المساحات المزروعة تصل إلى 4.5 مليون فدان بحلول عام 2027

خيرات مستقبل مصر ... مشروعات عملاقة للاستصلاح الزراعى والتصنيع والإنتاج الحيوانى

خيرات مستقبل مصر
خيرات مستقبل مصر

إنشاء أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعى واستخدامها فى الرى

الغنام: المشروعات تحقق الاكتفاء الذاتى وتحول مصر إلى سلة غذاء للعالم فى المستقبل

إنشاء سوق وبورصة سلعية تحتوى على 792 متجرًا للخضراوات والفاكهة والأسماك

محمد فايد

شهدت مصر عبر تاريخها وحضارتها التى تعتبر أقدم الحضارات فى العالم، عدة مراحل من التطور كدولة زراعية وصناعية، فمنذ العصور القديمة، كانت الزراعة تمثل العمود الفقرى للاقتصاد المصرى، وفى العصور الوسطى والحديثة، شهدت مصر تطورات فى الصناعة، وخلال القرن الماضى، عانت مصر من التحديات الاقتصادية، لكنها استمرت فى الاعتماد على الزراعة والصناعة كمحركين أساسيين للاقتصاد، وفى العصر الحديث، شهدت مصر تحولات هامة فى الاقتصاد خاصة فى ظل التحديات الكبيرة التى مرت بها الدولة المصرية على مدار الأعوام الماضية بالإضافة إلى النمو السكانى المتزايد بشكل سريع، وقد واجهت القيادة السياسية المصرية تلك التحديات بتبنى استراتيجية شاملة لتعزيز القطاعات الحيوية كالزراعة والصناعة بهدف تحسين جودة حياة المواطنين وتعزيز التنمية الاقتصادية.
 
فى القطاع الزراعى، سعت مصر إلى تحقيق الأمن الغذائى والاكتفاء الذاتى من السلع الاستراتيجية وتعزيز الإنتاجية والاستدامة، وتمثل ذلك فى إطلاق مشروعات قومية عملاقة مثل مشروعات الصوب الزراعية والاستثمار فى تحلية المياه لزيادة مساحات الزراعة المستدامة، وزيادة الرقعة الزراعية، ومشروعات كبرى مثل توشكى والدلتا الجديدة ومستقبل مصر وشرق العوينات وغيرها الكثير الذى يصعب حصره، بالإضافة إلى ذلك، أولت الحكومة اهتمامًا كبيرًا لتعزيز القطاع الصناعى من خلال مشاريع ضخمة تستهدف تعزيز التصنيع المحلى وتوفير فرص عمل، وقد شمل ذلك بناء المناطق الصناعية وتقديم الحوافز للاستثمارات الوطنية والأجنبية، وتُعَدُّ هذه المشروعات القومية العملاقة علامات بارزة على التزام الدولة بتحسين حياة المواطنين وتوفير فرص العمل والازدهار الاقتصادى، وتأتى هذه الجهود فى سياق التحولات الاقتصادية والاجتماعية الشاملة التى تشهدها الجمهورية الجديدة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بهدف تحقيق تنمية مستدامة وتحقيق التوازن بين القطاعات المختلفة وتحقيق التنمية الشاملة لتوفير "حياة كريمة" للمواطنين.
 
بالأمس القريب كنا فى جولة بأحد أكبر المشروعات الصناعية العملاقة، التى تستخدم أحدث تكنولوجيا التصنيع فى العالم وتقدم نموذجًا فريدًا لتطبيق العلوم الحديثة فى الصناعة، واليوم "الأخبار" داخل أحد أكبر المشروعات الزراعية القومية وهو مشروع "مستقبل مصر" الذى يهدف لتوفير الأمن الغذائى للمصريين وفق أسس علمية حديثة، مما يؤكد أننا أمام جمهورية جديدة ركيزتها الأساسية العلم وأعمدتها الصناعة والزراعة، تعتمد على سواعد المصريين من أجل توفير "حياة كريمة" لكل مواطن على أرض الكنانة، ويأتى مشروع "مستقبل مصر" كأحد أهم المشروعات القومية التى أطلقتها الدولة المصرية فى مجال القطاع الزراعى، وهو أحد مشروعات جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة الذى يعد أحد أكبر الكيانات بالعالم فى مجالات وأنشطة التنمية على صعيد مشروعات الزراعة والتصنيع الزراعى والاقتصاد البيئى والمشروعات التكاملية، وقد بدأ جهاز مستقبل مصر فى عام 2017 بمشروعات استصلاح زراعى لمساحات صغيرة باستخدام أساليب الرى الحديث وتكنولوجيا الزراعات الدقيقة، وتدرجت نجاحات جهاز مستقبل مصر فى مشروعات الاستصلاح الزراعى حتى استطاع ترك بصماته فى صحارى مصر الشاسعة ووصل إلى ما يقارب 800 ألف فدان من الأراضى المستصلحة بنهاية عام 2023.
 
أنظمة حديثة
 
وقد تعددت مشروعات جهاز مستقبل مصر للاستصلاح الزراعى فكان أساسًا لدلتا مصر الجديدة وامتدت حتى المنيا وبنى سويف والفيوم وأسوان والداخلة والعوينات لتحقيق حلم 4.5 مليون فدان بحلول عام 2027، ويعتمد جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة على الزراعة بأنظمة الرى المحورى والرى بالتنقيط والزراعة تحت الصوب بأنظمة وتكنولوجيا الرى الحديث للحفاظ على المورد المائى، ويقوم الجهاز بتجارب وأبحاث الزراعات فيما يخص التقاوى والأسمدة والرى للوصول إلى أعلى معدلات الإنتاج من كل المحاصيل الزراعية.
 
كما يقوم الجهاز بعمل مشروعات للتصنيع الزراعى أيضًا، من خلال مخطط التكامل مع الزراعة والذى يتمثل فى منطقتين صناعيتين، الأولى هى المناطق الصناعية للدلتا الجديدة على مساحة 1000 فدان والتى تشتمل على مصانع (العلف والبصل والثوم المجفف والمركزات والخضار والفواكه المجمدة وبطاطس نصف مقلية وسكر ونشا وجلوكوز)، وغيرها من مشروعات التصنيع الزراعى، وتصل كميات الخام المستخدم فى المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية الى حوالى 3 ملايين طن بإنتاج يصل إلى حوالى 1.5 مليون طن منتجات سنويًا، بالإضافة إلى مجمع الصناعات الغذائية (قها وإدفينا) الذى يحتوى على صناعات (العصائر والبقوليات والوجبات الجاهزة والمربى والصلصة واللحوم المصنعة) بطاقة استيعابية للخام 470 ألف طن خام وإنتاج يصل إلى حوالى 550 ألف طن منتجات سنويًا، ويقوم الجهاز بالتوسع فى مشروعات التخزين الاستراتيجى المتمثل فى (صوامع تخزين الغلال بطاقة 600 ألف طن وثلاجات تبريد وتجميد سعة 90 ألف طن)، بالإضافة إلى ذلك فقد حرص الجهاز أيضًا على إنشاء مشروع كبير للسوق التجارى والبورصة السلعية، والذى يقع على تقاطع الطريق الدائرى الإقليمى مع محور الضبعة ويمثل ربطا لتداول المنتجات الزراعية بين الدلتا القديمة والجديدة.
 
تنمية واستثمار
 
ويتوسع جهاز مستقبل مصر أيضًا فى مشروعات الثروة الحيوانية حيث تصل قدرات المزارع الحالية إلى 18 ألف رأس تسمين و11 ألف رأس حلاب و4.5 ألف رأس أغنام، ويقوم الجهاز أيضًا بإنشاء مزارع للإنتاج الحيوانى على مراحل تنفيذية لتحقيق هدف الاكتفاء الذاتى من اللحوم وسد احتياج السوق المحلى، كما يقوم الجهاز بتخطيط عمران الدلتا الجديدة وإنشاء أول مشروعات التنمية العمرانية الخضراء، حيث يجرى حاليا تنفيذ مشروع بيئى متكامل يستند الى مبادئ التنمية المستدامة والمجتمعات الخضراء وإعادة التدوير فى مجتمع صديق للبيئة ويحتوى على صفر كربون، حيث التوسع فى أنشطة مجابهة تغير المناخ، كما يقوم الجهاز بتخطيط التوسع العمرانى فى الاتجاه الغربى على قوام مشروعات التنمية الزراعية والتصنيع الزراعى وكافة الأنشطة المتعلقة بالزراعة.
 
ويتعاون الجهاز فى أنشطة ومجالات الزراعة مع صغار وكبار المستثمرين والشركات، بالإضافة إلى شراكات مع القطاع الخاص فى مجالات التصنيع الزراعى والخامات الزراعية اللازمة للتصنيع ومستلزمات الإنتاج وأيضًا التنمية العمرانية، وقام الجهاز بتطوير الاستثمار ليشمل شراكات دولية فى مجال البذور والتقاوى والتصنيع الغذائى مثل الصين وروسيا.
 
أمن قومى
 
قال العقيد الدكتور بهاء الغنام، المدير التنفيذى لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، إن القيادة السياسية حرصت منذ عام 2014 على تحديد رؤيتها بأهمية دور الزراعة فى الأمن القومى المصرى، خاصة فى ظل التوقعات بوصول عدد سكان مصر إلى 180 مليون نسمة بحلول عام 2050، وقد شملت خطة القيادة السياسية الحرص على تعظيم دور الاستفادة من الأراضى الزراعية الحالية واستصلاح أراضٍ جديدة بالإضافة إلى الاستثمار فى مجال الصوب الزراعية، وقد تعاظمت أهمية الزراعة ودورها فى الأمن القومى المصرى بعد تضاعف أسعار الغذاء العالمية خلال الأزمة الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا.
 
مشيرًا إلى أن القطاع الزراعى المصرى يمثل 15% من الناتج القومى، ويحتوى على 23% من الأيدى العاملة، ويقدر إجمالى صادرات مصر من الحاصلات الزراعية والتصنيع الزراعى بحوالى 9 مليارات دولار عام 2023، وتعد ثانى أكبر مورد للدولار فى الدولة، ومخطط الدولة المصرية هو إضافة 4 ملايين فدان جديدة إلى الرقعة الزراعية بما يمثل حوالى 45% من الرقعة الزراعية الحالية، وقد حرصت القيادة السياسية على الاستفادة من الميزة النسبية المتمثلة فى الظروف المناخية والأرض والمورد المائى المتاح، بالإضافة إلى الاتجاه للتصنيع الزراعى بتحويل المواد الزراعية الخام إلى منتجات نهائية لتحقيق مبدأ القيمة المضافة.
 
وأضاف "الغنام" فى تصريحاته لـ"الأخبار" أن المساحات المستهدفة للاستصلاح تدرجت من 30 ألف فدان عام 2018، حتى وصلت إلى 800 ألف فدان حاليًا، ومستهدف وصولها إلى 1.6 مليون فدان العام المقبل، حتى تصل إلى 4.5 مليون فدان بحلول عام 2027، وتتنوع مشروعات جهاز مستقبل مصر ما بين مشروعات زراعية وأخرى للتصنيع الزراعى والإنتاج الحيوانى، بالإضافة إلى السوق والبورصة السلعية، وتتمثل مشروعات الجهاز الزراعية فى مشروعى مستقبل مصر 1 و2 بالدلتا الجديدة وسنابل سونو بأسوان، الداخلة – العوينات، السادات، المنيا وبنى سويف، اللاهون، مشروع الصوب محور الضبعة، تنمية سيناء، الكفرة.
 
الدلتا الجديدة
 
وأوضح أن أحد أبرز المشروعات الزراعية العملاقة فى مصر هو "الدلتا الجديدة" ويشمل مشروعى مستقبل مصر 1 و2، وقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بالبدء فى مشروع "مستقبل مصر 1" عام 2022، ويحتوى المشروع على 277 كم ترع مكشوفة، و450 كم مواسير، و4780 جهاز رى محورى، 6 هدارات، 14 مأخذا، 7 محطات رفع، 54 طلمبة، 291 بوستر، 1009 طلمبات، بالإضافة إلى 471 كم طرق رئيسية، و7905 طرق فرعية، و2401 شبكة مواسير فرعية، ويشتمل مشروع "مستقبل مصر 2" على 264 كم ترع مكشوفة، و94 كم مواسير، 1900 جهاز رى محورى، 17 هدارة، 2 محطة رفع، 10 طلمبات، 100 بوستر، 509 طلمبات، بالإضافة إلى 604 كم طرق رئيسية، و660 كم طرق فرعية، و2295 كم شبكات مواسير فرعية.
 
وأضاف "الغنام" أن الرئيس السيسى وجه منتصف عام 2023 بالبدء فى تنفيذ مخطط التنمية الزراعية جنوب مصر، حيث تم تدشين مشروع سنابل سونو بأسوان، والذى يشتمل على 90 كم ترع مكشوفة، 1543 بئرا، 2300 جهاز رى محورى، 2 محطة رفع، 85 بوستر، بالإضافة إلى 370 كم طرق رئيسية، 440 كم طرق فرعية، و1326 كم شبكات مواسير فرعية، كما تم البدء فى تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع "الداخلة – العوينات" بمساحة 15 ألف فدان وذلك بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية والرى، وقد تم البدء بمساحة صغيرة بدلًا من إهدار الوقت فى الدراسات ثم التجربة، فقمنا باستغلال الوقت فى التنفيذ على مساحة صغيرة وعمل الدراسات اللازمة بالتوازى، ويجرى حاليًا التجهيز للبدء فى استصلاح المرحلة الثانية بمساحة 200 ألف فدان إضافية، ويشتمل المشروع على 1320 بئرا، 45 مولد كهرباء، 1320 جهاز رى محورى، 1349 غرفة، 153 كم طرق رئيسية، 524 كم شبكات مواسير فرعية.
 
وأشار إلى أنه تم البدء أيضًا فى تنفيذ مشروع استصلاح وزراعة 62 ألف فدان بمشروع المنيا وبنى سويف، وذلك بتنفيذ مسارى ترع فى المنيا وبنى سويف، ويشتمل على 109 كم ترع مكشوفة، 4 محطات رفع بقدرة 1.25 مليون م3 فى اليوم، 31 بوستر، 106 طلمبات، 190 جهاز رى محورى، 142 كلاستر، بالإضافة إلى 540 كم طرق، و1.086 كم شبكات مواسير فرعية، منها 765 كم فى المنيا، و321 كم فى بنى سويف، ولتعظيم الاستفادة من المورد المائى والاستغلال الأمثل للمياه تم تنفيذ مشروع اللاهون على مساحة 12 ألف فدان بطاقة 170 ألف متر مكعب فى اليوم لزراعة (الخيار والطماطم وفلفل الألوان والمانجو والموز وغيرها من زراعات الخضر والفاكهة) بالتكنولوجيا الاسبانية والمصرية، ويشتمل على 235 كلاستر منها 58 مصرى و177 إسبانى، 1120 صوبة منها 412 مصرية بمساحة 2.5 فدان و708 إسبانية بمساحة 6 أفدنة، 238 بوستر 619 طلمبة، 4 موزعات كهرباء، ومحطة رفع مياه واحدة، كما تم البدء فى تنفيذ مشروع الصوب الزراعية بمحور الضبعة على مساحة 4.5 ألف فدان، مشيرًا إلى إنشاء أكبر محطة فى العالم لمعالجة مياه الصرف الزراعى ويتم استخدامها فى الرى، مؤكدًا على أن المشروعات الزراعية التى يتم تنفيذها فى مصر ستحولها ليس إلى سلة غذاء للمصريين فقط بل ستكون سلة غذاء للعالم فى المستقبل القريب.
 
مدينة السادات
 
وفى ذات السياق أوضح المهندس شاهين محمد، مدير الإدارة الزراعية بجهاز مستقبل مصر، أن الرئيس السيسى وجه فى عام 2021 بالبدء فى استصلاح وزراعة 10 آلاف فدان علاوة على مساحة 5 آلاف فدان إضافية بمدينة السادات، وفى عام 2023 تم البدء فى استصلاح وزراعة مساحة 26 ألف فدان إضافية لتعظيم الاستفادة من المساحات الفضاء الصالحة للزراعة، كما تم الانتهاء من استصلاح 13 ألف فدان وزراعتها فى بداية عام 2024 وجار تنفيذ أعمال البنية التحتية لمساحة 13 ألف فدان إضافية ومخطط الانتهاء يونيو 2024، ليصبح إجمالى المساحة المستصلحة فى نطاق مدينة السادات 41 ألف فدان، ويجرى زراعة هذه المساحات بمحاصيل الخضر والفاكهة بالتعاون مع كبار المستثمرين.
 
وأضاف أنه فى إطار خطة الدولة لتعمير سيناء يقوم الجهاز بتنفيذ مخطط الدولة عن طريق 3 مشروعات زراعية وتنموية فى سيناء بإجمالى مساحات حوالى 600 ألف فدان، مشيرًا إلى أنه فى إطار توجيهات الرئيس السيسى بالتوسع فى الرقعة الزراعية تم دراسة منطقة "الكُفرة" على الحدود الليبية جنوب غرب واحة سيوة، وطبقًا لدراسات التصنيف الحقلى للتربة التى قامت بها وزارة الزراعة فإن تلك المنطقة تمثل أرضا خصبة صالحة للزراعة، وأوضحت دراسات وزارة الرى أن منطقة الكُفرة على امتداد حوالى 600 ألف فدان على الحدود الليبية هى منطقة واعدة بالإمكانيات المائية، وتقوم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإنشاء طريق ربط بطول 200 كم يصل ما بين منطقة الكُفرة وواحة سيوة.
 
التصنيع الزراعى
 
من جانبه، قال المهندس هادى عنتر، مدير قطاع بالجهاز، إن أحد المجالات التى يعمل بها جهاز مستقبل مصر أيضًا هو التصنيع الزراعى، وذلك للاستفادة من المحاصيل الزراعية المحلية، وتلبية احتياجات السوق المحلى، واستهداف الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى عمل شراكات مع القطاع الخاص، وإعداد كوادر مؤهلة، ويشمل التصنيع الزراعى بالمنطقة الصناعية للدلتا الجديدة الصناعات الغذائية والزراعية، وتدوير المخلفات الزراعية، ومعامل البحوث الزراعية، موضحًا أن المرحلة الأولى للتصنيع الغذائى والزراعى، تشتمل على 3.366 مليون طن خام، تنتج حوالى 1.184 مليون طن، وذلك من خلال مصانع الخضراوات المجمدة، مركزات البرتقال والرمان، البطاطس نصف الجاهزة، البصل المجفف، السكر، العلف الحيوانى والدواجن، النشا والجلوكوز.
 
وأضاف أن المرحلة الثانية للتصنيع الزراعى هى تدوير المخلفات الزراعية، من خلال إنشاء مشروعات من شأنها تعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية فى مجالات صناعات الأخشاب، الأعلاف، لب الورق، البلاستيك الحيوى، إنتاج الوقود الحيوى، ثم تأتى مرحلة إنشاء معامل البحوث الزراعية التى تستخدم فى فحص واختبار المنتجات الزراعية والغذائية، حيث يتم فحص الأسمدة والمخصبات الزراعية، متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة، العقاقير البيطرية، جودة الأغذية ومضافاتها، اكتشاف الملوثات العضوية، فحص السموم الفطرية، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى من مجمع الصناعات الغذائية (قها وإدفينا) تستخدم 385 ألف طن خام، لإنتاج 350 ألف طن، من خلال مصانع الخضراوات والفواكه المجمدة، المركزات، المربى والصلصة، والعصائر، وتستخدم مصانع المرحلة الثانية 85.6 ألف طن خام، لإنتاج 162.6 ألف طن، من خلال مصانع البقوليات المعلبة والدواجن النباتية، الوجبات الجاهزة، اللحوم المصنعة، والعبوات المعدنية.
 
السوق والبورصة
 
وفى سياق متصل، أوضح المهندس يوسف صقر، مدير قطاع بالجهاز، أنه تم إنشاء سوق وبورصة سلعية على مساحة 500 فدان، تحتوى على 792 متجرا، تسع 12 مليون طن سنويًا، وتشتمل على أسواق للفاكهة، وثلاجات للموز، أسواق الخضراوات والبقوليات، أسواق الفاكهة الموسمية، وأسواق السمك، مضيفًا أن مشروعات الإنتاج الحيوانى بالجهاز تشمل 18 ألف رأس ماشية للتسمين، 11 ألف رأس حلاب، و4.5 ألف رأس أغنام.
 
وأشار إلى أن جهاز مستقبل مصر يتعاون مع العديد من الشركاء فى تنفيذ مشروعاته، يأتى فى مقدمتهم وزارات الزراعة، الرى، البترول، الكهرباء، التخطيط، بالإضافة إلى التعاون مع المستثمرين والشركات فى مجالات مستلزمات الإنتاج، الزراعة، المشروعات، وقد حقق جهاز مستقبل مصر نماذج ناجحة قصيرة وبعيدة المدى أدت إلى تبادل الخبرات، تشارك الإنتاج، التوسع فى المشروعات، وفتح آفاق التطوير والاستثمار.