«سطح أخضر.. صحة أفضل».. مبادرة شبابية للحد من تلوث الهواء

سطح اخضر
سطح اخضر

منذ ما يقرب من عام ونصف أطلق أحمد جابر صيام خريج كلية الهندسة الزراعية جامعة الأزهر ويعمل مهندس زراعي حر، مبادرته «سطح أخضر.. صحة أفضل»، موضحًا أنه نتيجة الزيادة السكانية استلزم الأمر زيادة عدد المباني والمنشآت المختلفة من مساكن، مدارس، مستشفيات، مصانع وشركات...الخ، كل ذلك ترتب عليه الإنخفاض الشديد في المساحات الخضراء داخل المدن، ونتج عن هذا العديد من المشاكل، تتصدرها مشكلة تلوث الهواء نتيجة زيادة مصادر التلوث بالعوادم المختلفة، مع اختفاء النبات الأخضر والذي يعتبر المرشح الطبيعي الوحيد للملوثات.

وأضاف أن المبادرة كان هدفها بيئي في المقام الأول، وبدأت بعد أن أعلن جهاز الإحصاء من سنة ونصف عن احصائية تفيد بوجود 5 ملايين متر مربع من المسطحات الخضراء في مصر، قائلا: «استوقفني الرقم لأن ما أعرفه أن وفقا للمعدلات العالمية فإنه من المفترض أن يكون لكل 5000 نسمة 3000 م2 من المسطحات الخضراء، أي أنه من المفترض أن تكون مساحة المسطحات الخضراء بمصر من حدائق ومنتزهات لاتقل عن 60 مليون متر مربع».

ويرى «صيام» أنه لكي تقوم الدولة بانشاء كل هذه المساحات الخضراء، سيكون الأمر صعب، ففكر في استهداف 10000 سطح بمتوسط 100 م2 لكل سطح، وبذلك فإن هذه المساحة ستزيد بمقدار مليون متر مربع، لافتا أنه بالوصول بكل محافظة لـ20000 سطح بمتوسط 100م2 فإننا نصل للمساحة المطلوبة.

وأضاف أنه لم يكن من السهل الوصول لهذه المساحة من الأسطح وبكل المحافظات، فبدأ بتقديم ورش تدريبية مجانية تبدأ بأساسيات الزراعة التي يتمكن المتدربين من خلالها من التعامل مع أي نبات، ومرورا بالأنظمة المختلفة لزراعة الأسطح وحتي الوصول إلى أحدث النظم التكنولوجية الحديثة والتحكم الكامل بها.

وتابع: «هذا بالإضافة إلى متابعة هؤلاء المتدربين أثناء التنفيذ خطوة بخطوة، ما ساعد علي انتشار المبادرة بجميع أنحاء الجمهورية بل والوطن العربي، وأصبح المتدربين نماذج مصغرة، كل شخص في محيطه يعمل علي تنفيذ ونقل الفكرة لمن حوله».

وأوضح صاحب مبادرة «سطح أخضر.. صحة أفضل» أنه بالفعل استجاب عدد كبير من المتدربين وبدأو في تطبيق بعض الأنظمة لزراعة الأسطح، وهذا كان على مستوى الوطن العربي.

اقرأ ايضا:مصريات يبهرن العالم بمشروعات مكافحة تلوث الهواء 

 وأشار إلى أنه حصل على التدريب طلاب من كل الجامعات المصرية تقريبا من مختلف الكليات، إضافة لعدد كبير من السيدات والخريجين وعدد كبير من مختلف الدول العربية مثل الأردن والجزائر وفلسطين وسوريا والعراق وليبيا والسودان ولبنان واليمن، ومعظم هؤلاء المتدربين يقومون بالتطبيق علي أسطح منازلهم ويتم متابعتهم.

وأكمل: «الحمد لله قدرنا نوصل لـ10000 سطح العام الماضي، وما ساعدنا في هذا التدريب»، مؤكدًا: «كل الأنظمة التي نتبعها في زراعة السطح انظمة حديثة، مثل الزراعة بدون تربة والزراعة المائية، وهذه الأنظمة لا تسبب أحمال علي السطح، ولا يصل الماء للسطح، والانتاج يكون سريع جدًا».

واختتم: «الحفاظ على البيئة يحتاج الى تضافر جهد الجميع سواء أفراد أو مؤسسات، لأن مصيرنا ومستقبلنا واحد على هذا الكوكب الذي يستغيث بنا لنتشارك ونتحد لنكافح تغير المناخ الذي تعطيه الدولة اهتمام كبير هذه الفترة، هذا بالإضافة إلى تحقيق اكتفاء ذاتي من المحاصيل التى نحتاج إليها من فاكهة وخضروات خالية من الكيماويات وحتى نباتات الزينة».