الفيروس «ضرب السيستم».. كيف أثر كورونا على دقة تقارير الطقس؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعتمد الطيران اعتمادًا مباشرًا على معرفة حالة الطقس، فلا توجد رحلة طيران في العالم لا تستطلع حالة الطقس في الوجهة التي تقلع منها أو تذهب إليها لتكون رحلة الطيران آمنة.

ويتم رصد حالة الطقس من خلال أجهزة مخصصة لذلك، يتم وضعها في مناطق محددة لرصد درجات الحرارة وسرعة الرياح، والمفاجأة أن بيانات الطقس تعتمد بشكل أساسي على الطائرات وحركة الطيران لتقوم الطائرات خلال حركة الطيران بجمع معلومات للأرصاد لتحصل على التنبؤات.. لكن كيف يحدث ذلك؟

الطائرات خلال رحلتها تقدم بيانات عن درجة الحرارة واتجاه الرياح وقوتها من خلال الأجهزة الحديثة الموجودة على متنها، هذه البينات يتم تقديمها للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية الأمر الذي يساعدها في إصدار تنبؤات بشكل دقيق.

كورونا ودقة الطقس 

يقول الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتري تالاس، إن ما يصل إلى 90% من بيانات الطقس التي اعتادت الطائرات توفيرها، أصبحت غير متاحة حاليًا بسبب كورونا و أن تراجع رحلات الطيران بسبب جائحة كورونا أدى إلى تراجع دقة تقارير الطقس نتيجة للانخفاض الحاد في رحلات شركات الطيران منذ مارس الماضي.

وأضاف أن مقدمي تقارير الطقس حاولوا تعويض هذا التأثير غير أن هناك تأثيرا سلبيا يمكن ملاحظته على التنبؤات نتيجة لتقليل بيانات AMDAR، وهو برنامج بدأته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لجمع بيانات الأرصاد الجوية في جميع أنحاء العالم باستخدام الطائرات التجارية والشحن و يتم جمع البيانات بواسطة أنظمة الملاحة بالطائرات ودرجات الحرارة القياسية على متن الطائرة  ثم تتم معالجة البيانات وإرسالها للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

ومن جانبه، قال ألكسندر دي جونياك رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجويي "الإياتا"، خلال عملية توقيع اتفاقية بين الأرصاد العالمية والإياتا: "السلامة هي الأولوية القصوى للطيران، كما أن ضمان وصول شركات الطيران إلى بيانات توقعات الطقس الأكثر شمولاً وموثوقية أمر مهم".

وأضاف "دي جونياك"، أنه من المهم أن تكون شركات الطيران قادرة على الاستفادة من جميع التكاليف والكفاءات التشغيلية المتاحة عند إعادة إقلاع رحلاتها، ويمكن استخلاص إحدى هذه الكفاءات من استخدام التنبؤات الجوية وغيرها من معلومات الأرصاد الجوية التي تنتج عن تحسين توافر بيانات الأرصاد.

وأشار دي جونياك، إلى أن نظام الرصد ينتج أكثر من 800 ألف عملية رصدة عالية الجودة في اليوم  من خلال 40 شركة طيران تمتلك عدة آلاف من طائرات الركاب والشحن الجوي، لدرجة حرارة الهواء وسرعة الرياح واتجاهها، إلى جانب المعلومات الموضعية والزمانية المطلوبة، ومع عدد متزايد من قياسات الرطوبة والاضطرابات التي يتم إجراؤها، ويتم توفير هذه المعلومات للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية وأنظمة التنبؤ بالطقس المحوسبة، وبدورها تقدم التنبؤات بحالة الطقس للطيران.

وقال دي جونياك، إن نظام الرصد الجوي بالطائرات أسهم بشكل إيجابي في تحسين التنبؤات الجوية، التي تعد هذه العناصر مهمة لكفاءة وسلامة شركات الطيران في عصر تسعى فيه الصناعة جاهدة لجعل الطيران أكثر استدامة والحد من مساهمتها في تغير المناخ.
 

اقرأ أيضا

مواطنون للأرصاد: «توقعاتكم فشنك».. والهيئة ترد