حكايات| وجدوه يبكي بحرقة.. انتفاضة أهل المرج لإنقاذ حصان من الاكتئاب

وجدوه يبكي بحرقة.. انتفاضة أهل المرج لإنقاذ حصان من الاكتئاب
وجدوه يبكي بحرقة.. انتفاضة أهل المرج لإنقاذ حصان من الاكتئاب


أن تسير وحيدًا وتنزف ويعجز لسانك عن النطق بلغة البشر علك تجد النجدة سريعًا، أما القصة فكانت لحصان في المرج تعرض لبتر قدمه قبل أن يتوقف أمامه أحد الشباب في منطقة المرج لتبدأ رحلة علاجه وإنقاذه.

 كان عزت صلاح «30 عامًا» في طريقه من مصر الجديدة إلى المرج لقضاء مصلحة خاصة به، ولكونه متخصصًا في تربية الطيور، لمحت عينه هذا الحصان فأوقف سيارته وبدأ معه رحلة إنسانية من الطراز الرفيع لعلاجه.

يقول عزت: «كنت أقود سيارتي في منطقة المرج، استوقفني مشهد كاد أن ينفطر قلبي له، رأيت حصانًا مبتور القدم يتألم بشدة ويقف وكأن نفسه مكسورة، وتنهمر الدموع من عينيه، تسمرت في مكاني ولم أستطع أن أخطو خطوة واحدة بعيدًا عنه، تشتت تفكيري وعجز عقلي عن التصرف، ولم يدُر بذهني سوى سؤال واحد كيف استطيع أن أخفف عن هذا الحيوان البريء آلامه، وخلال ثواني معدودة وجدت نفسي واقفًا أمامه أحاول أن أساعده بشتى الطرق».

 وأضاف: «أعلم جيدًا أن الحصان عندما يفقد إحدى قدميه يدخل في حالة اكتئاب شديدة وبعدها يموت، فكان كل تفكيري ينصب حول سرعة إنقاذه من المصير المجهول الذي ينتظره».

 الموت الرحيم

 سارع عزت لتصوير الحصان ونشر صوره وهو يتألم على فيسبوك في محاولة يائسة لإنقاذه من الموت، ولكن المفاجأة كانت الاستجابة والتفاعل السريع من رواد موقع التواصل الاجتماعي.

 بالفعل وصل المنشور إلى 2000 تعليق و300 مشاركة ما بين الاطمئنان على صحته أو اقتراح جمعيات لتبنيه، ونادى فريق ثالث بقتله واعطائه حقنة «الموت الرحيم» ليستريح من العذاب، لكن الشاب الثلاثيني رفض و«بدأ رحلة المعافرة والإصرار على علاجه لتحسين حالته النفسية»

 «عندما يطلب منك أحد أن تقتل روحًا لترحمها من العذاب والألم تفكر أنت في طريقة أخرى لإنقاذها».. هذا ما قاله عزت صلاح عندما طلب منه البعض إعطاء الحصان حقنة «الموت الرحيم»، ولكن مع إصراره لإنقاذ هذا الحيوان البريء تواصل مع بعض الأطباء البيطريين الذين أكدوا الصحة الجيدة للحصان.

 هنا قرر عزت اختبار الحالة النفسية للحصان إذا كانت سيئة فيقومون بإعدامه لرحمه من الألم وثبت الفحص أنه يتمتع بحالة صحية جيدة ولديه قدرة على المعايشة.

 حملة تبرعات

يستكمل عزت حديثه، قائلا: «قررت أنا وزملائي الذين يعملون في هيئة إنقاذ الحيوانات أن ننقل الحصان إلى إحدى جمعيات الرفق بالحيوان بالهرم ولكن المأساة الكبرى أن الحصان وزنه كان ثقيلًا جدًا واستغرق وقتًا طويلًا، قمنا بالاتصال بعربات الخيول ولكن بلا جدوى بعدها اتصلنا بـ(ونش) ليحمل الحصان خصوصًا أنه كان لا يستطيع الوقوف على قدميه بسبب إعاقته».

 وأمام ذلك تكفل عزت بنفقات علاج الحصان لإنقاذه من الموت الرحيم، ولكن كل وظيفة الحصان الآن أصبحت تناول الطعام والشراب والنوم فقط ولا يستطيع القيام بأي مهام أخرى ولا يصلح للعرض في مسابقات الجمال، فهو يحتاج إلى الرعاية الكاملة بعد تشخيص حالته بأنه يحتاج إلى طرف صناعي ولكنه مكلف جدًا، كل ما فعله الأطباء البيطريون هو تطهير الجرح وتغذية الحصان لتحسين حالته النفسية والحفاظ عليه من الموت.

 ويضيف عزت: «للأسف لا يوجد لدي مكان لتربية الحصان لكنني تعلقت به واعتبرت نفسي الأب الروحي له وسعدت جدًا عندما علمت أن صحته جيدة وأنوي تبنيه عندما يتوفر لدي مكان لأهتم به خاصة بعدما دشن رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حملة للتبرعات لشراء طرف صناعي للحصان ليمارس حياته بطريقة طبيعية».