• شحاته المقدس: 30 يونيو المقبل ساعة الصفر لبدء تنظيف الجمهورية
• مصر كانت تحتل المركز الثاني في النظافة عام 1960
وسط تلال القمامة التي يُشتهَر ويعمل في جمعها وفرزها حي الزبالين بمنطقة المقطم، يعلو برج حمام «بناية حديثة»، معلناً عن المنزل الذي يقطنه «شحاتة المقدس».. نقيب الزبالين الذي يعيش داخل منزل أنيق يفصل سوره الخارجي بين عالمين متناقضين.. فخارجه عالم يغَص بالقمامة، وفي داخله عالم آخر حافل بالحيوانات المحنطة والطيور النادرة.. التقينا به لسؤاله عن حل أزمة القمامة التي باتت منتشرة في شوارع القاهرة والمحافظات.
«ورطة العقد»
• سألناه عن سبب تفاقم أزمة القمامة؟
قال: «حكومة مبارك ورطت مصر بالتعاقد مع شركات أجنبية للنظافة بعقود طويلة الأجل سوف تنتهي في 30 يونيو المقبل، وبعد انتهاء العقود سيقوم جامعي القمامة بدورهم في تنظيف البلاد، مضيفا أن أولويات الرئيس عبد الفتاح السيسي هى مشكلة القمامة وتم استدعاءنا من جانب مجلس الوزراء ووزارة البيئة لتحديد كيفية تنظيف مصر بعد انتهاء العقود، وبالفعل لدينا 3 ملايين جامع قمامة في انتظار ساعة الصفر لبدء العمل على نظافة محافظات مصر.
• وما هى خطة نقيب الزبالين لإعادة النظافة لشوارع الجمهورية؟
نحن على استعداد لغزو شوارع وحواري القاهرة والمحافظات، وسيتم تحقيق ذلك لأن مصر ستنظف بأيدي أبناءها المصريين، مؤكدا أنه تم وضع علامات خطة متكاملة لتنظيف مصر حيث سيتم إعادة جامعي القمامة لشوارع الجمهورية وسنعمل على جمع القمامة من الوحدات السكنية وهذه الخطة ستحتاج 3 أيام فقط لتنفيذها.
وتابع: «سيتم إعادة هيكلية هيئات منظومة النظافة بعموم الجمهورية، واستحداث المعدات لأن معدات جامعي القمامة تم حرقها أثناء الثورات، كما سيتم تأسيس شركة قابضة شركة مساهمة مصرية منها 51% ملك للحكومة، و49% للبنوك والزبالين والمستثمرين ورجال الأعمال الذين سيقومون بإعادة تدوير المخلفات، مضيفا أنه سيكون هناك مسئول واحد فقط عن الشركة وسيتم تنفيذ الشركة خلال 18 شهرا، مؤكدا أنه بدأ العمل على تأسيس الشركة من الآن استعدادا لانتهاء العقود الأجنبية.
• لماذا فشلت شركات النظافة الأجنبية في مصر؟
شركات النظافة الأجنبية في مصر فشلوا في تحقيق الهدف الرئيسي وهو نظافة البلاد لأن تلك الشركات نجحت في بلاد لديها وعى اجتماعي، ولكن المصري اعتاد على أن يقوم جامعي القمامة بجمع القمامة من منزله كما أن المصريين لم يقوموا بفرز القمامة في المنزل، وبالتالي لم تتماشى الشركات الأجنبية للنظافة مع عادات المجتمع المصري، كما أنهم لم يقوموا بتوفير صناديق القمامة بالشوارع.
«تجربة المعادي»
• ماذا عن تجربة المعادي؟
استطعنا خلال 3 أيام فقط القيام بتنظيف حي المعادي كاملا وذلك بعد انتهاء عقد الشركة الأجنبية في شهر 9 الماضي، حيث قام جامعي القمامة بجمع القمامة من المنازل وقام رئيس هيئة النظافة ومحافظ القاهرة بتزويد «الكناسين» بالشوارع وبالتالي أصبحت منطقة المعادي نظيفة بالكامل، مؤكدا أنه سيتم تطبيق تجربة المعادى بجميع القاهرة.
ونقوم برفع 16 ألف طن قمامة يوميا من القاهرة من الوحدات سكنية والمنشآت سياحية بدون عقود رسمية لحين انتهاء عقود الشركات الأجنبية، نعيد تدوير بعضها والأخر يتم دفنه صحيا تحت إشراف المحافظة، مضيفا أنه لديه 600 ألف رأس خنزير يلتهمون المخلفات العضوية.
• هل تؤثر أكشاك شراء المواد الصلبة على الحد من انتشار القمامة؟
مصر حصلت على المركز الثاني عالميا في النظافة عام 1960 بعد فرنسا، وكان لأكشاك شراء المواد الصلبة من السكان تأثير قوي على انتشار القمامة في الشوارع لأن سكان المناطق يقومون ببيع المخلفات الصلبة لتلك الأكشاك وتظل المخلفات العضوية لجامع القمامة ولكن يرفض جامع القمامة تلقي المخلفات العضوية من السكان لأنها لم تفيده بشيء مضيفا أن جامع القمامة لم يتقاضى مرتب من الدولة ولكنه يعتمد على بيع المخلفات الصلبة والاستنفاع بعائدها وبعد انتشار تلك الأكشاك ترك جامع القمامة مهنته ببعض المناطق لأنه لم يحصل على ما يفيده.
• ماهى رسالتك للحكومة؟
أناشد الحكومة المصرية بعدم قيامها باتخاذ قرارات متسرعة بمنظومة القمامة حتى لا نقع بمأزق مثلما حدث بعهد مبارك، ولدينا القدرة على جعلها نظيفة، وبالتالي سنوفر أموال الشركات الأجنبية لصندوق تحيا مصر.
وتابع شحاته المقدس قائلا: إن مصدر رزقنا الوحيد هو القمامة ولم نتركها ولم نفرط بها ونطالب الدولة بعقود رسمية مع جامعي القمامة بدون مقابل مادي أو منصب.
