أحدث طرق النصب .. تطبيقات إلكترونية للقروض تخترق الهواتف وتبتز العملاء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مع الاعتماد المتزايد على الموبايلات وما تحظى به من شعبية وانتشار هائل بين المواطنين، حظت التطبيقات الإلكترونية بترحاب كبير في نفوس جميع المواطنين في شراء وبيع ما يحتاجونه أو يبحثوا عنه، بجانب دفع فواتير وتحويل الأموال بضغط زر.

وأخذت بعض التطبيقات الإلكترونية ستاراً وهيماً للنصب على المواطنين وابتزازهم مادياً، فبدأ الانتشار الواسع لتطبيقات تقديم القروض للمواطنين مستغلين حاجة البعض للأموال لاستكمال مشاريع أو دفع ديون بعد أزمة الركود العالمية التي ضربت الاقتصاد بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

 

وعلى غرار النصب بأسم تطبيق «الرمال البيضاء»، انتشر تطبيق «cash Boss» لتقديم القروض للمواطنين بفائدة لا تتعدى .009%، ومدة سداد تبدأ من 60 يوم وتصل لـ 120 يوم.
وبدأ التطبيق نشر عبر صفحاته المبالغ المالية التي يمكن إعطاءها للمواطنين على هيئة قروض والتي تبدأ بـ 3000 جنيه، والموافقة على الطلب خلال 5 دقائق من تقديمه ولكن عبر تحميل الأبليكشن على الموبايل.
لم تتطلب عملية تقديم طلب القرض سوى الموافقة للتطبيق على الوصول إلى جميع جهات الاتصال المسجلة على الموبايل، بالإضافة إلى  الوصول إلى جميع البيانات الأخرى والرقم القومي وصورة للبطاقة الشخصية، حتى يتمكن من الموافقة على القرض.

 

لم يكن تطبيق «cash Boss» الوحيد الذي يعطي قروضاٌ دون ضمانات أو فوائد عالية مثل البنوك، ولكن سلك عدد كبير من التطبيقات النهج ذاته في تقديم القروض للمواطنين مستغلين الأزمة الاقتصادية وحاجتهم للأموال، حيث يوفر تطبيق «Easy credit » قروض تبدأ من 500 جنيه لأكثر من 3000 جنيه من خلال تحميل البرنامج فقط عبر «متجر بلاي» من الموبايل، يتطلب الأمر فقط السماح للتطبيق بأخذ جميع البيانات التي توجد على الموبايل، وبنفس الآلية يعمل تطبيق «cashup-st» في منح القروض، حيث يوجد أكثر من 5 تطبيقات مصرية تعمل على إعطاء القروض دون ضمانات أو فوائد.

 

جذب العملاء أهم العوامل التي يلعب عليها تلك التطبيقات، لتبدأ عملية النصب بعد ضغط زر من تقديم طلب بالقرض، حيث يأخذ التطبيق جميع البيانات والصور وجهات الاتصال الموجودة لدى العميل، وبعد يومين من الموافقة على القرض، تبدأ خدمة العملاء الاتصال بالأرقام وتهديدهم وتشويه صورة العميل بإنه أخذ قرض دون تسديده و زيادة مبلغ القرض يومياً 50 جنيهاً حتى يتم سداد.

 

«بوابة أخبار اليوم» ترصد قصص لعملاء تم النصب عليهم من خلال تلك التطبيقات والتعرض للابتزاز اليومي من قبل مديرو تلك النوعية من التطبيقات الإلكترونية وتهديدهم.

 

يقول أحمد مدني أحد ضحايا تطبيقات القروض، إنه لجأ لتطبيق «cash Boss»  لاختلافه عن البنوك والتسهيلات المقدمة للحصول على قرض من عدم وجود فائدة خلال فترة التسديد والتي تصل إلى مدة شهر، وعدم وجود ضمانات للحصول على القرض، فقط عن طريق البطاقة، وكمثل اي تطبيق جديد  أعطى له الإذن في دخول إلي جميع بيانات الموبايل الخاص به، ما جعله عرضة لِتهكير الموبايل وسرقة جميع البيانات.
وتابع أحمد، إنه لم يدرك عملية النصب إلا بعد أسبوع من إعطاء قرض 3000 جنيه، حيث فوجئ بوجود فايدة 25% خلال 7 أيام فقط، مطالب بتسديدهم مع القرض، وبعد مرور 5 أيام فقط توالت الاتصالات لتسديد مبلغ 3800 جنيه، مضيفاً إنه فوجئ بعض من أصدقائه وأقاربه يتواصلون معه بسبب ذلك القرض، حيث تم إبلاغهم بأنه يتهرب من سداد وإذا لم يتم الدفع سوف يفضحونه في مكان عمله.

اقرأ أيضاً :الحرب الخفية| الهجمات الإلكترونية أخطر من المعارك العسكرية

فيما تضيف سارة سعيد أحد ضحايا تطبيقات القروض، أنها لجأت إلى برنامج خاص بالقروض وقامت بتحميله من «جوجل بلاي» لطلب قرض 500 جنيه بضمان البطاقة وتسديده خلال شهر من تاريخ استلامه، فبعد إرفاق كافة البيانات المطلوبة وتقديم الطلب، فوجئت برسالة نصية "رجاء إستلام 370 جنيه من أقرب ماكينة فوري"، حيث تم استقطاع 130 جنيه من قيمة القرض دون معرفة السبب.

 

وتابعت قائلة: "قفلت البرنامج وتم مسحه ولم أستلم المبلغ، وبعد أسبوع تواصل ممثلي الخدمة البرنامج معي لسداد 515 جنيه".

 

وتشير سارة إلى الابتزاز التي تعرضت له بعد النصب عليها كورقة ضغط حتى تقوم بتحويل المبلغ، من الاتصال بأغلب الأرقام التي تتواجد على موبايلها و إرسال رسائل نصية ورسائل واتس آب بتهديدها في حال عدم سداد سيتم رفع قضية عليها أو الذهاب إلى منزلها، موضحة إنها قررت تحويل المبلغ حتى تستريح من المشكلة التي وقعت بها، لتتفاجئ وصول المبلغ إلى 570 جنيه خلال 4 أيام فقط.


بينما وقعت أية هاني ضحية للنصب بسبب تطبيقات القروض، فبعد البحث عن طرق للحصول على قرض صغير لا يتخطى 5 الأف جنيه لاستكمال ما ينقصها من تجهيزات الفرح، دلها البعض لابليكشن «Cash Up» لإعطاء قروض دون ضمانات وعن طريق البطاقة الشخصية فقط.

 

وتوضح آية، إنها بعد تحديد المدة الزمنية التي تستطيع من خلالها تسديد القرض، وتقديم صورة البطاقة والبيانات، لم يمر سوى أسبوع واحد وتم مطالبتها بتسديد المبلغ مع إضافة 200 جنيه فوائد، تزيد مع كل يوم تأخير عن سداد.


وتقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة بشأن انتشار تطبيقات إلكترونية للنصب علي المواطنين وابتزازهم ماديا، مطالبا بضرورة قيام وزارة الاتصالات بدورها الرقابي على مثل هذه التطبيقات والمنصات بالشكل الذي يحقق الأمان للمواطنين.

 

موضحاً إن العديد من المواطنين، تعرضوا لعمليات نصب من خلال التطبيقات الإلكترونية في الفترة الأخيرة، بشكل يكبدهم أموالا طائلة، بما يؤكد ضرورة العمل على زيادة الرقابة على المنصات الإلكترونيةوتوعية المواطنين من هذه التطبيقات.


ويقول هشام العلايلي رئيس جهاز القومي للاتصالات سابقاً، إن هناك فجوة كبيرة بين التحول الرقمي للدولة والتشريعات التي تصاحبها، حيث لا يكفي قانون الاتصالات لعام 2003 لتغطية كافة التطورات التي طرأت على التحول التكنولوجي والتطبيقات الإلكترونية، موضحاً إن الجهاز القومي للاتصالات يعمل وفق تشريعات قانون الاتصالات، والذي لا ينص على وضع أطر تنظيمية على التطبيقات الإلكترونية من حيث مجال التأمين والضمانات ومعرفة التطبيقات المنتشرة وما يدور بها.

 

وتابع العلايلي، إنه يوجد صعوبة للرقابة على التطبيقات وإنها مسألة معقدة ولا يوجد آليات واضحة للرقابة على جميع تطبيقات المنتشرة على الهواتف، ما يسبب صعوبة الوصول إلى النصابين عبر التطبيقات الإلكترونية.