حكايات| نيامٌ بين الثلاثة والسبعة.. «أهل الكهف» برواية الإسلام والمسيحية

 كيف يرى المسلمون والمسيحيون أهل الكهف؟
كيف يرى المسلمون والمسيحيون أهل الكهف؟

أهل الكهف أو القديسون السبعة، رواية مشتركة بين العقيدتين الإسلامية والمسيحية، فقط اختلافات صغيرة تفصل بين القصتين، ولكن سياقهما العام أنهم فتية آمنوا، مختلف على عددهم ومكانهم.

فتية آمنوا
 

«سبعة فتية مؤمنين، أبوا أن يتركوا عقيدتهم وأن يذهبوا للوثنية ويسجدوا للتماثيل، فكان مصيرهم سد الكهف الذين اختبئوا به بالحجارات الضخمة حتى ماتوا»، هكذا روت الكنيسة قصة الفتيان السبعة النائمين، فهم القديسون السبعة الذين في أفسس: مكسيمليانس وإكساكوسطوديانس وبمفليخس ومرتينس وديونيسيوس وأنطونيوس ويوحنا. 

 

لا تختلف الرواية الإسلامية لقصة الفتية السبعة عن مثيلتها المسيحية، فالفتية في الإسلام هم أهل الكهف الذين ورد ذكرهم في سورة الكهف حيث قال الله تعالى «إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا*فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا».
 

اقرأ حكاية أخرى: النبي محمد «طفلا».. روايات عن بداية الكلام وأحب الأكلات
 

وبحسب العقيدة المسيحية، فإن القصة بدأت بتولي الإمبراطور داكيوس الحكم سنة 250 ميلادية، كان كارها للمسيحيين فاضطهدهم في كل مكان، وقد زار مدينة أفسس «التركية» وطلب من أشرافها أن يقدموا الذبائح للأوثان، مستخدمًا كل وسائل العنف، لدرجة دفعت بالآباء أن يقدموا أبنائهم للقتل، وكان لا يتردد في قتل حتى الوثنيون إن لم يدلوا على أماكن المسيحيين، فتحولت المدينة كلها إلى حالة من الرعب والذعر والدموية.

 


مكان الكهف
 

توصل الإمبراطور لمكان الفتيان، فأمر جنوده بسد باب الكهف بالحجارة بينما كانوا نائمين وتركهم بالداخل حتى الموت، لكن كان من ضمن العاملين في بلاط والي أفسس، رجلين مؤمنين فذهبا سرا في الليل ووضعا صندوقا نحاسيا بباب الكهف يحوي بداخله صحيفتين من الرصاص مكتوب عليهما أسماء الشبان، وقصتهم وقد أرادا من هذا التصرف تخليد قصة إيمان الشبان.


ظل الجميع أن القصة انتهت بموتهم، لكن في عام 408 تولى الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الصغير مقاليد الحكم، وقد كان رجلا مؤمنا لكن انتشرت في عهده الروايات المشككة في الإيمان، وفي يوم قام أحد الرجال واسمه أداليس اشترى الحقل الموجودة فيه المغارة، وباشر ببناء حظيرة فيه لخيوله، ولما أحتاج إلى حجارة للبناء، أمر العمال بأخذ حجارة الحائط الذي بباب الكهف، ليتفاجئ الجميع بالفتيان الذين أفاقوا من سباتهم.


قام أحدهم بالخروج لشراء بعض الأغراض أثناء وجوده بالسوق أخرج من جيبه عملة ففوجئ بأنها قديمة وعمرها 200 عام وأن الإمبراطور داكيوس قد مات منذ سنوات طويلة جدا.


تعجب الرجل بشدة لما سمع وطلب منهم أن يتبعوه إلى زملائه بالكهف، فوجدوهم في حالة جيدة ووجوههم مشرقة بالرغم من مرور مئات السنين عليهم في تلك الحالة، كما وجد الحاضرون الصندوق المكتوب عليه أسمائهم وقصتهم، ليحييهم الجميع ويعترفون بهم كقديسين.

 

اقرأ حكاية أخرى: بأي لغة كلم الله نبيه موسى؟.. ليست «العربية»
 


هروب من الظلم


لا تختلف أحداث القصة كثيرا بين الروايتين، فالمغزى هو هروب مجموعة من المؤمنين من بطش إمبراطور وثني أراد بهم شرا انتقاما من إيمانهم، لكن القرآن الكريم لم يحدد عددهم بالضبط لكن ذكر أنهم كان بصحبتهم كلب، فالبعض قالوا إنهم ثلاثة فتية وكان معهم كلب هو رابعهم، وقال آخرون بأن عددهم خمسة وكلبهم هو السادس، وقال غيرهم بأنهم سبعة فتية وكلبهم الثامن.

مثلما تشابهت الروايتين المسيحية والإسلامية، يتشابه أيضا المغزى من تلك المعجزة الآلهية وهي الإيمان الكامل برحمة الله والتي تجلت من خلال احتفاظ الفتية بأجساد لم تبلى أو تفسد خلال مئات الأعوام، ونومهم طوال تلك العقود الطويلة وتقلبهم المستمر أثناء النوم حفاظا على أجسادهم من التعفن أو حدوث جلطات، إضافة لذلك وجود فتحو بالكهف صغيرة كانت تدخل الشمس وهو ما تسبب في المحافظة على جلودهم وعظامهم طوال تلك الفترة.