تنشر بوابة أخبار اليوم، كلمة وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي التي ألقاها الخميس 24 مارس، خلال اجتماع وزراء دفاع دول تجمع الساحل والصحراء، الذي يعقد في مدينة شرم الشيخ.
وجاء نص كلمة الوزير كالتالي:
اسمحوا لي بداية أن أعرب باسمكم عن إدانتنا الكاملة للأعمال الإرهابية التي ضربت مؤخرا العديد من دول التجمع كما أعلن عن إدانتنا بأشد العبارات للأعمال الإرهابية الخسيسة التي ضربت العاصمة البلجيكية بروكسل، وان انقل نيابة عن اجتماعنا اليوم رسالة تعزية وتضامن مع أسر الضحايا الأبرياء وأدعو حضراتكم للوقوف دقيقة حداد علي أرواح شهداء الإنسانية جميعا وأرواح ضحايا الإرهاب الغادر .
أصحاب المعالي
السادة وزراء الدفاع لدول تجمع الساحل والصحراء
السيد إبراهيم ساني أباني أمين عام تجمع الساحل والصحراء بالإنابة
السادة الضيوف الكرام
السيدات والسادة
أشرف اليوم أن أكون معكم بوطنكم الثاني مصر وعلي أرض سيناء الحبيبة وفي مدينة شرم الشيخ رمز الأمن والسلام ممثلا لشعب مصر العظيم وقواته المسلحة الباسلة التي تعتز وتفخر بالانتماء للقارة الأفريقية ليس فقط لاعتبارات التاريخ والجغرافيا وإنما هو لروابط الهوية والعلاقات الأزلية وملحمة النضال المشتركة لشعوبنا ووحدة المصير والمستقبل الواحد في التنمية والأمن ففي الأمس القريب احتضنت شرم الشيخ مؤتمرا للتنمية بإفريقيا واليوم تحتضن اجتماعا لتعزيز الأمن
السيدات والسادة
بداية نود الإعراب جميعا عن خالص التقدير لجمهورية تشاد الشقيقة بقيادة فخامة الرئيس إدريس ديبي للجهود التي تبذلها حكومة وشعبا من أجل إعادة تفعيل التجمع وتعزيز آلياته للتعاون في التنمية ومواجهة التحديات الأمنية في فضاء التجمع ودوله بما في ذلك عقد الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول التجمع علي هامش الدورة الثامنة والعشرين للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا في يناير 2016
ولا يفوتنا أيضا أن نعرب عن تقديرنا البالغ للأمانة الفنية لتجمع الساحل والصحراء علي التعاون الوثيق في الإعداد والتحضير لعقد هذا الاجتماع لتحقيق الأهداف المرجوة
السيدات والسادة نجتمع اليوم وكلنا أمل في أن يكون ما نقوم به يمثل نقطة بداية هامة في تاريخ التكامل والعمل المشترك داخل تجمع الساحل والصحراء .
فهذا الاجتماع يأتي في لحظة هامة وفارقة بمسيرة التجمع لحظة تجعل من خيار الشراكة والتعاون الخيار الأجدى أمام شعوبنا وحكوماتنا . لحظة تتطلب التعاون والتنسيق والتكامل والعمل علي تطوير آليات العمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار بامتداد فضاء الساحل والصحراء كضمانة أساسية لإزالة كافة معوقات التنمية المستدامة التي هي الهدف الاستراتيجي الذي نسعي جميعا للوصول إليه تحقيقا لرفاهية وازدهار وتقدم شعوبنا ودولنا
السيدات والسادة
إن ما تشهده القارة الإفريقية وبصفة خاصة فضاء تجمع الساحل والصحراء في السنوات الأخيرة من تطورات باتت تطرح بالعديد من التحديات والتهديدات التي تستهدف أمن أوطاننا وتعرقل خطط التنمية التي نصبو جميعا لتنفيذها .
ولا جدال في أن الإرهاب والتطرف بات يشكل تهديدا قويا أمتد بتداعياته لكافة بقاع العالم واستهدف بعملياته البغيضة المدنيين الأبرياء دون تفرقة أو استثناء لدولة أو منطقة أو إقليم وهو ما يؤكد علي حمية العمل المشترك الإقليم والدولي لهزيمة هذه التنظيمات الإرهابية التي نستمد أفكارها من منبع واحد
ففي السنوات الأخيرة لم يصبح الإرهاب والتطرف ظاهرة دخيلة علي القارة الإفريقية وبصفة خاصة فضاء الساحل والصحراء بعد أن صارت دول وشعوب المنطقة تعاني من حدة العمليات الإرهابية وباتت مسرحا لأنشطة العديد من الجماعات الإرهابية يمتد من شمال وشرق القارة إلي غرب ووسط القارة
تتزايد تعقيدات هذا التهديد مع ارتباطه بالصور الأخرى للجريمة المنظمة عابرة الحدود مثل الاتجار بالمخدرات والأسلحة وتهريب البشر والاختطاف والتي تشكل في مجموعها مصادر التمويل والتسليح للجماعات الإرهابية أيضا أصبحت العمليات في الفضاء الالكتروني عنصرا شديد الخطورة سواء في تنفيذ الجريمة المنظمة العابرة للحدود أو في تصاعد وانتشار الإرهاب والتطرف بالترويج للأفكار المتطرفة والتجنيد والتدريب والتسليح والتغلب علي الإجراءات الأمنية لتنفيذ العمليات
السيدات والسادة
أدانت مصر كافة العمليات الإرهابية التي استهدفت الدول الشقيقة والصديقة وأكدت حرصها علي التعاون ودعم كافة المبادرات والمشروعات الإقليمية والدولية التي تسعي لتعزيز الأمن والاستقرار والقضاء بصفة خاصة علي الإرهاب والتطرف .
ذلك من منطلق القناعة المصرية بضرورة تضافر وتكاتف كافة الجهود الإقليمية والدولية لتصب في استراتيجية واحدة تكون قادرة علي هزيمة الإرهاب والتطرف والإدراك بأن النجاح في تحقيق هذا الهدف يتطلب العمل من خلال مقاربة شاملة لا تستثني أي من التنظيمات ولا تقتصر علي العمليات الأمنية والعسكرية وإنما تشمل أيضا نواحي التنمية البشرية والاجتماعية والأبعاد الفكرية والثقافية وتجديد الخطاب الديني .
السيدات والسادة
أن اجتماعنا اليوم يمثل فرصة تاريخية لاستعراض وتقييم الدراسات والوثائق الخاصة بتطوير العمل في الأمانة العامة لتجمع الساحل والصحراء وأجهزته خاصة المرتبطة بتعزيز الأمن والاستقرار داخل فضاء التجمع ولاسيما ما يخص الوثيقة الإطارية لإستراتيجية التنمية والأمن وكذا مقررات القمة الاستثنائية التي عقدت في ندجامينا في فبراير 2013 وفي مقدمتها انشاء وتفعيل مجلس السلم والأمن وآلية منع وتسوية المنازعات .
وفي هذا الإطار اسمحوا لي بالإعراب عن استعداد مصر الدائم للتعاون وتقديم ما لديها من خبرات وإمكانيات لدعم مصالح وأهداف شعوبنا ودولنا في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية مستندين في ذلك علي الدعم القوي من القيادة السياسية لإستراتيجية الانفتاح علي الأشقاء بالقارة الإفريقية خاصة تجمع الساحل والصحراء الذي يشكل أحد الدوائر الأساسية لأمننا القومي .
ثانيا الإيمان بالعلاقة الأساسية والمتبادلة بين تحقيق الأمن والدفع بجهود التنمية .
ثالثا رصيد القوات المسلحة المصرية في الإمكانيات والخبرات والتعاون مع الأشقاء بالدول الإفريقية سواء بالمجالات الأمنية والعسكرية أو التنمية الاقتصادية عبر جهاز الخدمة الوطنية.
رابعا الإمكانيات والخبرات المصرية في مجال الإعداد والتأهيل والمشاركة بعمليات فض وتسوية المنازعات وحفظ السلام خاصة مع المشاركة المصرية العملية في الكثير من العمليات التي تمت ولازالت في العديد من دول التجمع .
خامسا عضوية مصر الحالية في مجلس السلم والأمن الإفريقي ومجلس الأمن الدولي مع رئاسة اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب بما يسمح لها أن تكون حلقة الوصل بين المجلسين وتعزيز الجهود الإقليمية والدولية الساعية لإرساء حالة السلم والأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف بالقارة والتجمع .
في نفس السياق اعتمدت قمة ندجامينا 2013 المبادرة المصرية لإنشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب ليكون أداه لتبادل المعلومات الاستخباراتية والعمل التشاوري حول المشاغل المشتركة المرتبطة بالتهديدات الإرهابية وعلاقتها بالجريمة المنظمة وهو ما جري بحثه في اجتماع الخبراء علي مدار اليومين السابقين والي نتطلع لقيام الأمانة العامة بإضافة كافة الأفكار والمقترحات المقدمة لتحقيق أهداف التجمع بذات الشأن حتى يتم الانتهاء من إجراءات إنشائه في القريب العاجل .
السيدات والسادة
في الختام أود التأكيد علي الالتزام الكامل بكافة قرارات تفعيل تجمع الساحل والصحراء وتطوير بنيته المؤسسية والتطلع لأن يشكل اجتماع شرم الشيخ نقطة التحول التاريخي والانطلاق نحو المستقبل بامتلاك أدوات التعامل مع كافة التحديات الأمنية التي تعرقل السلم والأمن بفضاء التجمع وتحية لكم جميعا من الشعب المصري العظيم وقواته المسلحة التي تعتز وتفتخر بانتمائها وهويتها الإفريقية.
وأتمنى لكم جميعا إقامة سعيدة في شرم الشيخ ارض الفيروز ومدينة السلام وحلقة الاتصال بالأشقاء والأصدقاء لتحقيق الأمن والرفاهية لشعوبنا وشعوب العالم أجمع، وأشكركم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.