أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديم الدولة المصرية لكل الدعم للمستثمرين الصينيين لزيادة وتوسيع الاستثمارات الصينية في مصر، مشيرا الي وجود حجم عمل ضخم في مصر في البنية الأساسية والاستثمارات. وقال الرئيس السيسي في كلمته أمام اجتماع مجلس الأعمال المصري الصيني بتشكيله الجديد، إن مصر ركيزة أساسية في مبادرة إحياء طريق الحرير بفضل نفاذ مصر إلى أفريقيا وأوروبا والمنطقة العربية، موضحا أن مصر تعمل من خلال استراتيجية بعيدة المدى. وأشار إلى ضرورة مراعاة التكلفة المالية والكفاءة والسرعة في انجاز المشروعات، وهي نقاط تتوافر في الجانب الصيني ، للتعامل مع حجم العمل الضخم الموجود في مصر. ونوه الرئيس السيسي بالحاجة في مصر إلى ٢٠ ألف ميجا إضافية من الكهرباء والطاقة لمواجهة التوسعات اللازمة. وأشار إلى أنه يحمل رسالة من شعب مصر الذي قام بثورتين ليستعيد بلاده، تدعو الصين لدعم جهوده في التنمية.  وقال إن الاقتصاد المصري كان في وضع صعب للغاية وخفضت مؤسسات التصنيف الائتماني تصنيفها لمصر وخرجت استثمارات أجنبية، والآن نسعى لمساعدة الاقتصاد الوطني على التعافي من خلال تطبيق إصلاحات هيكلية وإصلاح الدعم الحكومي وستتبعه خطوات أخرى لخفض الدعم للطاقة، ورفع كفاءة الاقتصاد وتوفير فرص عمل جديدة. وأضاف السيسي أن الحكومة تنفذ مخططا للتنمية العمرانية في مصر ومنها مشروع تنمية قناة السويس والساحل الشمالي الغربي والمثلث الذهبي. ولفت الرئيس السيسي إلى خفض مدة مشروع حفر قناة السويس الجديدة من خمس سنوات الي سنة واحدة، بما يؤدي إلى خفض رحلات سفن التجارة بنحو ٨ ساعات، فضلا عن مشروع تنمية منطقة قناة السويس، والشركات الصينية مدعوة للمشاركة فيه. ونوه السيسي بالدعم الشعبي الكبير للإصلاحات والإقبال على الاكتتاب في مشروع حفر قناة السويس الجديدة في ٨ أيام تم تجميع ٩ مليارات دولار ، وكان من الممكن الحصول على مضاعفات هذا المبلغ . ونوه السيسي بتحصين تصنيف مصر الائتماني في المؤسسات الدولية وزيادة توقعات البنك الدولي بشأن معدلات النمو في مصر ليصل إلى ٧ ٪ بحلول عام ٢٠٢٠.  وأشار إلى أن مصر تسعى لتحقيق نمو اكبر من ذلك وتحسن البورصة المصرية واستقرار احتياطيات النقد الأجنبي رغم الاستمرار في سداد المديونيات. وقال السيسي إن الحكومة تسعي لجذب استثمارات ١٠ مليارات دولار واكثر. مع العمل على استعادة ثقة المستثمرين. وأضاف أن الحكومة انتهت من صياغة قانون الاستثمار الموحد وحماية الاستثمارات الأجنبية والحد من البيروقراطية وتحسين مناخ الاستثمار، وتطوير إلية فض المنازعات بين المستثمرين والحكومة وتم النجاح في تسوية ١٦ نزاع عبر التحكيم الدولي في ٦ شهور لإعادة الاطمئنان للمستثمرين وتطوير الكفاءة الإنتاجية للعمال. وقال إن مصر تسعي للاستفادة من هذه الإصلاحات لتحقيق التنمية المستمرة، داعيا الصين إلي المشاركة في المؤتمر الاقتصادي في مارس القادم في شرم الشيخ لإقامة شراكة إستراتيجية بين مصر ودول العالم. وأكد على أن الشركات الصينية لديها فرصة حقيقية لعمل ضخم واستثمارات كبيرة في مصر والحاجة على سبيل المثال لإقامة ٦ محطات كهرباء خلال عامين فقط.  ومن جانبه، نوه منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة بالإرادة الصادقة لتعميق العلاقات وتحقيق المصالح المشتركة، بما له من أساس قوي ومتين وعلاقات تاريخية. وأوضح عبد النور أن أول بعثة صينية توجهت عام ١٩٣١ للدراسة في الأزهر الشريف في مصر، مضيفا أن مصر أول دولة عربية تعترف بالصين عام ١٩٥٦، مضيفا أن مصر كانت من أوائل الدول التي دافعت عن استعادة الصين لمقعدها في الأمم المتحدة. وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بلغ أكثر من ١١ مليار دولار منها ١٠ مليارات دولار صادرات صينية لمصر، في وقت أكد فيه الشعب المصري تطلعه لبناء دولة قوية وتحقيق النمو والتنمية واستكمال استحقاقات خارطة المستقبل التي وضعتها القوي الوطنية وتنفيذ برنامج اقتصادي طموح يهدف النهوض بالبنية الأساسية وتنفيذ مشروعات كبري منها مشروع حفر قناة السويس الذي يخدم حركة التجارة الدولية وتنمية منطقة قناة السويس للاستفادة من الموقع الذي يعد ملتقي لثلاث قارات.. ونوه بفرص الاستثمار في الصناعات البتروكيماوية وصناعات السفن وغيرها. وأضاف عبد النور أن زيارة الصين ستسفر عن نتائج اقتصادية ملموسة بفضل امتلاك التكنولوجيا المتقدمة في مجال الطاقة والنقل وبناء السفن والكباري والأنفاق، لافتا إلي أهمية قناة السويس للصين لإحياء طريق الحرير بين الصين وشركائها التجاريين. كما أن مصر تتيح للمنتجات الصينية المنتجة في مصر النفاذ لأفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة معفاة من الجمارك بفضل الاتفاقيات بين مصر وهذه المناطق من العالم. ودعا عبد النور إلى حدوث طفرة تجعل الصين على رأس الدول التي لها استثمارات في مصر، مع زيادة أعداد السائحين الصينيين وان تفتح الصين أسواقها أمام الصادرات المصرية الزراعية للحد من العجز في الميزان التجاري بين البلدين والذي تعاني منه مصر. ومن جانبه، قال لين زو مين رئيس شركة "افيك" للصناعات المدنية والعسكرية والبنية الأساسية والنقل أن مصر واحد من أربع حضارات في العالم وتقع في ملتقي القارات ولها حضارة عريقة وثقافة مشرقة ولا تزال مصر دولة كبيرة وقوية ومفحمة بالأمل في أفريقيا.  وأضاف أن العلاقة بين البلدين تاريخية ومنذ أكثر من ألفي عام ربط بينهما طريق الحرير البري والبحري. وقال إن الصين وأفريقيا ترتبطان بمصير مشترك كما ان هناك منتدى صينيا عربيا توصل للعديد من الاتفاقيات المشتركة ودعم طريق الحرير.  واعرب عن تشرفه بالاسهام في دفع التعاون الثنائي بين مصر والصين ، في مجال العلوم الفضائية وغيرها وفي مشروع انتاج طائرة تدريب بالاضافة الي مشروعات السكك الحديدة والكهرباء وتقديم منح ل٤٨ طالبا مصريا لدراسة علوم الفضاء والملاحة في الصين للاسهام في تطوير مصر. واعرب عن امله ان يقدم الرئيس السيسي دعما لاتفاقيات التعاون المصري الصيني في مجال النقل.  ومن ناحيته، اشار احمد السويدي رئيس الجانب المصري في مجلس الاعمال المصري الصيني المشترك الى تطور العلاقات المصرية الصيني وزيادة حجم التبادل التجاري بنسبة ٢٠٪ سنويا، فضلا عن زيادة الاستثمارات الصينية في مصر بفضل موقع مصر ورخص الايدي العاملة واتفاقات الاعفاء الجمركي بين مصر وكل من الدول العربية وافريقيا واوروبا، وتحسين شبكة الطرق وزيادة كفاءة شبكات الكهرباء والطاقة في مصر. واضاف ان مجلس الاعمال المصري الصيني المشترك يسعي لجذب مزيد من المستثمرين الصينيين وحل اية مشاكل تواجههم ، منوها بمجالات التصدير للمنتجات المصنعة منهم في مصر. واضاف انه تم منح الصينيين ٦ الاف كيلو متر لاقامة مشروعات في منطقة خليج السويس.  ومن جانبه ، قال لي يون رئيس غرفة التجارة الصينية ورئيس شركة انشاءات صينية، ان شركته دخلت في السوق المصري مبكرا من خلال مشروع في بورسعيد، توسع للعمل في مصر وافريقيا . ونوه بالمفاوضات الحالية لاقامة مشروعات في السكك الحديدة والكهرباء في مصر والتخزين والعقارات ، مشيدا برغبة الحكومة المصرية في الاسراع في تحسين البنية التحتية في البلتد. واشار المستثمر الصيني انج شي دونج من مجموعة عاملة في مشروعات بناء مشروعات الكهرباء والكباري والمياه، الي ان مجموعته تتطلع للتعاون مع مصر في بناء محطات الكهرباء واقامة خطوط المواصلات. وقال معتز سعيد رئيس غرفة التجارة بين مصر والصين وعميد الجالية المصرية في الصين، ان غرفة التجارة نظمت منتدي في مصر حول الطاقة المتجددة، مطالبا بدعم الحكومة المصرية للجمعية لاقامة مشروعات في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة.دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي الصين إلى إنشاء المزيد من الجامعات في مصر وخاصة خارج القاهرة، وتحديدًا في سيناء بمدينة الإسماعيلية الجديدة التي يتم إنشائها حاليا شرق قناة السويس، ولإقامة جامعة للعلوم والتكنولوجيا. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السيسي - في تمام التاسعة والنصف صباحا بتوقيت بكين الثالثة والنصف فجرًا بتوقيت القاهرة- مع 40 من رؤوساء كبرى الجامعات والمؤسسات البحثية الصينية في أول لقاء رسمي للرئيس خلال زيارته الحالية إلى بكين .  ونوه السيسي بتقديمه كل الدعم اللازم لدعم التعليم والتدريب الصيني في مصر، مضيفًا أنه يزور الصين لتأخذ العلاقات المشتركة المكانة التي تستحقها، مؤكدا دعم مصر لمبادرة رئيس الصين أحياء طريق الحرير البحري بين الصين وأفريقيا والاستفادة من قناة السويس الجديدة.. داعيا إليى زيادة عدد الطلاب المصريين الدارسين في الصين في الجامعة والدراسات العليا خاصة في العلوم التطبيقية بما يتناسب مع حجم العلاقات بين البلدين، وأيضا زيادة عدد الطلاب الصينيين الدرسين في مصر.  وأوضح الرئيس السيسي حرصه أن يكون أول لقاء له في الصين مع رؤساء الجامعات ، تعبير عن تقدير مصر للعلم والتعليم وتقديرها للتجربة الصينية الرائعة الجديرة بالدراسة، معربًا عن إعجابه الشخصي بتجربة الصين الفريدة. ولفت الرئيس السيسي إلى أن مصر كانت الوحيدة في المنطقة عام 1956 التي اعترفت بجمهورية الصين ومن وقتها تتطور العلاقات المصرية الصينية، لافتا أن المصريين أرادوا تغيير واقعهم وان من يريد تحقيق تقدم لابد أن يهتم بالتعليم بصورة شاملة وعميقة.  ودعا السيسي إلى مزيد من المنح الدراسية والتعاون بين البلدين في مجالات التعليم والتدريب، وإلى إطلاق مبادرة مصرية صينية لتوسيع التعاون المشترك ونقل العلوم والتكنولوجيا والتعليم الفني ورفع مستواه لمساعدة مصر على تحقيق التقدم المرجو.  ومن جانبه، قال وزير الخارجية سامح شكري أن العلاقات المصرية الصينية تطورت بصورة كبيرة في ظل وجود أرضية مشتركة وامتلاك الشعبين لحضارتين عميقتين ورغبة الحكومتين في تعميق المصالح المشتركة. وأوضح شكري أن التعاون الثقافي بين مصر والصين بدأ منذ 2500 عام عبر طريق الحرير، ثم أوفدت الصين طلاب للدراسة في الأزهر عام 1931 وعادوا إلى الصين وعام 1956 وقعت البلدين اتفاق تعاون ثقافي وعدد الطلبة المصريين يصل حاليًا 85 طالبًا بينما يدرس 200 طالب مصري اللغة الصينية فى المعاهد والجامعات الصينية.  وقال سامح شكري إن مصر تسعي للاستفادة من التجربة الصينية التنموية الفريدة وبدأت مصر إيفاد طلاب لدراسة التعليم الفني المتطور وربطه بالاحتياجات الصينية وتتوسع مصر في فتح أقسام لدراسة اللغة الصينية وصل إلى 10 أقسام بالإضافة إلى مشروع فتح جامعة صينية في مصر تهتم بالدراسات التطبيقية بصورة خاصة، بالإضافة إلى الاستجابة للاحتياجات الصينية في الدراسة في الأزهر ومشروع بناء القمر الصناعي مصر سات 2 وهو الاتفاق الذي سيوقع مساء اليوم بين الجانبين.  ومن جانبه، قال د.تشيو شي ليو في كلمة نيابة عن رؤساء الجامعات الصينية إن مصر بقيادة الرئيس السيسي تتقدم بخطي ثابته نحو النهضة والازدهار والرخاء والزيارة ستسهم في تعميق العلاقات والبلدين لهما تاريخ عريق وحضارة مشرقة ومن تقاليد البلدين الاهتمام بالتعليم. ولفت إلى أن حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يكون أول لقاء له في الصين برؤساء الجامعات يعكس اهتمامه بالتعليم والعلم. مضيفًا أنه زار جامعة عين شمس في عام 2008 حيث يعتبر قسم اللغة الصينية الأكبر في العالم خارج الصين ويدرس فيه أكثر من 1100 طالب، فضلا عن دراسة الطلاب الصينيين للغة العربية في مصر. وجامعة قناة السويس مدرجة ضمن برنامج 20+ 20 للتعاون الجامعي بين الصين وأفريقيا. وأضاف أنه خلال العام الجاري بدأت الجامعة الصينية التعاون مع جامعة النيل للتعليم العالي لبناء فصل كوفسيوش ليكون نافذة لتعليم الثقافة واللغة الصينية. ونوه بمبادرة الرئيس الصيني إحياء طريق الحرير، وترحيب مصر بهذا الطريق واستعدادها المساهمة فيه. وأوضح أن مشروع قناة السويس الجديدة يحمل العديد من الفرص للمستثمرين الصينيين، مضيفًا أنه سيتم إنشاء معهد صيني مصري بجامعة بكين ويبدأ في عام 2016 في الذكري الستين لإقامة العلاقات بين البلدين، لتخريج كفاءات تجيد اللغتين العربية والصينية. وقام رئيس جامعة اللغات والثقافة ببكين أعطى هدية تذكارية للرئيس السيسي وهي لوحة فنية عليها تمنيات للرئيس والشعب المصري بكل الازدهار والرخاء والتقدم . ومن جانبه، قال رئيس معهد بكين لتكنولوجيا المعلومات الذي وقع اتفاقية مع مؤسسة مصر الخير لاستقدام 25 طالب مصري كل عام لدراسة تكنولوجيا المعلومات، إن الرئيس أول قائد سياسي أجنبي نلتقي به. وأضاف أن الدولتين محبتان للسلام ولهما إسهامهما في الحضارة الإنسانية، وقال انه منذ 2013 قام المعهد بالتعاون مع مصر في مجال التعليم المهني وتم إرسال دفعة أولى من الطلاب المصريين للدراسة بالمعهد ووقعتا اتفاقية لتدريب الطلاب المصريين وإعفائهم من كافة الرسوم الدراسية حيث يدرس اللغة لمدة عام وتكنولوجيا المعلومات لمدة ثلاث سنوات. وقال إن هناك 13 معهد للتعليم المهني والتطبيقي في الصين لتقديم الأيدي المهنية الماهرة لخدمة التنمية الاقتصادية للبلاد. واضاف ان هناك مشاورات لانشاء معهد مهني صيني مصري للاسهام في تنمية مصر ، طالبا مساعدة الرئيس لتنفيذ هذا المشروع. ومن ناحيته، اشاد نائب رئيس الاكاديمية الصينية لعلوم الفضاء والطيران بمبادرة الرئيس لتعزيز التعاون العلمي بين مصر والصين، لافتا الي ان الاكاديمية اطلقت حتي الان 166 مركبة فضائية لاغراض الاستشعار والاكتشاف ودراسة الفضاء. واضاف ان الصداقة تمتد عبر اواصر التاريخ، وبدأ التعاون في مجال علوم الفضاء عام 2011، ووقعت البلدين بالاحرف الاولي على اتفاقية للتعاون في البنية الاساسية والاستشعار عن بعد ، داعيا الي توقيع المزيد من الاتفاقيات لتوسيع مجالات التعاون المشترك والاسهام اكثر في التنمية. ومن ناحيته، اشار نائب رئيس جامعة لياو لين الي التعاون مع مؤسسة التعليم الدولي المصرية ، منذ عام 2005 لانشاء جامعة صينية بمصر في القاهرة وتنشأ فروع أخرى في مصر والشرق الأوسط وتبدأ بدراسة التجارة الدولية وتكنولوجيا المعلومات، مضيفًا أنه تم الاتفاق علي زيادة التخصصات لتشمل الهندسة الميكانيكية والعلاجية. وفي عام 2013 وافقت الحكومة المصرية علي إنشاء الجامعة وإنشاء مباني الجامعة والتي تكتمل خلال 3 إلى 4 اشهر ونأمل في مزيد من اهتمام الحكومة المصرية بمشروع إقامة الجامعة الصينية في مصر.