هاني يوسف محمد المسيرى محافظ الإسكندرية الجديد شخصية معروفة في الشارع السكندري .. شغل عدة مناصب قبل أن يتبوأ منصبه الجديد ، ومنها رئيس تنفيذي لشركتين ، بالإضافة إلي عمله كمسئول للخدمات المصرفية بأحد البنوك الأمريكية ، وهو خريج جامعة كاليفورنيا . وحصل علي بكالوريوس في إدارة الأعمال ، وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الإسكندرية بالتعاون مع كلية جورج واشنطن ، كما تذكر سيرته الذاتية كونه خريجا لبرنامج كلية كيلوج فى إدارة الأعمال فى جامعة شيكاجو الأمريكية ، إلي جانب أنشطته في المجتمع المدني والحفاظ على البيئة. وتعد عائلة المسيري التى ينتمى اليها المحافظ واحدة من أعرق العائلات بالإسكندرية ؛ فمنها الكاتب الدكتور عبد الوهاب المسيري ؛ أحد أبرز الباحثين في العلوم السياسية والاجتماعية ، والرابط بين المسيري الباحث والمحافظ ليس فقط المنشأ ومسقط الرأس وسنوات الدراسة ، بل تمتد إلي أعمال الأسرة ، وعلي رأسها سلسلة محلات "البن البرازيلي" - أحد أعرق محلات تقديم القهوة بالمدينة الكزموبوليتانية - والتي لا تزال تحافظ علي طرازها المعماري اليوناني والرسم بالبارز عن مزارع البن ؛ منذ نشأتها وامتلاك أحد اليونانيين لها. إدارة تلك السلسلة الناجحة هي انعكاس للمأمول من كثير من السكندريين لأحوال المحافظة والمشاكل والانتقادات التي واجهها سلف المسيري ؛ وعلي رأسها المباني والمنشآت التراثية ، والحفاظ عليها ، ومشاكل المباني المخالفة وأعمال الصيانة ؛ خاصة وأن العائلة لا تزال تحافظ علي صيانتها السنوية لسلسلة محلاتها ، دون المساس بما تملكه من مقتنيات تراثية متعلقة بصناعتها ليتحول محلها الرئيسي بمنطقة وسط الإسكندرية إلي مزار يقصده المثقفين والسائحين علي حد السواء للاستمتاع بقدح القهوة علي نغمات الموسيقي الكلاسيكية صباحاً ، والعزف الشرقي والغربي مساء علي مدار الأسبوع. وتظل صورة وحيدة للمحافظ في مرحلة الطفولة إلي جوار والده تتصدر منتصف المحل وسط مقتنيات صناعة القهوة النحاسية والفضية ، التي لا يزال المقهي يحتفظ بها ويعتني برونقها ولمعانها رغم مرور العقود عليها. يأتي أداء محافظ الإسكندرية الجديد لليمين الدستورية قبل يوم واحد من فتح باب سحب الأوراق والتقدم للترشح للانتخابات البرلمانية 2015 ، وما يعقبها من انتخاب المحليات التي تعد أحد الأذرع المعاونة للجهاز التنفيذي للمحافظات ، والتي توقفت عن العمل منذ سنوات ، وبالأخص منذ إندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011. وقد توالي 21 محافظاً علي الإسكندرية منذ ثورة 23 يوليو 1952 كان أطولهم ولاية للمحافظة المستشار السيد إسماعيل الجوسقي ؛ لتستمر ولايته 11 عاماً ، فيما كان أقصر من تولي المنصب كل من المستشار ماهر بيبرس ، والدكتور عصام سالم لمدة لم تتجاوز الثلاثة أشهر عقب اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير. وكانت جملة المحافظين خلال تلك الحقبة منهم تسعة بخلفية عسكرية ثمانية منهم برتبة لواء آخرهم اللواء طارق مهدي ، ومحافظ حاصل علي رتبة فريق خلال بداية عهد مبارك في أوائل الثمانينات ؛ ولم تتجاوز ولايته العام ، فيما تولي منصب المحافظ خمسة حاصلين علي درجة الدكتوراه. وكان أشهر من تولى محافظة الاسكندرية هو اللواء عبد السلام المحجوب ؛ أحد رجال القوات المسلحة والمخابرات ، وذاع صيته في الإسكندرية بسبب اهتمامه بالجوانب الجمالية للمدينة الساحلية وتطوير الكورنيش والشوارع الرئيسية ، ليتولى بعد ذلك حقيبة التنمية المحلية ويعود لخوض الانتخابات البرلمانية 2010 عن دائرة الرمل كوسيلة لكسر شوكة جماعة الإخوان المسلمين في دائرتهم القوية بمنطقة الرمل. وبذلك يكون خروج اللواء طارق مهدي من الإسكندرية دون تسميته لمنصب آخر كسراً للسنة التي بدأت بالمحجوب وتبعه لها اللواء عادل لبيب بتوليهم حقيبة التنمية المحلية في أعقاب شغلهم منصب محافظ الإسكندرية.