مآسي الرقاب المحنية| الموبايل «يختطف» الأطفال

الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يسيطر على حواس الطفل ويبعده عن الأسرة (تعبيرية)
الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يسيطر على حواس الطفل ويبعده عن الأسرة (تعبيرية)

◄ د.رضوى فتحي: لابد من تعويض الطفل عن متعة  الموبايل بأخرى تعتمد على التواصل مع الأسرة

 

الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، يؤثر بشكل مباشر على الكبير والصغير، وتأثيراته السلبية على الأطفال واضحة، خاصة مع اتجاههم لاستخدامه بشكل متواصل على مدار اليوم، وارتباطهم الوثيق بالاعتماد عليه، في اللعب والترفيه، والجوانب السلبية الناتجة عن الاعتماد على الهاتف المحمول عديدة، ما بين التأثيرات الاجتماعية والنفسية والجسدية.

 

وتقدم استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية تفسير للاستخدام المفرط للهواتف الذكية وتأثيراته السلبية على الأطفال، وكيفية مساعدتهم من خلال تعويض الطفل عن المتعة المكتسبة من الموبايل بمتعة أخرى معتمدة على مهارات التواصل مع الأسرة مثل الألعاب الحماعية في الأسرة.

 

شـــاهد أيضـــا|

 

تأثير متعدد الضرر

الدكتورة رضوى فتحي استشارى العلاقات الأسرية والصحة النفسية قالت إن استخدام الموبايل أصبح  شيئا أساسيا في حياتنا وحياة أطفالنا إلا أن تأثيره أثبت مع الوقت أنه سلبي في جوانب كثيرة من حياتنا وحياة أبنائنا، وهم التأثير الجسدي، الاجتماعي، الطبي، والنفسي.

 

وأضافت رضوى قائلة: «نلاحظ أن معظم الأطفال لهم لغة جسد تكاد تكون متشابهة، وهي كما يُطلق عليها في علوم الاتيكيت و لغة الجسدclosed posture  أو وضعية الجسد المغلقة، ومن علاماتها انحناء الظهر، والأكتاف بها انحناء للأمام، مما يؤدي لمشاكل طبية، مثل  مشاكل في العمود الفقري و الرقبة و النظر.

 

وأشارت إلى أن استخدامه له تأثيرات اجتماعية أيضا، وهي أنه السبب في البعد الاجتماعي، وضعف التواصل وانعدام الذكاء الاجتماعي، حيث أن الأطفال أصبح ليس لديهم القدرة على استخدام مهارات التواصل الاجتماعي نتيجة ضعف المحصول اللغوي و قلة الخبرة.

 

وأكدت استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية بأن التأثير النفسي واضح، حيث أن الأطفال يعيشون في عالم افتراضي بقوانين عنيفة، وأصبحت مهارات حل المشاكل معتمدة على اتجاه العنف و الذي قد يصل للإدمان.

 

اقرأ أيضا|

مآسي الرقاب المحنية| الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يهدم البيوت

 

«بعيد عن الأسرة»

وأضافت قائلة:  "كل طفل أصبح له عالم خاص به بعيد عن الأسرة، مما يؤثر على العلاقات الأسرية ومنها على احساس الطفل نفسه بالحب و الاحتواء و المشاعر الضرورية لمثل هذا السن، ولكن لابد أن يكون هناك محددات للاستخدام حتى يكون آمن، ومنها أن تكون عدد الساعات المستخدمة عبارة عن عمر الطفل دقائق مضروب في ١٠، على سبيل المثال: لو الطفل ٦ سنوات فالحد الأقصى لاستخدام كل أنواع الشاشات هو ٦٠ دقيقة، وهكذا لو السن ١٢ فالوقت المسموح به هو ١٢٠ دقيقة و هكذا،  ويشمل هذا الوقت كل أنواع الشاشات من موبايل أو تلفاز".

 

اقرأ أيضا| 

مآسي الرقاب المحنية| «أشعة» الهاتف المحمول تطفئ نور العين

 

متعة أخرى

وقالت فتحى إنه لابد من تعويض الطفل عن المتعة المكتسبة من الموبايل بمتعة أخرى معتمدة على مهارات التواصل مع الأسرة مثل الألعاب الحماعية في الأسرة، أو عمل وقت يومي للتواصل و تبادل أحداث اليوم أو الآراء المختلفة خلال هذا الوقت مع البعد التام عن كل ما يثير المشاكل.

 

وأشارت لأهمية حث الطفل على حل مشاكله بالتفكير المنطقي و النقاش و ليس عن طريق الهروب إلى الموبايل، والتقليل من النقد و اللوم لأنهما السبب الرئيسي  لهروب الطفل إلى عالمه الخاص.

 

واختتمت حديثها قائلة: لابد أيضا من تشجيع الطفل على مهارات القراءة المختلفة ومناقشته في مضمون القصة التى قرأها، وبذلك نزيد من المحصول اللغوي والخبرات المستفادة من الكتاب أو القصة المقروءة.