد لتشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، محذراً من مغبة انتشار الفكر المتطرف والذي بدأ في سبعينيات القرن الماضي، ثم واصل انتشاره إلى أن وصل إلى الأقطار العربية. وأكد الرئيس على أن المواطنين باتوا يدركون حقيقة هذه التيارات واستخدامها للديمقراطية من أجل الوصل إلى السلطة مع عدم الاِلتزام بها كوسيلة للحكم. وفيما يتعلق باستكمال اِستحقاقات خارطة المستقبل، أشار الرئيس إلى أن مصر تعول على وعي أبنائها وقدرتهم على اختيار نواب الشعب الذين يستطيعون الاضطلاع بالمهمة الجسيمة للبرلمان المقبل، سواء في شق التشريع أو الرقابة، منوها إلى أن تجربة السنوات الثلاث الماضية كانت كفيلة بزيادة وعي المواطن المصري وإيضاح حقيقة الأمور أمامه. وقد تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث أعرب الحاضرون عن تطلعهم لزيادة استثماراتهم في مصر، مؤكدين أن ما شهدته من تغيرات خلال الشهور الأخيرة والتطور الكبير في مستوى تقديم الخدمات والأداء الحكومي يدلل على قدرة مصر على اجتياز المرحلة الراهنة بنجاح ومواصلة مسيرة التنمية. وأشادوا بالقرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها في المرحلة الماضية، منوهين إلى بعض المشكلات والعراقيل البيروقراطية التي كانت تعوق الاستثمارات العربية والأجنبية في مصر. وفي هذا الإطار، أكد الرئيس أن مصر الجديدة تولي اهتماما كبيرا للشق الاقتصادي في عملية التنمية، وتعمل على تشجيع الاستثمارات وتلافي عقبات الماضي، ومن بينها العوائق البيروقراطية. وأشار إلى اعتزام الحكومة إصدار قانون الاستثمار الموحد، فضلاً عن إتباع نموذج "الشباك الواحد"، بما يساهم في اختصار الإجراءات اللازمة لإقامة الاستثمارات في مصر، وتحسين بيئة الاستثمار بوجه عام. وأشاد الحاضرون بالمشروعات الوطنية العملاقة التي تنفذها مصر، ومن بينها مشروع محور قناة السويس، مُثنين على الالتفاف الوطني حول هذه المشروعات وليس أدل على ذلك من نجاح المصريين في جمع 64 مليار جنيه في غضون ثمانية أيام لتنفيذ مشروع حفر القناة الجديدة. وتطرق الحاضرون إلى الدور الرائد للفن المصري في العالم العربي، ورسالته السامية التي أداها على مر عقود طويلة، مؤكدين على أهمية استمرار هذا الدور، مع الإعراب عن رغبتهم في المساهمة في عدد من مشروعات تنمية المجتمع ورعاية الأطفال الموهوبين، لتنمية مواهبهم وتحقيق استفادة حقيقية للمجتمع. وفي هذا السياق، أوضح الرئيس أن "صندوق تحيا مصر" سيكون معنياً بثلاثة ملفات أساسية، أولها توفير الرعاية اللازمة لأطفال مصر، فضلاً عن ملف تطوير العشوائيات، بالإضافة لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتوفير فرص العمل للشباب والمساهمة في جهود مكافحة البطالة، مشيراً إلى أنه سيتم تفعيل التعاطي مع هذه الملفات الحيوية، عقب صدور قانون تنظيم عمل الصندوق.