أول صماء تلتحق بالجامعة.. فنانة فى النحت والرسم

أول صماء تلتحق بالجامعة.. سوهاج «تُنصت» لإبداع «هاجر»

الطالبة هاجر المراغى أثناء عملها فى تمثال من إبداعها
الطالبة هاجر المراغى أثناء عملها فى تمثال من إبداعها

هاجر المراغى قصة كفاح وتحد  للاعاقة السمعية،  فتاة من أصحاب الهمم، قدر لها أن تكون صماء ولكن عوضها الله بذكاء حاد وإرادة فولاذية وطاقة لا حدود لها.

التحقت بالجامعة كأول فتاة صماء تدرس بالتعليم العالى، ودرست الفن فأبدعت فى نحت التماثيل ورسم الصور وهى الآن توشك على التخرج في الجامعة .

وقال والدها مصطفى المراغى الموظف بالأزهر الشريف:  عندما كان عمر هاجر أقل من عام أصيبت بحمى شوكية نتج عنها إصابتها فى عصب السمع، وفقدت السمع باستثناء 5 % من السمع بأذن واحدة، وعندما كبرت اشتريت لها أحدث سماعة طبية عام 1998 ثمنها 3 آلاف جنيه وكان مرتبى وقتها لا يتجاوز 150 جنيها.

وقال: كنت أريد أن أعوضها عن فقدانها للسمع مهما كلفنى الأمر من جهد ومال، وأصبح أملى فى الحياة أن أراها طالبة فى الجامعة والحمد لله فقد تفوقت على أقرانها فى مدرسة الأمل للصم والبكم بسوهاج، وفازت بالمركز الأول على مستوى الجمهورية فى الثانوية العامة، ثم بدأت رحلة معاناة شديدة لإلحاقها بالجامعة، وتوجهت إلى جامعة جنوب الوادى للتقديم لها بكلية التربية النوعية وكانت الكلية تم افتتاحها فى ذات العام ولكن فوجئت برفض رئيس الجامعة لطلبى بحجة أن الجامعة لا تقبل طلاب "صُم" وبحثت عن القانون الذى يمنعهم   من التعلم بالجامعة وفوجئت بوجود صفحة كاملة عن المعاقين وحقهم فى التعليم الجامعى، ثم توجهت إلى عميد الكلية السابق  الدكتور مصطفى أحمد على ورويت له مأساتى وتعاطف معى كثيرا وقال لى إطمئن معركتك هى معركتى وبعد شهور من الإصرار والتحدى جاءت موافقة رئيس الجامعة على قبول هاجر بكلية التربية النوعية كأول فتاة صماء تلتحق بالجامعة وكانت هاجر السبب فى قبول ثلاثة طلاب آخرين من أصحاب الهمم فى دخول الجامعة بعد رفض مئات الطلاب .

وأضاف: بحثت عن مترجمة لإبنتى تساعدها على التعلم بالإشارة وتم انتداب مترجمة من خارج الجامعة لإبنتى حتى أوشكت هاجر على التخرج هذا العام بفضل الله وأنا الآن أترقب بشغف وقلق لحظة تخرجها من الجامعة وتحقيق حلم حياتى وفرحة عمري.