مناظرة الفرصة الأخيرة.. كيف سيؤثر أداء المرشحين على الناخبين الفرنسيين ؟

جوردان بارديلا وجابرييل أتال ومانويل بومبارد
جوردان بارديلا وجابرييل أتال ومانويل بومبارد

تشهد فرنسا اليوم الثلاثاء مناظرة تلفزيونية مرتقبة بين ممثلي الأحزاب الرئيسية في البلاد، وذلك قبل خمسة أيام فقط من الجولة الأولى للانتخابات التشريعية التي توصف بأنها "تاريخية".

وتأتي هذه المناظرة في وقت يتصدر فيه اليمين المتطرف استطلاعات الرأي، مما يضفي أهمية خاصة على هذا الحدث السياسي البارز.

 

المشاركون في المناظرة

ستجمع المناظرة، التي ستبث على قناة TF1 الفرنسية، بين ثلاث شخصيات سياسية بارزة، وهم جابرييل أتال رئيس الوزراء الحالي وممثل المعسكر الرئاسي، وجوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني وممثل اليمين المتشدد، وأخيرا مانويل بومبارد، منسق حزب فرنسا الأبية ممثلا عن اليسار المتطرف.

وفقًا لما ذكرته صحيفة لوموند الفرنسية، من المقرر أن تبدأ المناظرة في تمام الساعة التاسعة بتوقيت باريس، وستكون أول مناظرة تلفزيونية كبرى بين الكتل السياسية الثلاث الرئيسية في فرنسا.

 

اليمين المتطرف في الصدارة

تشير آخر استطلاعات الرأي إلى تقدم ملحوظ لحزب التجمع الوطني  اليميني بقيادة جوردان بارديلا، إذ أظهر استطلاع أجرته مؤسسة Ifop-Fiducial لصالح قناة LCI وصحيفتي "لو فيجارو" و "سود راديو" أن الحزب يحظى بـ 36% من التصويت، متقدمًا على تحالف اليسار "الجبهة الشعبية الجديدة" بنسبة 28.5%، أما المعسكر الرئاسي فحصل على 21%.

وتشير لوموند الى أن هذه النتائج تفتح الباب أمام طموحات اليمين المتطرف للوصول إلى السلطة بشكل غير مسبوق في تاريخ فرنسا الحديث.

 

موقف ماكرون وردود الفعل

رغم التحذيرات من حلفائه وتراجع شعبيته بعد قراره المثير للجدل بحل الجمعية الوطنية في 9 يونيو، يواصل الرئيس إيمانويل ماكرون تدخلاته في الحملة الانتخابية.

وقد صرح ماكرون في بودكاست نُشر يوم الاثنين بأن برامج "المتطرفين" تؤدي إلى "الحرب الأهلية"، مشيرًا إلى أن اليمين المتطرف "يقسم" المجتمع و"يدفع نحو الحرب الأهلية"، بينما يقترح حزب فرنسا الأبية "شكلاً من أشكال الطائفية".

وتعكس هذه التصريحات استراتيجية ماكرون في تصعيد خطورة الانتخابات القادمة.

لم تمر تصريحات الرئيس الفرنسي دون رد من منافسيه، فقد وصفت مارين لوبان، زعيمة التجمع الوطني السابقة، تصريحات ماكرون بأنها "استراتيجية التخويف" المعتادة.

كما اتهم جان لوك ميلونشون، زعيم حزب فرنسا الأبية، ماكرون بأنه "دائمًا موجود لإشعال النار".

 

الجدل حول المشاركة في المناظرة

أثار غياب حزب الجمهوريين "يمين الوسط" عن المناظرة جدلاً قانونيًا، فقد رفض مجلس الدولة الفرنسي طلب الحزب للمشاركة في المناظرة، مما اعتبره الحزب "ضارًا للغاية" لمصالحه.

وتجدر الإشارة إلى أن الحزب ظل معارضًا للتحالف الذي عقده رئيسه إريك سيوتي مع التجمع الوطني.

 

تحالف ضد اليمين وخلافات اليسار

في مواجهة صعود اليمين المتطرف، دعا نحو 200 شخصية من الاشتراكيين والخضر والماكرونيين، في مقال نشرته صحيفة لوموند، أحزاب اليمين والوسط واليسار إلى "إعلان اتفاق انسحاب واضح" استعدادًا للجولة الثانية من الانتخابات.

كشفت الانباء عن المناظرة عن خلافات داخل تحالف اليسار "الجبهة الشعبية الجديدة".

فقد طالب كل من جوردان بارديلا وجابرييل أتال بحضور جان لوك ميلونشون بدلاً من مانويل بومبارد في المناظرة، معتبرين أن ميلونشون هو المرشح الفعلي لرئاسة الوزراء ضمن التحالف.

لكن القوى السياسية الأخرى في التحالف اليساري تطالب بمرشح "توافقي" وتعتبر ميلونشون شخصية "مثيرة للانقسام".

وقد صرحت مارين توندولييه، رئيسة حزب الخضر، لوكالة الأنباء الفرنسية بأن ميلونشون "ليس زعيم الجبهة الشعبية الجديدة ولن يكون رئيسًا للوزراء".

في المقابل، أكد ميلونشون في تصريح لقناة "فرانس 2" أن "رئيس الوزراء القادم سيكون من حزب فرنسا الأبية"، مشيرًا إلى إمكانية ترشيح أحد مساعديه لهذا المنصب.