مغامرة بمركز تجميل وليزر غير مرخص.. مواد رخيصة وحروق بالوجوه | صور

مغامرة بمركز تجميل وليزر غير مرخص
مغامرة بمركز تجميل وليزر غير مرخص

انتشرت مؤخراً تدوينات كثيرة عبر مجموعات الفيسبوك عن تسبب «شارمينج كلينك» مركز للتجميل والليزر في حروق لسيدات بدرجات مختلفة البعض منها وصل إلى تشوهات وعاهات مستديمة لم تشفى، حيث انتشرت المنشآت الطبية الخاصة بالتجميل في جميع أنحاء الجمهورية بشكل مبالغ فيه، وانتشر معها وجود أجهزة ليزر غير مرخص العمل بها، وحقن للتجميل كثيرة بمواد غير معروفة، ولكي لا يفتضح أمرهم، يتم الاستعانة بعاملين غير مختصين ولا مسجلين لدى نقابة الأطباء، بالرغم من وجود قانون مزاولة المهنة رقم 415 لسنة 1954 الذي يحظر ممارسة مهنة الطب، «إلا بعد التصريح من الوزارة وإلا تعرض لعقوبات قانونية».

صورة من المحضر 

 

محررة «أخبار اليوم» خاضت معايشة لمدة أسبوعين من داخل أحد مراكز التجميل الغير مرخصة..

 

بداية الخيط
نشرت العديد من الصحف والمواقع الإخبارية في عام 2017، خبر القبض على صاحبة مركز تجميل لاتهامها بانتحال صفة طبيبة بالنزهة، حيث ألقت الأجهزة الأمنية بالقاهرة على صاحبة المركز بتهمة انتحال صفة طبيبة وإدارة المركز بدون ترخيص بعدما وردت معلومات من إدارة شرطة التموين بمديرية أمن القاهرة تفيد قيام صاحبة مركز للتجميل بدائرة قسم شرطة النزهة بإدارة المركز بدون ترخيص من وزارة الصحة واستخدام أجهزة ليزر غير مصرح باستخدامها.

ولكن برغم تشميع وغلق مركز (شارمينج للتجميل والليزر)، إلا أننا تفاجئنا بعودة نشاطه مرة أخرى في شهر إبريل عام 2019 تحت مسمى (شارمينج كلينك) وافتتاح 6 فروع آخرين بمناطق متفرقة منها الشيراتون والمهندسين ومدينة نصر والمعادي وشبرا مصر والتجمع الخامس.

وتظهر صاحبة المركز والتي تدعى (سوزان حسن كامل) والحاصلة على ليسانس آداب شعبة صحافة جامعة عين شمس، مرة أخرى وتعاود النشاط ذاته من إجراء إزالة الشعر بالليزر وحقن الوجه بالبوتكس والفيلر ونشر فيديوهات وصور أثناء مزاولة المهنة كطبيبة ترتدي البالطو الأبيض.

هذه المرة حصد المركز على دعايا كبيرة من خلال استضافة المشاهير من الممثلين كالراقصة صافينار والممثلة نرمين ماهر، وبعض الإنفولنسر واليوتيوبر.


وبدأت صفحة المركز على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك وإنستجرام» بنشر صور للراقصة صافينار معلقين عليها "ثالث جلسة ليزر لصافيناز وهي مبسوطة بالنتيجة عشان أهم شئ عندها بشرتها ومابتثقش غير في عيادات (شارمينج)".

 

كشف المستور

وعلى مدار أسبوعين متتاليين حاولنا التواجد بفرع المهندسين بشارع شهاب، لرصد الواقع من داخل مركز التجميل، وذلك لتردد مديرة الفروع عليه والتي تدعي (إيمان.ع) وتشتهر على صفحات المركز بكونها طبيبة جلدية مستغلة وجود تشابه بين اسمها واسم إحدى طبيبات الجلدية المسجلين رسمياً لدى نقابة الأطباء.

ونجد أن كل يوم أربعاء يأتي أكثر من ٣ حالات تعرضن لحروق من خلال الفروع الأخرى، حيث يتم تحويلهن إلى المركز لمقابلة مديرة الفروع والطبيبة الجلدية «إيمان» للكشف عليهن وعلاجهن من الحروق كما يزعمون، حيث ذاعت شهرة هذه السيدة من خلال دعايا المركز تحت شعار "سكين داي" برعاية إحدى شركات منتجات التجميل الكبرى «ل. ل»، حيث تقوم هذه الفعاليات  في أكثر من فرع باختلاف الأيام مؤكدين على أن يوم الفعالية يهدي المركز كشوفات جلدية مجانية للسيدات من خلال تلك الطبيبة.
ومن خلال تكوين علاقة وطيدة بيننا وبين تلك السيدة، تحدثنا عن الحروق الكثيرة التي يتسبب بها المركز لنعرف فيما بعد أنها تدعى إيمان. ع وبالتواصل مع وكيل نقابة الأطباء الدكتورة، رانيا عيسوي، واطلاعها على ما توصلنا إليه من مستندات، لمعرفة هل توجد طبيبة جلدية بهذا الاسم أكدت لنا أنه لا يوجد تلك المواصفات أو هذا الاسم مسجل لدى نقابة الأطباء، و بمراسلتها عن اسم المركز وأماكن تواجده وهل إذا كان لديه تراخيص، خصوصا إن صاحبة المركز حاصلة على ليسانس أداب قسم صحافة، أكدت إن اسم المركز (شارمينج كلينك) بجميع فروعه، غير مسجل لدى هيئة العلاج الحر ولا لدى نقابة الأطباء.

 

السابق ذكره دفعنا للبحث وراء تلك السيدة حتى توصلنا إلى الطبيب، أحمد حبيب، استشاري جلدية وجراحة والليزر ويعمل في دولة الإمارات المتحدة، وعلى صلة بها.


وبعد مراسلته وسؤاله عن السيدة ايمان عبدالله عزت، أكد لنا أنها كانت تعمل لديه لمدة ٦ شهر كمندوبة مبيعات لمنتجات التجميل بفرع الشركة بمصر، وأنها ليست طبيبة جلدية ولا لها صلة بنقابة الأطباء، وأنها تركت وظيفتها منذ ٣ أشهر فقط ولا يعلم عنها شئ.

 

حظر مزاولة المهنة

ويحظر القانون على غير الأطباء حقن مادة الفيلر والبوتوكس ويمكن، بشكل استثنائي، لغير الأطباء القيام بإزالة الشعر بالليزر ، ولكن هذا يجب أن يتم تحت إشراف أطباء مؤهلين، ووفقا لقانون تنظيم المنشآت الطبية رقم 51 لسنة 1981 والمعدل بالقانون 153 لسنة 2004، واللائحة التنفيذية رقم 216 لسنة 1982، من غير القانوني أن يقوم الطبيب بترخيص عيادة دون أن يكون موجودا فيها للإشراف أو العمل.
 
24 ساعة من المعايشة

بعد عدة أيام من تردد المحررة على المركز لعمل جلسات «الديرما بن» وهي نوع من الجلسات التجميلية، أنشأت علاقة وطيدة مع مديرة الفروع وحاولت التحدث معها كيف عاد المركز يعمل مرة أخرى بشكل أقوى من سابق عهده.

لتؤكد لنا (إيمان عبدالله )، إن إفتتاح مراكز التجميل مكلف للغاية بسبب غلاء أسعار أجهزة الليزر المستخدمة والتي لا يستطيع أي طبيب جلدية على شرائها وفتح مركز تجميل متخصص، قائلة: "رجال الأعمال هما اللي بيدخلوا في قصص مراكز التجميل، وسوزان سيدة أعمال فتحت المركز، لكن هي بتحاول تعين فيه أطباء جلدية عشان يعالجوا الحروق اللي بتحصل للبنات".

وتابعت إيمان، إن مواد التقشير المستخدمة في المركز رخيصة للغاية، حيث يقف الكيلو منها بـ 100 جنيه وهي عبارة عن أحماض سائلة مع بعض المواد المقشرة، ولكن لكي يكسب المركز ويحقق البيزنيس المرجو منه، يتم عمل جلسة التقشير الواحدة بـ 500 جنيه.

وأضافت إيمان، إن المركز يقوم بدعاية مجانية من خلال البلوجر قائلة: "إحنا بنجيب البلوجر نحقنهم فيلر وبوتكس ببلاش عشان يعملوا لينا دعاية على صفحاتهم".

لم يكتف المركز فقط، باستخدام أجهزة الليزر ولكن يعمل المركز في حقن البلازما وسحب عينات دم من المرضى، وحقن البوتكس والفيلر، والميزوثربي، وأجهزة لنحت وشد الجسم وبعض مواد التجميل الأخرى والتي تحتاج إلى طبيب جلدية متخصص لمزاولة النشاط.

نقابة الأطباء ترد

الدكتورة رانيا العيسوى وكيل نقابة الأطباء تقول لـ «بوابة أخبار اليوم»، إن مراكز التجميل كثرت خلال السنوات الماضية وانتشرت بها استخدامات الأجهزة وحقن المرضى وهذا مخالف للقانون.

وأوضحت العيسوى، إن جميع ما تشهده مراكز الليزر والتجميل من حقن البوتكس والفيلر وما إلى ذلك من نحت وشد الجلد واستخدام أجهزة الليزر يجب أن يتم على يد أطباء مسجلين لدى نقابة الأطباء فقط وليس حتى تمريض.

وبسؤالها عن مدى إمكانية افتتاح سيدات الأعمال لمراكز وعيادات التجميل دون العمل بها، نوهت إن تراخيص مراكز التجميل لا يمكن إعطاءها سوى للأطباء المقيدين لدى النقابة لأن لجنة العلاج الحر في وزارة الصحة هي المسؤولة عن منح التراخيص.

انتظروا في الجزء الثاني من المغامرة ..