محمد صديق المنشاوي.. قطعوا إرسال التلفزيون ليعلنوا نبأ وصوله‬

الشيخ الباكي محمد صديق المنشاوي
الشيخ الباكي محمد صديق المنشاوي

الشيخ الباكي "محمد صديق المنشاوي"  احد الشيوخ البارزين في تلاوة القرآن الكريم على مستوى العالم الإسلامي الذي تميز بصوت خاشع تقشعر له الأبدان وذو مسحة من الحزن تنفطر لها القلوب عند تلاوة آيات العذاب، وعند قراءة لسورة مريم تشعر أنك تسمعها لأول مرة فانفرد بقراءة مميزة له.

 

الشيخ محمد صديق المنشاوي جود القرآن وهو في العاشرة من عمره، أتم القراءات السبع على يد الشيخ عامر عثمان شيخ عموم المقارئالعربية، ثم القراءات العشر الكبرى على يد الشيخ أمين إبراهيم.

 

فيديوجراف| الإفتاء تحتفل بمرور 100 عام على مولد المنشاوي

 

بدأ يحيي ليالي رمضان وعمره 13 سنة واعتمد بالتليفزيون والإذاعة منذ عام 1970، قبلها بدأت أولى رحلاته الخارجية لإحياء سهراترمضان في دمشق؛ حيث سافر عام 1961، ويقول عن سفرياته: لا أشعر بالغربة في الدول العربية والإسلامية ولعل تلاوة القرآن الكريم وماتثيره من مناخ روحي هي وراء هذه الراحة النفسية.

 

واستكمل الشيخ قائلا: من الأردن إلى القدس لا أنسى زيارتي للمسجد الأقصى التي تمت خلال إحدى رحلاتي الرمضانية وقد أحسستداخل المسجد أنني إنسان آخر وأنا أتلو القرآن الكريم داخل هذا المكان المقدس.

 

أما في ماليزيا فقد قطعوا إرسال التليفزيون والإذاعة ليعلنوا نبأ وصولي، وفي المسجد كانوا يحملونني على الأعناق احتفاء بي، وكانوايتسابقون في إلقاء الأسئلة الدينية بعد تلاوة القرآن الكريم.

 

وفي أندونيسيا يتذكر الشيخ المنشاوي ما قوبل به من احترام وحفاوة، ووجد الناس يقفون متأدبين عند تلاوة القرآن احتراما، ويحسنونالاستماع دون مقاطعة، وقد حصل على وسام من الرئيس الراحل أحمد سوكارنو وميدالية وساعة نادرة من باكستان، كما نشر في جريدة"الجمهورية" في 30 أبريل عام 1988.

 

محمد صديق المنشاوي ولد يوم 20 يناير 1920 بمدينة المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج، في أسرة وهبت أبناءها للقرآن، فأبوه الشيخ صديقالمنشاوي وجده تايب المنشاوي وجد والده كلهم قراء للقرآن وفي أسرته الكثير ممن يحفظون القرآن ويجيدون تلاوته منهم شقيقه محمودصديق المنشاوي. 

 

تأثر بوالده الذي تعلم منه فن قراءة القرآن الكريم، فأصبحت هذه العائلة رائدة لمدرسة جميلة منفردة بذاتها في تلاوة القرآن، بإمكاننا أن نطلقعليها (المدرسة المنشاوية). 

 

رحل إلى القاهرة مع عمه القارئ الشيخ أحمد السيد فحفظ هناك ربع القرآن في عام 1927 ثم عاد إلى بلدته المنشاة وأتم حفظ ودراسةالقرآن على مشايخ مثل محمد النمكي ومحمد أبو العلا ورشوان أبو مسلم الذي كان لا يتقاضى أجراً مقابل التعليم.

 

ابتدأت رحلته مع التلاوة بتجواله مع أبيه وعمه بين السهرات المختلفة، حتى سنحت الفرصة له كي يقرأ منفردًا في ليلة من عام 1952 بمحافظة سوهاج، وانطلق صوته عبر الأثير لأول مرة عام 1954 في ليلة أحياها في "إسنا" ومن هنا صار اسمه مترددًا في الأنحاء.

 

تزوج مرتين أنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وقد توفيت زوجته الثانية وهي تؤدي مناسك الحجقبل وفاته بعام.

 

وفي عام 1966 أصيب بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى توفي مبكراً في يوم 20  يونيو عام 1969 عن 49 عاماً.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم