فن الباليه فن كلاسيكي راق.. وهو من أقدم الفنون الجميلة التي تحاكي الوجدان والروح والخيال.. دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم وضعت خطة تهدف إلى إعادة إنتاج أشهر وأهم الأعمال الكلاسيكية العالمية على أن تقدمها فرقة باليه أوبرا القاهرة وهي الفرقة التي تشرف عليها الدكتورة أرمينيا كامل. الانطلاقة هذا العام مع العرض الشهير "دون كيشوت" الذي قام بإخراجه الراحل الدكتور عبد المنعم كامل.. "بوابة أخبار اليوم" حضرت كواليس العرض والبروفات وألتقت بالراقص الأول بدار الأوبرا المصرية هاني حسن الذي تحدث عن تجربته في عروض الباليه في مصر وعن الجوائز التي حصدها.. وإلى نص الحوار: في البداية.. حدثنا عن مسيرتك مع فن الباليه؟ أحمل الآن أهم لقب لراقص باليه في مصر، وهو راقص الباليه الأول في دار الأوبرا المصرية، بالإضافة أنني "راقص زائر" في 5 دور أوبرا من أهم دور الأوبرا في العالم وهي "فرقة باليه أوبرا بشكير في روسيا، وفرقة سان كارلو في نابولي إيطاليا، فرقة أنكارا في تركيا، وفرقة أوبرا أسينا في اليونان"، وأشارك في عرض باليه بعنوان "دون كيشوت" يغلب عليها الإسبانية وأجسد في العرض دور مصارع الثيران بالإضافة لدور آخر وهو "التليادور"، وكنت قد قدمت هذا العرض من قبل منذ حوالي 8 سنوات لكن الأمر اختلف الآن مع مشاركة فريق عمل من  دولة أريتريا لأول مرة معنا في العرض، ومشاركة عارضين من دول أخرى يساعدنا لأنها فرصة لتبادل الثقافات والخبرات. ماذا عن أوبرا "دون كيشوت" الذي يعد الأبرز في عام 2015؟ باليه "دون كيشوت" من إخراج الراحل د. عبد المنعم كامل، وهو مأخوذ من الرواية الإسبانية الشهيرة التي تحمل نفس الاسم للكاتب ميجول ثربانتس وتدور أحداثه حول دون كيشوت الفارس النبيل غريب الأطوار الذي يحلم بحبيبته دولسينا حيث يطلب من خادمه سانشو الاستعداد للقيام برحلة طويلة للبحث عنها وإثبات بطولته الزائفة وأثناء الرحلة يلتقي بالفتاة كيتري والفتى الفقير بازيل ويلجأن له لمساعدتهما في الزواج رغم رفض لورينزو والد الفتاة وتتوالى الأحداث وينجح دون كيشوت في اقناع الوالد بالموافقة على زواج كيتري وبازيل ثم يواصل رحلته للبحث عن حبيبته الغائبة. ما هي الصعوبات التي يواجهها راقصو الباليه في مصر؟ من أكثر الصعوبات التي نواجهها عدم وجود إمكانيات مادية كافية، هناك فرق كبير بين الفنان العربي والأوروبي، هناك يجد دعم مادي من الدولة والصحافة والإعلام بكافة أشكاله ويقدر إجتماعيا بشكل كبير وهذا ما نفتقده في مصر. يضاف إلى هذا غياب تدريس الباليه وفنون الأوبرا في المدارس حكومية لتعليم الباليه في مصر، والتي من شأنها أن تعطي فرص لتعلم فن الباليه، بالإضافة إلى أنه لا يوجد تأمين على حياة راقص الباليه الذي يقوم بعمل العديد من الحركات الخطيرة التي تعرض حياته للخطر، فهناك العديد من الأشياء يجب أن تدعمها الدولة لفن الباليه في مصر. كيف ترى الإقبال من الجمهور لتعلم فن الباليه؟ بعد الانفتاح الإعلامي الذي حدث مؤخراً واهتمام بعض القنوات بنقل عروض الباليه بالأوبرا زاد عدد الباحثين عن فرص لتعلم الباليه، وساعد أيضا على إنتشار الباليه زيادة عدد مسارح دار الأوبرا المصرية سواء في القاهرة أو الإسكندرية أو دمنهور. ما دور د. أرمينيا كامل المدير الفني لفرقة في العرض؟ د. أرمينيا كانت زميلة لي وكنا نرقص من قبل عندما كان المخرج الراحل عبدالمنعم كامل هو المدير الفني للفرقة قبل أن يتم تعيينها لتصبح خليفته، وهناك علاقة صداقة قوية تجمعنا، وهي على المستوى الإنساني لا تبخل بأي شيء على أعضاء الفرقة، وأكثر الأشياء التي تقوم بفعلها هي محافظتها على البذرة التي زرعها الراحل عبدالمنعم كامل في الفرقة. هل ساعد مشاركة أوركسترا أوبرا القاهرة في ظهور العرض بمظهر جيد؟ جميع أعضاء أوركسترا أوبرا القاهرة زملائي منذ كنت تلميذا في أكاديمية الفنون، نحن نقدم عرضا متكاملا من حيث الباليه والأوركسترا، ونجاح عرض الباليه من نجاح الأوركسترا لأننا عبارة عن صورة مُتكاملة. هل لفرقة باليه أوبرا القاهرة شهرة عالمية؟ بالتأكيد، فهي فرقة عريقة يعود تاريخها إلى عام 1966، كانت تابعة في البداية إلى المعهد العالي للباليه وقام بتدريب أعضائها خبراء من الاتحاد السوفيتي وقدمت أولي عروضها في نفس عام تأسيسها وتأثرت في بداياتها بالباليه الروسي الكلاسيكي ثم برزت ضرورة البحث عن شخصية متميزة للفرقة تحفظ هويتها بالإضافة إلى تقديم العروض المعاصرة، في عام 1991 أصبحت تابعية الفرقة إلى المركز الثقافي القومي التابع لدار الأوبرا من هنا بدأت الفرقة تقديم جوالات فنية في كثير من دول العالم مثل: "المكسيك، فرنسا، إنجلترا، أيرلندا، كوريا، النمسا، الولايات المتحدة، الصين، التشيك، إيطاليا، تركيا، لبنان، الأردن، كندا وروسيا".