دواء جديد من «الكيتامين» يعالج الاكتئاب دون آثار مخدرة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

ابتكر باحثون دواءً جديدًا يحتوي على الكيتامين يعالج الاكتئاب الشديد بفعالية، دون الآثار الجانبية المخدرة التي يشتهر بها هذا العقار، مما يفتح آفاقًا جديدة في علاج الاكتئاب،بحسب ما جاء من ميديكال إكسبريس.

طور الباحثون قرصًا مبتكرًا يطلق الكيتامين ببطء لعلاج الاكتئاب الشديد دون التسبب في الآثار الجانبية المخدرة التي غالبًا ما ترتبط بالعقار، يُذكر أن الكيتامين، الذي تم تطويره في الستينيات كمخدر، تحول إلى دواء ترفيهي نظرًا وتأثيراته الهلوسية.

أظهرت الأبحاث أن الكيتامين يمكن أن يكون فعالًا لربع الأشخاص الذين لا يستجيبون للأدوية المضادة للاكتئاب التقليدية، ومع ذلك، كانت هناك مخاوف بشأن الآثار الجانبية مثل ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وكذلك خطر الإدمان.

قال بول غلو، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن الحبة الجديدة، التي تستغرق أكثر من 10 ساعات لتتحلل في الكبد، لم تسبب أي آثار جانبية مثل النشوة أو الانفصال العاطفي، وأكد أن هذه الأقراص ليست جذابة لأولئك الذين يسيئون استخدام الكيتامين.

◄ اقرأ أيضًا | الوجبات السريعة تسبب الاكتئاب

شملت التجربة السريرية للمرحلة الثانية أكثر من 270 شخصًا يعانون من الاكتئاب، والذين جربوا في المتوسط أربعة أدوية مضادة للاكتئاب من قبل،وأظهرت النتائج أن أكثر من نصف المرضى الذين تناولوا حبوب الكيتامين تعافوا من الاكتئاب، بينما انتكس 70% من مجموعة الدواء الوهمي بعد 13 أسبوعًا.

أشادت جوليان آلان، خبيرة الصحة العقلية والإدمان في جامعة تشارلز ستورت الأسترالية، بالتجربة، مؤكدةً على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث،وأشار ميشيل هوفمان، الطبيب النفسي في مستشفيات جامعة جنيف، إلى الحماس الكبير في المجتمع الطبي حول إمكانات الكيتامين في علاج الاكتئاب، خاصةً للمرضى الذين لا يستجيبون للأدوية التقليدية.

ورغم هذه النتائج الإيجابية، ما زال هناك حذر بين بعض الأطباء النفسيين من وصف الكيتامين خوفًا من إساءة استخدامه. وأكد ريكاردو دي جيورجي، الباحث في جامعة أكسفورد، أن الاستخدام الواسع للكيتامين قد يسبب أزمة جديدة مشابهة لأزمة المواد الأفيونية، ومع ذلك، فإن إطلاق الكيتامين ببطء قد يقلل من هذه المخاوف.

أشار الباحثون إلى أن هناك حاجة لإجراء تجارب المرحلة الثالثة قبل أن يتمكن المرضى من الوصول إلى الحبوب، مما يعني أن الدواء قد يكون متاحًا بعد عامين أو ثلاثة أعوام.