علماء الأزهر والأوقاف: واجبنا تجاه المنافع المشتركة واجب شرعي ووطني

أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بمحافظة شمال سيناء
أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بمحافظة شمال سيناء

انطلقت قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف والأوقاف ودار الإفتاء المصرية إلى محافظة شمال سيناء، يومي الخميس والجمعة الموافق 16- 17 مايو 2024م، ذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، و وزير الأوقاف  الدكتور محمد مختار جمعة، وفضيلة  الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية.

اقرأ أيضا| العلماء يؤكدون: الاستئذان أدب راق يدل على سمو أخلاق صاحبه ورقيه  

وتضم ثلاثة من علماء الأزهر الشريف، وثمانية من علماء وزارة الأوقاف، وأمين من أمناء الفتوى، وباحث شرعي بدار الإفتاء المصرية، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: "واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة".

وفيها أكد العلماء أن واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة عظيم، ومسئوليتنا نحوها كبيرة؛ ذلك أن حق الانتفاع بها ليس ملكًا لأحد بعينه، فهي إما ملك لمجموعة من الأفراد كالمنافع المشتركة في المبنى الواحد الذي يضم مجموعة من الوحدات السكنية وعددًا من الأسر، أو كالمسقى الزراعي الذي هو ملك عام ينتفع به عدد من الزراع، وإما هي ملك للمجتمع كله، كالحدائق العامة والمماشي العامة والطرق العامة والمرافق العامة ونحو ذلك، فيجب علينا أن نحافظ عليها جميعًا؛ لأنها لنا جميعًا. 

وقال العلماء: لا شك أن الحفاظ على المنافع المشتركة، والأماكن والمرافق العامة واجب شرعي ووطني وإنساني، فينبغي أن نستخدمها على وجه لا ضرر فيه ولا ضرار، حيث يقول الحق سبحانه: "وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ”، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ)، وبذلك يـتحقـق التـعاون بيـن أبنـاء المـجتمـع على الخـير والنفع العام، حيث يقول تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ.

 وتابع العلماء: لا شك أن الحفاظ على المنافع المشتركة، والأماكن والمرافق العامة، وإصلاحها وتنميتها من سبل الخير، وطرق الفلاح؛ فقد جعل نبينا (صلى الله عليه وسلم) كف الأذى من شعب الإيمان، وإحدى أنواع الصدقات، ومن أسباب دخول الجنة، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): (الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي المُسْلِمِينَ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فإنَّها صَدَقَةٌ مِنْكَ علَى نَفْسِكَ)، وليس هذا فحسب، بل علينا أن نتحلى في الأماكن العامة بكل القيم الإنسانية الراقية.