الإحساس بالذنب.. والمبيد الحشري 2013- م 06:56:07 الثلاثاء 23 - ابريل علاء عبد العظيم ضاقت بها سبل الحياة، فلم تجد إلا في الموت طوقاً للنجاة من تلاطم أمواجها، قررت أن تترك الدنيا التي عانت أهوالها وعلمت قسوتها، فاعتبرت الموت مشفقاً عليها من هذا العذاب،  وكى تثقل كاهل والديها وتحرق سويدائهما وتذيقهما مرارة الفراق ما بقى لهما من حياة، فأقبلت على الانتحار. كانت الفتاة "18 عاما" تتمتع بروح المرح والسعادة تمنت مثل أي فتاة أن يخطفها فتى أحلامها فوق حصانه الأبيض، تقدم لها العديد من الأشخاص فلم تجد في أيا منهم من يمتلك قلبها مما أثار فضيلة والديها معتقدين بأن هناك علاقة تربطها بأحد الأشخاص، رفضت الاتهام بشدة وفى أحد الأيام فوجئت بوالديها يفرضا عليها أحد الأشخاص وأجبراها على الموافقة للارتباط به والزواج منه، وما أن رفضت لم تجد إلا القهر والقمع وما كان لها إلا أن توافق إرضاءاً لوالديها اللذان استدرجا عطفها بحجة أمنيتهما أن يروا أطفالاً لها.  امتثلت الفتاة لأمر والديها وتمت الخطبة لتجد شخصا مختلفاً تماماً عما شاهدت أو سمعت، حاولت التقرب منه وتقويمه في كيفية معاملة الأنثى فلم تجد إلا وابلا أيضا من اللوم والاستهجان والتوبيخ، انقلبت حياتها إلى جحيم حاولت استدراج عطف أمها مرات ومرات، لكن دون جدوى. وفى أحد الأيام أثناء زيارة خطيبها وزوج المستقبل حدثت مشادة كلامية بينه وبينها مما جعل الأم تتدخل لتشعر بابنتها والتي كانت محقة فيما قالته وطلبته، على الفور دون تفكير أخبرته بفسخ الخطبة، انصرف والدماء تغلي في عروقه وقام بإجراء اتصال هاتفي بوالد الفتاة ليروي له عن كرامته التي فقدها. هدئ الأب من روعه ووعده بعودة الأمور إلى طبيعتها، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وأمام إصرار الأم والابنة على عدم العودة إليه مرة أخرى، اشتاط الأب غيظا وألقى عليها يمين الطلاق الذي نزل على رأس الفتاة وأمها كالصاعقة. انذرفت الدموع من عينيهما وهرولت الابنة مسرعة وراء أبيها في محاولة لإرضائه لإحساسها بالذنب والدفاع عن أمها، فلم يعيرها أي اهتمام توجهت إلى غرفتها وتركت الأم التي أصابتها حالة من الصمت والدموع المنهمرة.. راودها شيطانها عن مدى الجرم الذي ارتكبته أنها كانت سببا في انفصال والديها بعد زواج دام أكثر من 20 عاماً واتخذت القرار.  توجهت إلى المطبخ بينما تتنقل بعينيها إلى والدتها التي اتخذت من إحدى المقاعد مكانا لها وبخطوات مثقلة وبنظرات الوداع المؤلمة والإحساس بالذنب أطلقت صرخة مدوية وسقطت على الأرض، هرولت الأم مسرعة واحتضنتها بقوة لتجد بجوارها زجاجة مبيد حشري فارغة عن آخرها. تجمع الجيران على صرخات الاستغاثة، ليجدوا الأم أيضا مغشيا عليها بينما قام أحدهم بنقل الفتاة إلى المستشفى وبعد محاولات لإنقاذها باءت جميعها بالفشل، توفيت الفتاة متأثرة بالسم. انتقل على الفور وكيل أول نيابة الوراق أحمد القصبجي، لإجراء المعاينة، وصرح بدفن جثة الفتاة بعد العرض على الطب الشرعي، بينما وقف الوالدين وتبدو على وجهيهما علامات الحزن والندم.