ننفرد بتفاصيل المشروع.. العالم ينتظر عودة طريق الكباش بعد ألفي عام

طريق الكباش فى أبهى صوره تمهيداً للافتتاح فى احتفالية كبرى يجرى الإعداد لها
طريق الكباش فى أبهى صوره تمهيداً للافتتاح فى احتفالية كبرى يجرى الإعداد لها

أقدم أثر دينى وشارك معظم ملوك مصر فى إنشائه طوال 1500 عام

لاحديث فى الأقصر كلها ولا عند عشاقها ومحبى آثار مصر وحضارتها فى العالم كله إلا عن طريق الإله أو طريق المواكب الكبرى الذى اشتهر باسم طريق الكباش، فالمدينة تحولت إلى خلية نحل تواصل الليل بالنهار لوضع الرتوش النهائية لأعظم احتفالية تشهدها المدينة منذ عهد فراعين مصر العظماء وهى إعادة كشف طريق الكباش وعودته إلى الحياة من جديد بعد طمسه لما يقرب من ألفى عام، يوم أن احتل الرومان مصر وعمدوا إلى السيطرة عليها وتشويه كل جميل فيها.
  أيام فقط تفصلنا عن عودة أقدم وأطول أثر أقيم على أساس دينى فى العالم إلى الظهور ليتحقق الحلم الذى ظل يداعب الأثريين ومحبى الثقافة ليس فى مصر وحدها ولكن فى العالم بأسره منذ ما يقرب من قرن كامل فالطريق يمثل قيمة اثرية وتاريخية هامة إذ يعتبر أقدم وأطول طريق أثرى أقامه الإنسان على أساس دينى يربط بين أكبر معابد مصر الفرعونية وهى مجموعة معابد الكرنك ومعبد الأقصر الذى يعد واحدا من أكمل وأجمل المعابد الفرعونية، الطريق يبلغ طوله 2700 متر وعرضه 36 مترا ويصطف على جانبيه يوم إنشائه 2300 تمثال على شكل أبو الهول، يبلغ طول التمثال الواحد 5 أمتار وعرضه 135مترا وارتفاعه متران و75سم ووزنه 5 أطنان !!

الطريق يمثل علامة من علامات الفن المصرى القديم تم إنشاؤه على مدى 1500 عام ليكون دليلا على ابداع الفن والعمارة المصرية القديمة فقد تبارى ملوك وأمراء مصر القديمة على المشاركة فى إنشائه تقربا للآلهة، واستخدموه فى الاحتفالات وأطلقوا عليه طريق المواكب أو الاحتفالات حيث كانوا يحتفلون فيها بأعياد مصرالقديمة خاصة عيد الأوبيت.
فى هذا التحقيق تنفرد  الأخبار بتفاصيل الكشف عن الطريق عايشناها لحظة بلحظة مع الأثرى الدكتور محمد الصغير مدير عام آثار الأقصر الأسبق فى نهاية الثمانينيات الذى أراد أن يخوض التجربة وسط دهشة الجميع كيف يمكن عودة الطريق؟  أقيمت عليه مدينة الأقصر الحالية بشوارعها وميادينها وحدائقها ومساجدها وكنائسها واعتبروا أن ما يسعى إليه الصغير هو درب من دروب المستحيل أن يتم إزالة إشغالات على مايزيد من  2 كيلو و700 متر تخترق قلب الأقصر وبعرض 76 مترا منها 36 مترا عرض الطريق و20 مترا على جانبيه حرم للكباش وأخيرا تحقق الحلم على يد قيادة سياسية واعية تعبر عن نبض الشارع المصرى بصفة عامة والأقصرى بصفة خاصة فى إعادة الأقصر إلى سابق عهدها يوم أن ظهرت فيها أول حكومة مركزية فى العالم وعاشت أزهى عصورها طوال ثلاثة آلاف عام تسيدت فيه العالم واليوم تعود الأقصر لتكون منارة العالم الأثرية ودرة المدن الأثرية والسياحية فى العالم  
بداية العمل
 بداية العمل الرسمى فى المشروع كانت عام 2004 بتكلفة مبدئية تم تقديرها بــ 240 مليون جنيه بمنحة من الاتحاد الاوروبى وبلغ ما تم صرفه على المشروع 579 مليون جنيه، وتوقف العمل بالمشروع عقب ثورة يناير واستؤنف فى سبتمبر 2016 بعد إصرار القيادة السياسية على تنفيذه لما يمكن أن يضيفه من اهمية لمصر والمصريين إلى جانب أن العالم كله ينتظر إفتتاحه،
إلا أن الأمانة تقتضى أن نذكر بكل الخير خطوات حثيثة سبقت تلك البداية قادها عن كثب الدكتور محمد الصغير مدير عام آثار مصر العليا الأسبق نالت إعجاب كل من عايشها فى ذلك الحين وكنا نحن جريدة الأخبار من بين هؤلاء الذين عاشوا التجربة يوم أن بدأ الدكتور الصغير حفرياته فى أواخر الثمانينيات من القرن الماض وأوائل التسعينيات وهى إعادة كشف الطريق حيث ظل الرجل يعمل فى صمت وحماس كبيرين لتحقيق حلمه الذى تملكه وقتها فى أن يعيد هذا الطريق إلى سالف عصره فبدأ أعمال تنقيب فى الجزء الجنوبى أمام معبد الكرنك وبالقرب من معبد موت حيث كانت المنطقة شبه فارغة من التعديات. وبعدها وفى عام 1994 شكل معه فريق من شباب الأثريين وقتها مكون من عمار حنفى وسيدة عبد الراضى وأحمد عربى يونس فريق عمل لحق بهم مصطفى الصغير فى عام 2002 الذى أصبح فيما بعد مديرا للمشروع  ويومها تم البدء الفعلى فى إعادة كشف طريق الكباش وبدأت أعمال حفر وتنقيب أسفرت عن اكتشاف تماثيل ورؤوس تماثيل، هذه الاكتشافات سجلها مكتشفها بأحرف من نور فى تاريخه البحثى.
هذه الاكتشافات شجعت المسئولين يومها على النظر إلى المشروع باهتمام بالغ مما جعل المركز الإنمائى للأمم المتحدة يضعها فى عين الاعتبار وبالفعل وضع المركز خطة عالمية لتطوير مدينة الأقصر بجعلها متحفا مفتوحا باعتبارها من أهم وأعظم المدن التراثية فى العالم وأعد نموذجا أطلق عليه مخطط التنمية الشامل لتطوير الأقصر كان ذلك فى أواخر التسعينيات من القرن الماضى وبالتحديد فى عام 1994 فى الوقت الذى تصدى فيه أهالى الأقصر للتجربة بسبب إنهم كانوا يعتقدون أنه سيتسبب فى تهجير الأهالى من منازلهم وهدم دور عبادة ومبان حكومية ومنازل أهالى ومزارع وغيرها ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تتم أعمال الكشف فى ظل طمس كثير من معالم الطريق واعتراض البعض حيث إن الطريق يقسم المدينة إلى قسمين شرق وغرب الكباش ليكون مثل النيل الذى يقسم الأقصر إلى شرق وغرب النيل وكذلك خط السكة الحديد الذى يخترق المدينة الصغيرة ويقسمها أيضا إلى شرق وغرب السكة الحديد.
أيام فرج!!
  ظلت الخطة حبيسة الإدراج بضع سنين إلى أن تولى الدكتور سمير فرج مسئوليته كرئيس للمجلس الأعلى لمدينة الأقصر، حيث بدأت الفكرة تعود مرة أخرى للأذهان وحمل الرجل على عاتقه أن يحقق الحلم وخطة النهوض بمدينة الأقصر، وإعدادها كمتحف مفتوح وأن يعيدها إلى سابق عهدها يوم أن كانت أول عاصمة مركزية لأقدم وأهم حضارة عرفها الإنسان، أعجب الرجل بالفكرة وعرضها على الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء آنذاك فتحمس الرجل لها أيضا ووجه بوضع المشروع على رأس اهتمامات الحكومة.
 البداية كانت حتشبسوت
  يرجع تاريخ طريق المواكب الكبرى كما تذكر المصادر التاريخية إلى عصر الملكة حتشبسوت ( 1508 قبل الميلاد) التى يحيط بحكمها الكثير من الغموض حيث تولت العرش منفردة بعد ان كان يشاركها فى تولى العرش الملك تحتمس الثالث وشيدت حتشبسوت مقصورتها الحمراء داخل معبد الكرنك وذكرت انها قامت بتشييد طريق يربط معبد الكرنك بمعبد الاقصر وذكرت أنها شيدت 6 مقاصير على هذا الطريق وكان لكل مقصورة إسمها وتعتبر تلك المقاصير من اهم ما شيدته تلك الملكة على هذا الطريق المقدس ثم تبعها بعد ذلك العديد من الملوك فى تزيين وتشيد الطريق نذكر منهم تحتمس الرابع( 1391 ق.م) ثم امنحتب الثالث ( 1388 ق.م) وتوت عنخ آمون ( 1334 ق.م) فرمسيس الثانى ( 1278ق.م) نهاية بالملك نختنبو الأول ( 380 ق.م) أول ملوك الاسرة الثلاثين الفرعونية.
وتم تصوير احتفالات عيد الاوبيت بالتفصيل على جدران معبد الاقصر من عصر الملك توت عنخ آمون ( 1334 قبل الميلاد) حيث توضح تلك النقوش والرسومات ما كان يقوم به قدماء المصريين خلال هذا الاحتفال حيث كانت تخرج الزوارق المقدسة من مقاصيرها فى معابد الكرنك فى طريقها الى معبد الأقصر مستخدمة النيل حتى تصل الى معبد الأقصر لتظل به مدة كانت تتراوح من 11 يوما الى 21 يوما ثم العودة مرة أخرى عبر طريق المواكب الكبرى فى احتفال كبير.
 زكريا غنيم وأول اكتشاف
ثم نأتى بعد ذلك إلى قصة اكتشاف طريق الكباش فلعل أول من اكتشف طريق المواكب الكبرى أو طريق ابو الهول هو المرحوم الدكتور زكريا غنيم فى عام 1949م حيث كان يقوم بالتنظيف امام معبد الاقصر وكشف أول 8 من تماثيل لأبو الهول والتى كانت أول بداية لطريق المواكب الكبرى ثم تبعه بعد ذلك الدكتور محمد عبد القادر فى الفترة من ( 1958 ـ 1960م) بتكليف من الرئيس جمال عبد الناصر عندما امر بتنظيف معبد الاقصر وازالة التعديات التى كانت تحيط به فقام المرحوم الدكتور محمد عبد القادر بالكشف عن 14تمثالا سبعة على كل اتجاه امام معبد الاقصر وهى كانت بداية للكشف عن طريق ابو الهول.
ثم بعد ذلك أكمل الكشف من بعده الدكتور محمود عبد الرازق فى الفترة من 1961- 1964م حيث استكمل العمل من امام معبد الاقصر حتى قسم شرطة الاقصر القديم وجامع المقشقش ..هذا القطاع كشف عنه الدكتور محمود عبد الرازق الذى كشف عن 64 تمثالا على جانبى الطريق وكشف عن بقايا مدينة رومانية تمتد الى الشرق والغرب من طريق الكباش حتى قصرى يسى اندراوس.
 تحطيم التماثيل
   عندما أغلق الرومان طريق الكباش حطموا الكثير من التماثيل التى كانت تزين هذا الطريق ولكن لابد ان نذكر فى البداية ان آخر صورة أو شكل لطريق المواكب الكبرى هو الشكل الموجود عليه حاليا وهو الذى شيده الملك نختنبو الأول الذى نقش على قواعد التماثيل التى وضعها لتزين هذا الطريق نصا تذكاريا شهيرا يقول  لقد أنشأت طريقا جميلا لأبى الإله آمون رع مزينا بالزهور ومحصنا بالأسوارالتى تحيط به لحمايته.
 البدء بتنفيذ الإزالات
قبل إجراء اعمال التنقيب الأثرى للطريق بعد تحريره من التعديات والزراعات التى كانت عليه بمعرفة محافظة الاقصر والتى استغرقت إزالتها الفترة من 2005 حتى 2006 وكانت وزارة الاثار او هيئة الآثار فى ذلك الوقت هى التى تكفلت بدفع جزء من التعويضات للأهالى عن هذا الطريق الى جانب دفع التكليفات الخاصة بنقل البنية التحتية التى كانت تخترق الطريق من الغرب إلى الشرق مثل كابلات التليفونات الخاصة بسنترال الأقصر ودار المطافئ او قوات الاطفاء التى كانت تقع بجوار مسجد المقشقش الى جانب العديد من الكابلات الكهربائية ومواسير المياه التى كانت تغذى المنازل فى مدينة الأقصر وتمتد من الشرق إلى الغرب قاطعة  الطريق.
 الفيضان 000نعمة !!
 وتبين بالحفر ان الطريق قد أهمل تماما فى العصر الرومانى وتم تدمير اجزاء كثيرة منه واستخدمت بعض التماثيل وبعض رؤوس التماثيل كأساسات لمبان  وبيوت من العصر الرومانى تم الكشف عن العديد منها فى القطاع الواقع امام معبد الاقصر، وأثبتت دراسة طبقات التربة ان هذا الطريق قد تعرض فى نهاية العصر البطلمى إلى فيضان ضخم هذا الفيضان غطى أغلب الطريق بطبقات كثيفة من طمى النيل وربما كان هذا الفيضان بمثابة خير كبير يجعلنا نقول له شكرا لأنه حافظ على كثير من التماثيل فى اماكنها أو تلك التى سقطت بفعل اندفاع المياه بجوار قواعدها، كما  أثبتت اعمال دراسة طبقات التربة أيضا أنه بعد العصر الرومانى تحولت اجزاء كثيرة من الطريق الى اماكن للعيش فوقها أو إلى حقول زراعية وبالتالى تم حفظ جميع الطبقات الأثرية اسفل هذه التعديات ماعدا الجزء الواقع خلف كنيسة السيدة العذراء والذى كانت فوقه منازل مايطلق عليها عزبة الصفيح، وتم الكشف عن الكثير من الطريق والتماثيل مهشمة عن عمد فى أجزاء كثيرة.
 سألت الدكتور منصور بريك صاحب القدر الاكبر من الحفريات فى طريق الكباش عن جدوى كشف المشروع فى ظل غياب أجزاء من معالمه، فأكد أن التخوف زال عند الكشف عن اكثر من 261 تمثالا مرة واحدة مع بداية أعمال الكشف وهو ما فند مزاعم من يدعون اختفاء الطريق وقتها ،اما من يقول ان بعضها متهدم فهو قول منقوص لأن هؤلاء لا يعرفون اهمية هذا الطريق وما يعكسه من قيمة اثرية ضخمة واضافة لهذا البلد العريق.
12 تمثالا فى البوابة الرومانية !!
قبل الكشف عن طريق الكباش او طريق المواكب الكبرى لابد أن ننوه إلى أنه قيام محافظة الاقصر بتطوير شارع المحطة وتطوير ساحة مسجد ابو الحجاج قامت الادارة العامة لآثار الأقصر برئاسة الدكتور منصور بريك وقتها بانتهاز هذه الفرصة وإعادة التنقيب عن البوابة الرومانية الواقعة شرق معبد الاقصر والتى أنشأها الرومان عندما حولوا المعبد إلى معسكر رومانى حيث كانت هذه البوابة تغطيها الحشائش وتحيط بها بعض الأحجار الاثرية، وقامت إدارة منطقة آثار الأقصر فى ذلك الوقت قبل البداية فى الكشف عن طريق المواكب الكبرى بحفر هذه البوابة ومن الصدف العجيبة انه تم الكشف عن بقايا 12 تمثالا لأبى الهول من طريق الكباش استخدمها الرومان كأساسات لابراج تلك البوابة مما اعطى أملا لإدارة منطقة آثار الأقصر أنه سيتم الكشف عن العديد من التماثيل عند التنقيب عن هذا الطريق.
القطاع الأول
  كشفت أعمال التنقيب فى القطاع الأول من نهاية الجزء المكتشف بمعرفة الدكتور محمد عبد الرازق اى الذى يمتد من مسجد المقشقش وحتى نهاية حديقة خالد بن الوليد عن أن الطريق فى حالة متوسطة من الحفظ بمعنى أن كثيرا من التماثيل التى تم الكشف عنها معاد استخدامها فى العصر الرومانى فى اساسات البيوت إلى جانب أن بعض رؤوس تماثيل ابو الهول استخدمت كـ حشوفى بعض جدران البيوت ونجح فريق الترميم الذى يعمل مع الدكتور منصور بريك فى إعادة تجميع هذه التماثيل حيث تم عمل ما يشبه ورشة لتجميع بقايا التماثيل إلى الغرب من الطريق، قام فريق من المرممين بمجهود كبير فى تجميع تلك التماثيل ثم تم البدء فى إعادة احجار قواعد التماثيل التى تم الكشف عنها فى هذا الجزء لوضع التماثيل عليها مرة أخرى.  واهم ما تم الكشف عنه من خلال البعثة الأثرية هو الكشف عن مساكن وورش أقامها المصريون القدماء حول طريق الكباش وتسجل هذه الاكتشافات إضافة كبيرة لتاريخ الاقصر البشرى تعكس بجلاء صورة ما كانت عليه حياة المصرى القديم.
أقوى الاكتشافات
  اما نتائج اعمال التنقيب التى تمت فى قطاع خلف مكتبة الأقصر والتى اشرف عليها الدكتور منصور بريك فقد تم الكشف عن معظم تماثيل هذا القطاع فى حالة جيدة من الحفظ وقد اعطتنا دراسة الطبقات الأثرية فى هذا القطاع العديد من المعلومات الأثرية الهامة التى تم الكشف عنها لأول مرة والتى تعكس جزءا هاما من تاريخ طريق المواكب الكبرى خاصة خلال العصر الرومانى حيث تم الكشف فى هذا القطاع عن العديد من معاصر النبيذ الخاصة والورش الخاصة بإنتاج النبيذ وبعض الصهاريج التى كان يحفظ فيها النبيذ. إلى جانب أنه تم الكشف عن العديد من المنازل حول هذا الطريق من الجهة الغربية الممتدة بطول الصف الغربى خلف مكتبة الاقصر العامة، على ان اهم ما تم الكشف عنه فى هذا الطريق هو لوحة من حجر الكوارتزيت الاحمر تم الكشف عنها خلف الصف الغربى لطريق ابو الهول فى القطاع الواقع الى الشرق من مكتبة الأقصر، وهى لوحة تذكارية ترجع إلى عصر الملك المصرى القديم ست نخت مؤسس الأسرة الـ 20 المصرية القديمة (1189 ق.م ) ووالد الملك المصرى القديم رمسيس الثالث وهذه اللوحة كتبها كاهن آمون الأكبر فى عصر هذا الملك باك ان خونسو  ويذكرعلى هذه اللوحة أنها كتبت فى العام الرابع من حكم الملك ست نخت وهى أعلى فترة تؤرخ لحكم هذا الملك حيث أن كل المصادر التاريخية سواء الفرعونية او الأثرية القديمة او تلك التى كتبها المؤرخون تؤكد أن هذا الملك لم يحكم سوى عامين فقط ولكن بعد اكتشاف هذه اللوحة يتضح أن ست نخت حكم اكثر من عامين حيث أنها مؤرخة للعام الرابع فى حكمه إلى جانب أن اللوحة تؤرخ أو توثق حدثا تاريخيا غريبا لم يحدث فى طيبة قبل عصر هذا الملك ولا بعده وهو يؤرخ لقيام ثورة شعبية استطاع العامة فيها اقتحام معبد الكرنك والوصول الى الصالة الكبرى فى المعبد كما تقول اللوحة وقاموا بتحطيم تماثيل الملوك وكبار رجال الدولة التى كانت تزين صالة الاعمدة الكبرى وتذكر اللوحة أن الملك المصرى القديم ست نخت قام بطرد هؤلاء العامة والدهماء الذين قاموا بهذا الاقتحام كما أنه عاقبهم بقطع أيديهم وقام ببناء أسوار لحماية معبد الكرنك من هذه الثورات الغريبة وقام بترميم ما حطمه العامة أثناء اقتحامهم لمعبد الكرنك من تماثيل ولوحات وقدم لهم النذور والقرابين.
نفوذ كهنة آمون
  وتوضح لنا هذه اللوحة أيضا بداية ضعف الحكم المصرى القديم أو ملوك المصريين القدماء نظرا لازدياد نفوذ كهنة آمون وتسلطهم داخل معبد الكرنك مما اضعف سيطرة الملوك المصريين عليهم فى ذلك العصر حتى أن بعض الملوك قاموا بتعيين أهل الثقة الذين يثقون فيهم كبارا للكهنة لضمان ولائهم للملك المصرى القديم ومنهم باك ان خنسو الذى كان يشغل هذا المنصب فى عصر الملك ست نخت ومن المعروف علميا أن هذا الكاهن كشف جورج ليجران عن أربعة تماثيل له داخل خبيئة معبد الكرنك الشهيرة بعض منها معروض حاليا فى المتحف المصرى وربما أن هذه اللوحة تم نقلها من معبد الكرنك منذ فترة طويلة ووضعت بجوار طريق الكباش ولكن لحسن الحظ كان الدكتور منصور بريك من المحظوظين أن يكشف عنها محفوظة جيدا والتى كما ذكرت اضافت الجديد للتاريخ المصرى القديم.

اقرأ أيضا: سكر منذ الولادة| حمزة: أنا طفل مميز مش أقل من أى حد