حكايات| طفلة هزمت السرطان .. و«نفسها تطلع طبيبة أورام»

قصة طفلة هزمت السرطان
قصة طفلة هزمت السرطان

عزيمتها وايمانها القوي بالله، وشجاعتها في تخطي الصعاب، جعل منها بطلة قوية، استطاعت أن تهزم السرطان،  بالصبر،  ودفعها إلى أن تكون طفلة قوية ، تمتلك قوة كبيرة من الأمل والإصرار على تخطي المستحيل. 


فبالرغم من أنها طفلة، لا تعرف عن السرطان، إلا أنه مرض قاتل، يعصف بكل من يصاب به، إلا أنها لم تهب المرض، ولم تخشاه، وكان ذلك من الأسباب القوية،  التي مكنتها في أن تقوي مناعتها،  وكان عاملاً أساسيًا، بجانب وقوف أسرتها بجانبها ودعمهم لها، حتى تتخطى الحالة النفسية التي كانت تمر بها، اتباعا لتعليمات الأطباء بضرورة رفع معنوياتها لأن ذلك يعتبر سببًا من أسباب العلاج في مثل هذه الحالات. 


أميرة فراج، طالبة في الصف الأول الثانوي الأزهري، ومقيمة بقرية أولاد نجم بنجع حمادي، أصيبت منذ عامين بورم خبيث في الكلى،  قتل طفولتها مبكرا، وحولها من طفلة كانت تلهو مع صديقاتها، وكان المنزل يهتز من ضحكتها وفرحتها، إلى طفلة حزينة كسر المرض فرحتها وفرحة كل محبيها، الذين بادروا بالدعاء لها لعل الله يستجيب لهم، وتعود مرة أخرى لما كانت عليه من قبل. 


تروي الطفلة التي ابتسم قلبها فرحا بعد شفائها،  أنه منذ عامين، أصيبت بوعكة صحية، وبعد أن طرقت كل الأبواب، اكتشفت أنها مصابة بورم خبيث في الكلى، ضاقت بها الدنيا، وتحولت فرحتها إلى حزن شديد، لأن المرض ميئوس منه، وبعدها تم احتجازها في مركز أورام قنا، لتلقي العلاج، الذي توصل الأطباء إلى أنه لا بد من استئصال الكلى، والحصول على جرعات الكيماوي الذي شوه كل معالم الفرحة داخلها.

توضح الطفلة أنه أثناء تواجدها في المستشفى، تأثرت بالأطفال الصغار من مصابي هذا المرض اللعين، فاتخذت من نفسها مصدرا لسعادتهم، ورسمت السعادة في قلوبهم،  وساعدتهم لسببين، أحدهما أنها تعاني من نفس المرض الذي لا تستطيع الجبال تحمله، والثاني لأن لهوها مع الأطفال كان بمثابة إلهاء لها عن آلامها ومحاولة لإلهاء الأطفال أيضا عما أحل بهم من آلام. 

اقرأ أيضا| حكايات| الشيخة همسات.. تحدت الإعاقة بـ«القرآن» فظهرت معجزة على ذراعها


 

بسعادة بالغة تقول أميرة: بعد رحلة علاج كرمني الله بالشفاء نتيجة الإيمان به والصبر،  متخذة «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا»  وسيلة لتحمل كافة الصعاب التي واجهتها،  طوال رحلة علاجها، التي كانت مليئة بالصبر والإيمان بالله. 


وتشير الطفلة إلى أنه، تم شفائها من المرض يوم ذكرى عيد ميلادها، وكأن الله كتب لها الحياة مرة أخرى في نفس تاريخ ميلادها، متمنية أن تصبح طبيبة أورام،  فهي  تدرس في القسم العلمي، وستكون رحلة مرضها وشفائها مصدرا لها لتحقيق حلمها في أن تكون طبيبة أورام تعالج المرضى من هذا المرض. 


ويوضح والدها، الذي يعمل أعمال حرة، أنه فور علمهم بمرض أميرة ، بالسرطان،  خيم الحزن على الجميع ، وما كان لديهم إلا الدعاء لها بالشفاء، واستجاب الله لهم، وكان الاختلاف كبير جدا، في الإحساس بالمرض والشفاء، متوجها بالشكر لطاقم الأطباء والتمريض بمركز أورام قنا، على ما بذلوه من جهد علمي وعملي في شفاء أميرة،  التي رد شفائها الروح في كل من يعرفها.