بالفيديو| منبع مياه للنيل لا يعرفه المصريون.. بوابة وادي دجلة للأمطار

مسار تجمع المياه بـ وادي دجلة
مسار تجمع المياه بـ وادي دجلة

وظيفة بيولوجية وجيولوجية كبيرة تقوم بها محمية وادي دجلة للحياة البرية، في مهمة معلومة لأغلب المصريين، بينما هناك وظيفة أخرى – موسمية – تقدمها المحمية للبيئة ولنهر النيل لا يعرفها أحد عنها شيء، ولا يراها إلا خبراء ومتخصصو المياه، وهي تزويد شريان المياه المصري كنبع طبيعي يجمع مياه الأمطار ويرسلها للمصريين.

 

خصائص وادي دجلة
على مساحة 60 كيلو متر في شرق حي المعادي بالصحراء الشرقية بمحافظة القاهرة توجد محمية وادي دجلة التي تتميز بخصائصها الجيولوجية الفردية، حيث إنها جزء من الهضبة الشمالية للصخور الجيرية لعصر الإيوسين أوالعصر الجيري التي تكونت منذ 60 مليون سنة.


يعتبر وادي دجلة من الأودية الهامة التي تمتد من الشرق إلى الغرب بطول حوالي 30 كم، ويمر بصخور الحجر الجيرى الذي ترسب في البيئة البحرية خلال العصر الأيوسينى بالصحراء الشرقية الذي يبعد 60مليون سنه)، لذلك فهي غنية بالحفريات، ويبلغ ارتفاع تلك الصخور على جانبى الوادى حوالى 50 م ويصب فيه مجموعة من الأودية على الجانبين. 

 

يضم الوادي مجموعة من الكائنات الحية الحيوانية منها أنواع من الثدييات مثل: الغزلان - التياتل - الأرانب الجبلية - الثعلب الأحمر - الفأر ريشى الذيل - البيوض - الفأر أبو شوك - الخفاش أبو ذيل الصغير وغيرها.

 

 

 

مواجهة «التنين»
على الرغم من ذلك فمحمية وادي دجلة تلعب دورا هاما، حيث تعد بوابة الصحراء الشرقية لمياه الأمطار، وكانت حصنا مهما في حماية منطقة وادي دجلة من مياه الأمطار خلال منخفض التنين التي شاهدته مصر مارس الماضي.


أثرت مياه الأمطار التي تتساقط من الشلالات المائية على صخور الحجر الجيري على مر العصور حيث كونت ما يسمى دجلة كانيون الذي يشبه إلى حد ما «جراند كانيون بالولايات المتحدة الأمريكية» .


ويقول المهندس سليم راشد نائب مدير محمية وادي دجلة بالمعادي : شهر مارس شهد  فيضا من المياه  خلال عاصفة التنين، وتم نقلها إلى نهر النيل تقدر بحوالي 5 مليون متر مكعب مياه، أيضا مياه الأمطار أحيت النباتات داخل المحمية مرة أخرى من شهر مارس إلى سبتمبر.


يتابع راشد أن الأمطار التي تتساقط كونت ما يسمى دجلة كانيون أو الشق الزلزالي الذي يوجد في أخر المحمية يوجد به عيون لتجميع مياه الأمطار تحتفظ بالمياه ل6 أشهر دون تسريب. 

 


مسار السيول
يقول  دكتور محمد سامح مدير عام محميات المنطقة المركزية، إن محمية وادي دجلة تتميز بموقع بالغ الأهمية لأنه مسار السيول القادمة من الصحراء الشرقية إلى نهر النيل.


وتابع دكتور سامح، تعد الغذاء الرئيسي للثروة السمكية الموجودة بنهر النيل فتقوم بدور بيئي مهم جدا وهو أن خلال سقوط الأمطار ينقل الأملاح المعدنية حيث تكون مياه الأمطار مشبعة بالأملاح المعدنية المفيدة للتربة  والتي تنتقل إلى نهر النيل.
وعن أوقات سقوط الأمطار التي تتحول إلى سيول أكد دكتور محمد سامح مدير عام محميات المنطقة المركزية، أن ذلك يكون خلال فترات متباعدة  تبدأ من شهر أكتوبر وحتى شهر  مارس .


وأوضح دكتور سامح ، خلال السيول تتجمع الأمطار التي تحدث من الصحراء الشرقية إلى وادي دجلة ثم إلى نهر النيل عن طريق ترعة الفيضان فتأخذ المياه من وادي دجلة لنهر النيل ولو لم تجد هذه الترعة كان سوف تحدث فيضانات تؤدي إلى غرق المنطقة بمياه الأمطار أيضا تفقد مياه النيل المغذيات التي تحملها مياه السيول القادمة من الصحراء الشرقية.