تكتمل استراتيجيات مكافحة الإرهاب على الصعيدين "الوطني - الإقليمي والدولي"؛ لتشكل في مجملها منظومة متكاملة لمكافحة الإرهاب.

على الصعيد الوطني.. يرتكز تبنى إستراتجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب على معالجة القضايا التي توفر البيئة المناسبة لنمو الإرهاب والتطرف وتحصين المجتمع لعدم استقطاب الشباب.
ولا تقتصر استراتيجية الإرهاب على البعد الأمني فقط ولكن تشمل أيضا الأبعاد (الاقتصادية والتنموية – السياسية – الاجتماعية – الدينية والثقافية – الإعلامية ).
وتراعى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب خصوصية كل مجتمع وتضمن مشاركة كافة وزارات وأجهزة الدولة وقوة المجتمع المدني في صياغة وتطبيق تلك الإستراتيجي.

أما على الصعيد الإقليمي والدولي .. الاتفاق حول تعريف واضح ومحدد للإرهاب واحترام خيارات الدول والشعوب في تحديدها للجماعات الإرهابية والمتطرفة.

الترتيبات العملياتية والاستخباراتية لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب يمكن تحقيقها من خلال الآتي:
1- تبادل المعلومات بين أجهزة دول تجمع الساحل والصحراء مع التركيز على حجم وقدرات ومناطق انتشار الجماعات الإرهابية ونشاط العناصر والجماعات الإرهابية وحركة تنقلها بين الدول ومصادر التمويل والتسليح للجماعات الإرهابية ومخططات تنفيذ عمليات إرهابية وسبل إحباطها.
2- تأهيل وتسليح عناصر مكافحة الإرهاب، ويتمثل التعاون في مجال تدريب وتأهيل عناصر تأمين الحدود وتوفير القدرات التسليحية والفنية و التعاون في مجال تدريب وتأهيل عناصر مكافحة الإرهاب وتأمين المطارات والموانئ.
3- تجفيف مصادر تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية وتعزيز الإجراءات الوطنية لمكافحة التهريب بكافة أشكاله وتبادل الخبرات في هذا المجال وتكثيف الإجراءات الوطنية للرقابة على التحويلات البنكية وجمع التبرعات لأغراض مشبوهة وعمليات غسيل الأموال وتبادل المعلومات والخبرات بهذا الشأن .
4- بناء قدرات الكوادر المدنية المعنية بمكافحة الإرهاب يتم ذلك من خلال تأسيس مركز إقليمي لمكافحة الإرهاب من بين مهامها تدريب الكوادر المدنية المعنية بمكافحة الإرهاب في المجالات "السياسية – الاقتصادية والتنموية – الاجتماعية – الدينية والثقافية – الإعلامية"؛ وإعداد برامج بشأن مكافحة عمليات تجنيد الشباب واستقطابهم من جانب الجماعات الإرهابية – إدماج العناصر الإرهابية – إدماج العناصر الإرهابية والمتطرفة التائبة واستيعابهم في المجتمع – التعاون القانوني والقضائي في مكافحة الإرهاب – جمع الأسلحة غير المرخصة ".
ولضمان نجاح مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء هناك حاجة لتطوير القطاعات الاقتصادية الرئيسية في هذه المنطقة والمتمثلة في الزراعة والرعي بما يساهم في تحسين الظروف المعيشية للسكان خاصة الشباب وتحصينهم من الانضمام إلى الجماعات الإرهابية وتنظيمات الجريمة المنظمة .
والمؤكد أن هناك تأثير خطير للسماوات المفتوحة والتطور التكنولوجي وثورة المعلومات والاتصالات والعالم الافتراضي في عصر العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي العابر للحدود، الأمر الذي افرز تناقضات حادة وانعكاسات عنيفة لدى قطاعات الشباب التي تشكل أغلبية سكان دول منطقة الساحل والصحراء .

وترجع أهمية وضرورة احتواء هؤلاء الشباب ومنع نشوء جيل جديد من الإرهابيين وذلك بالعمل عبر المسارات الآتية :

أ- المسار الأول:
يتمثل في مكافحة انتشار الأفكار المتطرفة والجهادية وتطوير الخطاب الديني ورفع الوعي المجتمعي بخطر الإرهاب وتوفير كافة القدرات اللازمة للتعامل مع ظاهرة الإرهاب .

ب- المسار الثاني:
يتعلق بتوفير فرص عمل جديدة للشباب تضمن لهم الحياة الكريمة فضلا عن تحسين الظروف المعيشية ومكافحة الفقر والجهل .

ج- المسار الثالث:
تعزيز سلطة الدولة على كافة أراضيها ومنع قيام كيانات تحاول أن تكون بديلا للشرعية .

د- المسار الرابع :
التنسيق والتعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب من خلال إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب الإقليمي بدول التجمع .