قال عنه الراحل عصام بصيلة: "لو قابلته لا يمكن تلاقيه مبيضحكش.. ويقولك سمعت أخر نكتة.. حاول متتكلمش معاه كتير لأنك هاتحبه ولو مجتش على هواه هيديلك رقم تليفونه غلط"، هو الشاعر والكاتب الصحفي بخيت بيومي، صاحب "الألف موال" و"الألف فزورة"، غنت له وردة الجزائرية وعليا التونسية و محمد العزبي، صاحب النجم الكوميدي شكوكو والمونولجست سيد الملاح.
بدأ الشاعر الكبير بخيت بيومي حديثه قائلا: "جفت ينابيع الضحك والابتسامة ماتت على الشفاه عندما رحل كتاب الكوميديا الكبار أمثال بهجت قمر،يوسف عوف، فايز حلاوة، جيل كامل من كتبار الدراما الضاحكة في القرن العشرين, وأنا منذ التسعينيات مهموم بقضية الكوميديا لأني عملت مع فؤاد المهندس ومحمود شكوكو ككاتب أغنيات ومع كل العظماء في الإذاعة والتليفزيون وفي المنولوج والسهرات الاستعراضية والفوازير,وعندما رحل جيل المبدعين زاد همي أكثر لأنني كنت الشاهد الوحيد الباقي من جيل المبدعين الذي لم ينحرف ولم تغريه الماديات، أبحث عن الجملة الشيقة والفكرة السريعة التي تصل إلى المشاهد أو المستمع، حتى عندما كتبت "المسحراتي" قمت بكتابته بأسلوب جديد في"المسحراتية"، و"فرقة عوض الموسيقية" التي قدمها محمود الجندي والمطرب الراحل محمد العزبي وفاطمة عيد ويوسف داوود عام 2003".
لكن الآن همي الأكبر ينحصر في المسلسل الذي تقاضيت من أجره ما يقرب من نصف مليون جنيه في مسلسل بعنوان "فرح وفرقة المرح"، من إنتاج شركة صوت القاهرة، وقدمت من خلال المسلسل عمل غنائي استعراضي كوميدي يحمل أغنيات هادفة من خلال عمل اجتماعي في30 حلقة، والجديد في المسلسل أن في داخله فزوره, والمسلسل في الأساس كان فكرة المخرج الراحل يحيى العلمي عندما قال لي نريد أن نقوم بعمل فزوره في إطار كوميدي في مسلسل مدته نصف ساعة، ويتضمن الأغنية والاستعراض والمونولوج وتكون الفزوره جزءاً لا يتجزأ من المسلسل.. وقمت بكتابة المسلسل في عامين تقريبا، وسلمته لشركة صوت القاهرة عام 2007، وتعاقدت معهم عام 2008، ووصلني من الشركة ما يقرب من نصف مليون جنيه، وكل اللجان التي شاهدت المسلسل وكتبت فيه تقارير إيجابية وأعطوا له تقديرا جيد جدا، وقدموا توصيات بتنفيذه, ثم قرأته لجنة عليا برئاسة الكاتبة الصحفية الكبيرة الراحلة سناء فتح الله، وأوصت بتنفيذه لأنه فكرة جديدة على مشاهد التليفزيون لكن أحلامها وأحلامي ومجهودي ضاعوا".
وعن الخطوات التي اتخذتها شركة "صوت القاهرة" قال بخيت: "قامت شركة "صوت القاهرة" بالتعاقد مع منتج مشارك وهو عادل مكين الذي لم يتقدم خطوة في إخراج المسلسل سوى أنه قام بتشكيل مجموعة من العاملين خلف الكاميرا، وبدأ في رسم الشخصيات كاريكاتير وتحديد أماكن تصوير الجرافيك وقام بالصرف من جيبه الخاص مبلغ حوالي600 ألف جنيه ولم يتقاضى من شركة صوت القاهرة إلا مبالغ ضئيلة من ميزانية المسلسل الأصلية التي حدد لها10 مليون جنيه".
وبسؤاله عن مصير المسلسل الآن قال: "المسلسل منذ عام 2007 وهو حائر في دهاليز شركة "صوت القاهرة"، وتحدثت منذ عامين مع رئيس الاتحاد، عصام الأمير، الذي وعدني بالتنفيذ لكن لم يحدث أي تقدم، وأثق أن هذا المسلسل سوف يعدل كفة الدراما الكوميدية في التليفزيون، حيث أنه عمل يجمع بين الفزوره والاستعراض والغناء بالإضافة إلى الرسائل التي يحملها المسلسل، فقد تحدثت فيه عن الأخلاق والآداب العامة وأضرار التدخين وأزمة المرور, ومن هنا أوجه رسالة للتليفزيون (يا رئيس الاتحاد هل يرضيك أن أرحل عن عالمكم وأنا مديون.. هل يرضيك أن أدخل الجنة وأنا مديون بنصف مليون جنيه لمصر".
وعن حقه في سحب المسلسل وتقديمه للقطاع الخاص قال: "من حقي بعد مرور خمس سنوات أن أقوم بسحب المسلسل من "صوت القاهرة" و تقديمه للقطاع الخاص، لكني أرفض أن أضحك على مصر وأحصل منها على مبلغ مالي ثم أقوم ببيع المسلسل لشركة خاصة سوى التليفزيون المصري.. لهذا فأنا أناشد رئيس الاتحاد ورئيس الوزراء أن يساعدني في التخلص من هذا الدين الجاسم على صدري، وهناك سؤال يلح على هل سأرى هذا المسلسل وأقوم بالإشراف على تنفيذه وتسجيل أغنياته، وأنا على قيد الحياة وعلى أعتاب الـ80، أم سأترك عمل كبير كهذا للآخرين يعبثون به ويلعبون بأفكاري".
وعن حالة الوسط الغنائي في مصر حالياً قال بخيت: "مفيش حد بيغني.. مصر حاليا لديها عقم في إنتاج المبدعين في الموسيقى والغناء والتلحين فكل من أنجابتهم مصر خلال الثلاثون عاما الأخيرة ناقصي النمو وفي حاجة للدخول في حضانات أولا حتى يكتمل نموهم, مصر مليئة بالمواهب لكن لا تمتلك صناع المواهب، فالفن أصبح تجاريا يتحكم فيه رأس المال".
ويضيف بيومي قائلا: "في الغناء أو في الفن بشكل عام مصر تعيش على التراث، فمثلا في المناسبات القومية نلجأ للأغنيات القديمة, ففي احتفالات مشروع قناة السويس الجديدة نقوم بعرض أغنية "حكاية شعب" التي قام بغنائها عبد الحليم حافظ في الخمسينيات, مصر في حالة انفتاح على طريق جديد وعلينا أن نقوم بترجمة هذا في الفن والموسيقى والأغنيات".
وعن مشاريعه الفنية الجديدة قال: "قلمي مبيسكتش.. أواصل كتابة موالي السياسي والاجتماعي في جريدة "الأخبار"، لكن الحدث الأكبر الذي أقوم بالإعداد له الآن هو مسلسل جديد بعنوان "الأستاذ أخلاق" أقوم بالتحضير له، ويقوم ببطولته صلاح عبدا لله، وهو عبارة عن مسلسل حلقات منفصلة متصلة كل حلقة 15 دقيقة ويتكون من 60 حلقة أقدم من خلاله معالجة اجتماعية سياسية غنائية عن الوضع في مصر".