أعضاء القافلة الدعوية بين الأزهر والأوقاف يؤكدون على حبُّ الوطن

أعضاء القافلة الدعوية
أعضاء القافلة الدعوية

انطلقت ثلاث قوافل دعوية مشتركة بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف إلى محافظات «القاهرة - المنوفية - دمياط» اليوم الجمعة 3 مايو 2024م، وذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر الشريف، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.

اقرأ أيضا| «البحوث الإسلامية»: قوافل توعوية بالمحافظات للتوعية بالقضايا المجتمعية

وتضم القافلة 10 علماء من بينهم 5 من علماء الأزهر الشريف، و 5 من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: (أمانة العامل والصانع وإتقانهما).

وفيها أكد العلماء أن الأمانة خُلُق عظيم مِن أخلاق الأنبياءِ والمرسَلين، وفضيلةٌ من فضائل المؤمنين الصالحين، عَظَّم الإسلام شأنها وأعلى قدرَها، حيث يقول الحق سبحانه في وصف عباده المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ)، وحينما سأل هرقل عظيم الروم أبا سفيان عن دين الإسلام وصِفة نبيه (صلى الله عليه وسلم)، أخبره أنه يأمر بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، فقَالَ له هرقل: هَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ.

وقال العلماء "من صور الأمانة أمانة العامل والصانع إتقان العمل والصنعة وتجويدهما، ولقد لفت الحق سبحانه أنظارنا إلى الإتقان، حيث خلق سبحانه كل شيء بإتقان مُعجز، يقول تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}، وأوجب علينا سبحانه الإحسان في كل شيء، يقول سبحانه: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ).

 وأضاف العلماء "من ذلك سرعةُ إنجاز العمل في موعده، لأن ذلك من صور الوفاء بالوعد والعهد، وهو شأن العمال والصُّناع في المجتمعات المتحضرة، كما أنه صفة كريمة تدل على شرف النفس وقوة العزيمة، حيث يقول الحق سبحانه: {وَأَوفُوا بِالعَهدِ إِنَّ العَهدَ كَانَ مَسؤُولًا}، وقد أمر الله (عز وجل) به، وامتدح به عباده المؤمنين، حيث يقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، ويقول تعالى: {وَالَّذِينَ هُم لأَمَانَاتِهِم وَعَهدِهِم رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.

وتابع العلماء "أمانة العامل والصانع كما تنطلق من دافع ديني فإنها تنطلق أيضًا من دافع وطني، فإنما يحمل حبُّ الوطن والعملُ على رقيه وتقدمه على الأمانة وإحسان العمل والجودة والتميز فيه، حيث إن من واجب وطننا الغالي مصر علينا أن نعمل مجدين مخلصين لنهضته وتقدمه، فالجميع بعملهم الجاد المُتقَن في طاعةٍ لله عز وجل، ولا يتقدم الوطن إلا بجهد وإتقان وأمانة الجميع.