بعثة الجامعة العربية: المرحلة الأولى لانتخابات النواب جرت في أجواء آمنة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكدت بعثة جامعة الدول العربية لمتابعة انتخابات مجلس النواب المصري 2020 أن المرحلة الأولى من الانتخابات اتسمت بدينامية اقتراعية هادئة وآمنة ومنتظمة، وجرت في نطاق احترام مقتضيات القوانين والأنظمة الانتخابية ذات العلاقة.


وأشادت البعثة، في البيان التمهيدي الصادر اليوم الأربعاء، بشأن متابعتها للمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب المصري 2020، بالإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها الهيئة الوطنية للانتخابات في ظل جائحة "كورونا المستجد" بتنسيق ودعم من أجهزة الدولة المعنية، حيث وفرت كافة المستلزمات اللازمة مثل الكمامات والقفازات، بالإضافة إلى توفير سيارات الإسعاف وبوابات للتعقيم وقياس درجات الحرارة الأمر الذي ساهم في إجراء عملية التصويت في ظروف آمنة. إلا أن البعثة لاحظت في بعض الحالات عدم التزام الناخبين بالتباعد الاجتماعي والإجراءات الوقائية.


وأشارت البعثة إلى أنها تفقدت خلال الجولة الأولى للانتخابات 540 لجنة اقتراع تواجدت في 257 مركز اقتراع، كما حضرت إجراءات عد وفرز الأصوات في 14 لجنة، حيث توصلت البعثة خلال أدائها لمهمتها إلى تقييم مدى توافق مجريات عملية الاقتراع مع الإطار القانوني المنظم للعملية الانتخابية. 


وأكدت البعثة أن إجراءات عملية الاقتراع اتسمت بالتنظيم الجيد، وتمت بسلاسة وبدون مشاكل تنظيميه تؤثر على سلامة العملية الانتخابية، كما لاحظت البعثة أن معظم رؤساء وأعضاء لجان الاقتراع يتمتعون بالخبرة الكافية بالإجراءات المتبعة، الأمر الذي مكنهم من مساعدة وإرشاد الناخبين عند اللزوم.


وأوضحت أن معظم لجان الاقتراع التي زارتها البعثة خلال أيام الاقتراع افتتحت في الساعة التاسعة صباحاً، وقام رؤساء وأعضاء اللجان بإتمام إجراءات عملية الافتتاح وفقاً للإجراءات المنصوص عليها قانوناً. 


ورصدت البعثة توفر وسلامة المواد الانتخابية اللازمة لإتمام عملية الاقتراع بكميات كافية، علماً بأنه لم يتم استخدام الحبر الفسفوري في هذه الانتخابات بسبب جائحة "كورونا المستجد".


وأشارت البعثة إلى أن المرأة تصدرت المشهد الانتخابي، حيث رصدت تواجداً ملحوظاً للمرأة كناخبة في عملية التصويت في مختلف المناطق التي تواجدت بها البعثة، بما ينسجم مع التعديلات الدستورية لسنة 2019 التي خصصت ما لا يقل عن ربع عدد مقاعد أعضاء مجلس النواب للمرأة، كما لاحظت في معظم اللجان تواجد المرأة ضمن تشكيل لجان الاقتراع سواء كرئيسة لجنة (قاضية) أو ضمن مشاركتها في التنظيم، وكذلك مشاركة الشباب وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، كما لاحظت البعثة مشاركة ملموسة لفئة الشباب في الانتخابات.


وأشادت البعثة بالجهود التي قامت بها الجهات المنظمة وكذلك رؤساء لجان الاقتراع لمساعدة الناخبين كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في الوصول إلى مقار لجان الاقتراع والقيام بعملية التصويت.


ورصدت البعثة سلوكيات مخلة بقواعد الدعاية الانتخابية والتأثير على الناخبين، وتواجداً محدوداً لمندوبي المرشحين والمتابعين المحليين داخل لجان الاقتراع، وقد يرجع السبب وراء ذلك إلى عدم توفر أماكن كافية داخل اللجان، أو بسبب الحرص على حفظ مسافات التباعد. 


ولاحظت البعثة تفاوتاً في وعي الناخبين بإجراءات عملية الاقتراع، خاصة فيما يتعلق بعدد الناخبين الذين يجب اختيارهم في ورقة الاقتراع، وكذلك وضع ورقة اقتراع النظام الفردي داخل الصندوق الخاص بنظام القائمة أو العكس.


وأوصت البعثة بأهمية قيام شركاء العملية الانتخابية بالعمل مستقبلاً على مزيد من الجهد لرفع مستوى وعي وتثقيف الناخبين، غير أن البعثة لاحظت وجود بعض اللجان الخاصة بكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في الطابق العلوي مما مثل صعوبة لهم للوصول إلى لجانهم، الأمر الذي تطلب مساعدتهم للإدلاء بأصواتهم خارج لجنة الاقتراع، لذا توصي البعثة بأهمية وجود اللجان الخاصة بهذه الفئة في الطوابق السفلية لمراكز الاقتراع.


وقالت البعثة إن المتابعين لم يواجهوا صعوبةً في دخول أغلب مراكز الاقتراع التي زاروها، باستثناء أربعة مراكز لم يتمكن المتابعون من دخولها، كما أن لجان الاقتراع التي زارها المتابعون خلال أيام الاقتراع أُغلقت في فترة الراحة في موعدها المحدد في تمام الساعة الثالثة عصراً ،كما افتتحت الساعة الرابعة عصراً ،وكانت إجراءات الإغلاق والافتتاح كاملة وسليمة، كما لم ترصد البعثة أي تأثير سلبي لفترة الراحة على سير العملية الانتخابية.
ولاحظت البعثة أن لجان الاقتراع أُغلقت في الوقت القانوني في تمام التاسعة مساءً، وذلك بعدما تم التأكد من عدم وجود ناخبين أمام لجان الاقتراع، كما لاحظت أن إجراءات العد والفرز جاءت كاملةً وصحيحةً وفقاً للقانون، وتم تحرير محاضر بالعد والفرز وتعليقها خارج اللجان.


وأكدت البعثة تواجد مندوبي المرشحين على نظام القائمة في بعض لجان العد والفرز التي تواجدت فيها البعثة، إلا أن فرق البعثة لاحظت عدم تواجد للمتابعين المحليين أو الدوليين في هذه اللجان.


ووفقاً للنتائج الرسمية للمرحلة الأولى التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات، لاحظت البعثة ارتفاع عدد أوراق الاقتراع الباطلة، خاصة فيما أوراق نظام القائمة، وذلك على الرغم من سهولة عملية اختيار القوائم، والذي اقتصر على الاختيار ما بين قائمتين في جميع الدوائر الانتخابية.


وفيما يتعلق بتسجيل الناخبين، أوضحت البعثة أنه طبقا للقانون يحق المشاركة في انتخابات مجلس النواب لكل مواطن بلغ 18 عاماً، ويحمل بطاقة رقم قومي، وتنطبق عليه شروط الناخب المنصوص عليها قانوناً، وهو الأمر الذي ساعد في ضمان عملية التسجيل التلقائي لمن يحق لهم التصويت في قاعدة بيانات الناخبين.


وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات أن عدد الناخبين المسجلين في قاعدة بيانات الناخبين لانتخابات مجلس النواب 2020 بلغ (63,199,351) ناخباً وناخبة، تضمنت المرحلة الأولى للانتخابات (31,719,24) ناخباً وناخبةً، بينما تضمنت المرحلة الثانية (31,480,127) ناخباً وناخبةً. وبذلك فقد ارتفع عدد المسجلين بقاعدة بيانات الناخبين خلال الفترة من سبتمبر إلى اكتوبر 2020 بحوالي (259,186) ناخباً وناخبةً، حيث بلغ عدد الناخبين المسجلين في انتخابات مجلس الشيوخ التي جرت في شهر سبتمبر 2020 (62.940.165) ناخباً وناخبةً. 


كما أصدرت الهيئة الوطنية للانتخابات عدداً من القرارات ذات الصلة بآليات تنفيذ الإجراءات الخاصة بعملية الترشح ، ونصت المادة (8) من قانون مجلس النواب على شروط الترشح، حيث حددت سن الترشح في 25 سنة ميلادية وهو الأمر الذي يتيح لفئة الشباب المشاركة في الحياة السياسية. 

وقد أتاح الإطار القانوني حق الطعن أمام القضاء، حيث تلقت محاكم القضاء الإداري أكثر من 180 طعناً، وشملت الدعاوى موضوعات مختلفة، وعدم ادراج أسماء بعض المتقدمين بكشوف المرشحين، وإدراج أسماء بعض المرشحين بقوائم الترشح وقبول أوراقهم.

وأعلنت الهيئة القائمة النهائية للمرشحين والتي تضمنت قبول 4032 مرشحاً في الدوائر المخصصة للنظام الفردي، و8 قوائم في الدوائر المخصصة لنظام القائمة.


واشتملت القائمة النهائية للمرشحين فيما يتعلق بالنظام الفردي على 1414 مرشحا مستقلا والباقين ينتمون إلى أحزاب، يتنافسون على 284 مقعداً.


وترى بعثة جامعة الدول العربية أن هذا العدد الكبير من المرشحين قد ساهم في خلق بيئة تنافسية فيما بين مرشحي النظام الفردي.


وقد شهدت فترة تسجيل المرشحين تواجداً هاماً للمرأة، حيث شملت القائمة النهائية ترشح 627 امرأة، منهن 347 مرشحة على النظام الفردي بواقع 303 مرشحات مستقلات ، و44 مرشحة عن أحزاب سياسية، كما ترشحت على نظام القائمة 280 امرأة، علماً بأن التعديلات الدستورية لعام 2019 نصت على تخصيص ما لا يقل عن ربع مقاعد أعضاء مجلس النواب للمرأة. 


وفيما يتعلق بفترة الحملات الانتخابية، بدأت فترة الحملة الانتخابية للمرحلة الأولى بتاريخ 5 أكتوبر 2020 وانتهت في 18 من نفس الشهر في تمام الساعة 12 ظهراً، كما بدأت فترة الحملة الانتخابية للمرحلة الثانية بتاريخ 19 أكتوبر 2020 وانتهت في 1 نوفمبر 2020، أي قبل أكثر من خمسة أيام على بداية الاقتراع في الداخل علما أن المادة 24 من قانون "تنظيم مباشرة الحقوق السياسية" تنص على أن "تبدأ الدعاية الانتخابية من اليوم الذي تحدده الهيئة الوطنية للانتخابات بعد تاريخ إعلان القائمة النهائية للمترشحين وحتى الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم السابق على التاريخ المحدد للاقتراع".


وبالنسبة للدعاية الانتخابية، أشارت بعثة جامعة الدول العربية إلى أنه كان متاحاً للمرشحين خلال هذه الفترة تنفيذ حملاتهم الانتخابية والأنشطة المتصلة بها وتعريف الناخبين ببرامجهم، على الرغم من الضوابط التي حددتها الهيئة الوطنية للانتخابات على الدعاية الانتخابية للحد من انتشار "كوفيد 19"، خاصةً حظر تنظيم التجمعات العامة ومراعاة مسافة التباعد.


وأكدت البعثة أنه التزاماً بهذه الضوابط، استخدم غالبية المرشحين وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص بالإضافة إلى اللجوء لوسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة الرسمية والخاصة، كما لاحظت البعثة انتشار اليافطات والملصقات الدعائية بكثافة في الفضاء العمومي.


يذكر أنه تلبيةً للدعوة التي تلقاها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار لاشين إبراهيم ، وتنفيذاً لمذكرة التفاهم الموقعة مع الهيئة، وجه الأمين العام للجامعة العربية بتشكيل بعثة لمتابعة انتخابات مجلس النواب المصري لعام 2020 برئاسة السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الرقابة بالجامعة. 


وضمت البعثة في عضويتها متابعين ينتمون إلى ثمان جنسيات عربية هي: (المغرب، العراق، الجزائر، السعودية، السودان، الأردن، فلسطين، تونس)، استفادوا من دورة تدريبية بهدف القيام بأداء مهمتهم على أكمل وجه.


وباشرت البعثة اعمالها وفقاً لمذكرة التفاهم الموقعة مع الهيئة الوطنية للانتخابات في شهر أغسطس 2020، والتي تضمنت حقوق وواجبات بعثة المتابعة، كما عملت البعثة في إطار إعلان مبادئ المراقبين الدوليين للانتخابات، والذي ينص على مجموعة من المعايير والمبادئ المتعارف عليها دوليا في مجال الانتخابات، واعتمدته جامعة الدول العربية عام 2015.


وفي إطار انفتاح البعثة على الالتقاء بمختلف شركاء العملية الانتخابية، التقى السفير أحمد رشيد خطابي رئيس البعثة بكل من:رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات للاطلاع على الترتيبات المتخذة سواء فيما يتعلق بتكليف القضاة بالإشراف على هذا الاقتراع وتنظيم المراكز الانتخابية، وتوفير مواد الاقتراع، أو التدابير الخاصة بدعوة الهيئة الناخبة طبقاً للقوانين المنظمة، فضلا عن الإجراءات الاحترازية المتعلقة بفيروس "كوفيد 19".


كما التقى السفير خطابي مع السفير حمدي سند لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، وذلك لاستعراض الترتيبات التنظيمية والإجرائية المتخذة من جانب وزارة الخارجية لتيسير إدلاء المواطنين في الخارج بأصواتهم في الانتخابات.


والتقى السفير خطابي مع نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، للاطلاع على الدور الذي تقوم به الوزارة من أجل ضمان المشاركة الفعالة للمصريين بالخارج في الانتخابات النيابية، كما التقى مع الدكتور محمد فايق رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان، للتعرف على الدور الذي يضطلع به المجلس القومي لحقوق الإنسان في متابعة انتخابات مجلس النواب. 


والتقى السفير خطابي أيضا مع الدكتور أشرف مرعي المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة للاطلاع على جهود المجلس والتيسيرات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة لضمان مشاركتهم في العملية الانتخابية ، واللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، للتعرف على مجمل التدابير المتخذة من قبل المحافظة لتنظيم العملية الانتخابية.

اقرأ أيضا

«لاشين»: إعلان النتيجة 15 نوفمبر.. و«الوطنية للانتخابات» وحدها تعلن النتائج