طويل القامة ضخم الجسم متين البنيان هادئا يؤدي الصلوات الخمس في أوقاتها، ذلك هو مندوب عزرائيل في مصر بالاربعينات الجاويش «محمد شوري» الجلاد الذي أطلق عليه الناس أسم عشماوي فكان يقوم بجانب عمله الرهيب بوظيفة ممرض في مصلحة السجون.
وأجرت جريدة أخبار اليوم بتاريخ 22 سبتمبر 1945 حوارا مع عشماوي مصر وبدأ المحرر بسؤاله وقال: كيف آمنت بحرفة الشنق؟
عشماوي: كنت تمرجي في مستشفى الأمراض العقلية ونقلت إلى مصلحة السجون واختارني الجلاد السابق المرحوم محمد بدوي مساعد له ولكنني ترددت خوفا من أن يكون هذا العمل مما حرمه الله وخوفا من ابتعاد أهل بيتى عني، ولكن المرحوم محمد ألح في أن أقبل هذا العمل وأن أعرض الأمر على رجال الدين.
اقرأ ايضا:في السبعينيات.. «خبير عالمي»: «القهوة» مزاج الموظفين المصريين يوميا في الصباح
وأكمل حديثه وقال: فاستشارت في ذلك بعض العلماء وقد أفتوني بأن تأدية هذا العمل ليست حراما فقلبت أن أشتغل في هذه الوظيفة، وأخفيت أمري عن أهل زمنا طويلا فلم يعلموا به إلا من سنوات قليلة، ومما شجعني على قبول هذا العمل أن الجلاد يبقى في مصر ولا يتنقل من بلد إلى أخر.
وقال محمد شوري عن الجلاد محمد بدوي: قد توفي في 1937 أثناء تنفيذنا حكم إعدام بسجن قنا فقد أغمي عليه ثم مات بالسكتة القلبية فرقيت إلى وظيفته.
س/ ما هي الشروط التي يجب توفيرها في الجلاد؟
- القوة والجرأة والإيمان بأنه يخدم العدالة.
س/ ما هو شعورك نحو المحكوم عليهم عند تنفيذ الحكم؟
_ هذه مسألة أصبحت عادية بالنسبة إلي ولم أشعر نحو أحدهم بعطف لأنهم لم يصلوا إلى يدي إلا بعد أن قتلوا غيرهم ومن قتل يقتل.
س/ هل تكافأ على عملية الشنق؟
_ نعم أتناول عن الرأس أربعة جنيهات تخصم منها ضريبة قدرها 20 قرشا وكانت هذه المكافأة قبل ذلك 5 جنيهات ويأخذ المساعد 150 قرشا وإذا كان الشنق خارج القاهرة أتناول بدل سفر.
س/ هل نفذت الحكم في النساء؟
_ نفذت حكم الإعدام في فتاة جميلة من الزقازيق وكانت متزوجة بابن عمها وأحبت شابا أرادت الزواج منه فأكتشف أهلها علاقتها بهذا الشاب فتآمروا على قتلها وكانت في الوقت نفسه تفكر في قتلهم فدست لهم السم في الطعام وقضت على أبيها وأخيها وعمها وزوجها، وحكم عليها بالإعدام فألبسها الملابس الحمراء كالمعتاد وعند تنفيذ الحكم كانت متهيجة الأعصاب مضطربة تهز رأسها بعنف ولم أشعر نحوها بشفقة فقد قتلت أربعة هم أقرب الناس لها.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
