التصحر.. ملوحة التربة.. أزمات كشفتها التغيرات المناخية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تعاني مصر من تأثيرات التغيرات المناخية المختلفة، والتي تسببت في حدوث التصحر وزيادة معدلاتها، كما كشفت ان التصحر تسبب في حدوث تدهور بالأرض الزراعية حيث ازدادت ملوحة التربة وزاد السحب الجائر للمياه الجوفية.


كشفت دراسة لوزارة البيئة أن المساحة الكلية لمصر تبلغ حوالي مليون كيلومتر مربع أو ما يعادل ٢٣٨ مليون فدان، وتقدر المساحة المأهولة منها بحوالي ١٤ مليون فدان، ويتميز الاستخدام الحالي للأراضي الزراعية بمصر أنه من أكثف النظم الزراعية في العالم، لأن الفلاحين يزرعون ثلاثة محاصيل في العام، وهذا استخدام جائر للأرض، لأنه يتسبب في الإسراف في استخدام المياه للري والمبيدات والأسمدة، ما أدى لخلل بين الإنتاج وصيانة الأرض خاصة وأن غالبية المزارعين من صغار الحائزين، وغير قادرين على استخدام وسائل صيانة فعالة لحماية أراضيهم .


 وأكدت الدراسة: أن مصر لديها  مساحات لا بأس بها من أراضي المراعي الطبيعية، وتقدر بحوإلى9.5 مليون فدان، وطبقا لما جاء بالبرنامج الوطني لمكافحة التصحر منها ٥,٥ مليون فدان في إقليم الساحل الشمالي، و ٢ مليون فدان في مناطق متفرقة بسيناء مثل السهول الشمالية وبطون الوديان في شمال ووسط وجنوب غرب سيناء، و١,٤ مليون فدان في مثلث حلايب وشلاتين. 

 

اقرأ أيضا : كارثة تهدد العالم».. غرق المدن بفعل التغيرات المناخية


وأوضحت الدراسة: أن الوضع الراهن لأراضي المراعي في مصر تعانى من تدهور شديد حيث أن ٥٠ % من هذه الأراضي سيئة للغاية من الوجهة الرعوية، وحوالى ٣٥% من هذه الأراضي متوسطة، و١٥ %منها بحالة جيدة، وتتعرض الأرض الزراعية للعديد من الضغوط، ما يؤدى لتصحرها، وأولى هذه الضغوط هو التوسع العمراني والتلوث وتمليح الأراضي الزراعية واستنفاذ خصوبة التربة.


 وأكدت الدراسة: أن التوسع العمراني على الأراضي الزراعية من أخطر عمليات التصحر لأنه يفقد الارض خصوبتها وقدرتها على الإنتاج، ولذا أصدرت مصر العديد من التشريعات التي قللت معدلات التوسع العمراني على الأراضي الزراعية من حوالى ٣٠٠٠٠ فدان في العام إلى ٥٠٠٠ فدان. 


وأوضحت الدراسة: أن العامل الثاني لتدهور الأرض الزراعية تمليحها وهى من أبرز أسباب تدهور الأراضي الزراعية بسبب سوء إدارة المياه في الزراعة بإتباع نظام الري التقليدي, والذى لا تتجاوز كفاءته 60% لري الأراضي ولإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي التي تحتوى على نسب عالية من الأملاح لخلطها مع مياه الترع عند الري، بالإضافة للسحب الجائر للمياه الجوفية في المناطق المستصلحة.


وعلق الدكتور اسماعيل الباجوري الأستاذ بمركز بحوث الصحراء أن الفلاح حاليا يزرع أرضه دورتين، والري بكميات كبيرة من المياه يؤدى لحدوث تملح الأرض وتصحرها، لأن تلك المياه تتبخر وتبقى الأملاح بالتربة، لافتا إلى أن المساحة المزروعة حاليا بمصر تبلغ 11مليون فدان، منهم 6 مليون فدان بالوادي والدلتا، و5 مليون فدان يتم استصلاحها طبقا لدراسات المركز القومي للبحوث وبعد قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسي بمنع البناء على الأراضي الزراعية، مؤكدا أن كل ذلك يساهم في تقليل التصحر.

 

اقرأ أيضا : قمة المناخ العالمى تدق ناقوس الخطر.. التغيرات المناخية تعيد تشكيل الأرض


وقال صلاح خليفة نقيب الزراعيين بالوادي الجديد أنه بالإضافة إلى دور تغيرات المناخ في حدوث التصحر، فساعد في زيادة ذلك عدم وجود وسائل لنقل المحاصيل الزراعية، ما يؤدي لعدم زراعة الأرض بكامل مساحتها، لذا بلغت نسبة التصحر بأراضي الوادي الجديد 40 %، و10% في العواينات والفرافرة، والداخلة 15 % والخارجة 35 %..