بدون تردد

القمة العربية (١)

محمد بركات
محمد بركات

لا تجاوز للحقيقة أو الواقع إذا ما أكدنا على الأهمية البالغة لأن تنتبه الأمة العربية بجميع دولها وشعوبها بضرورة السعى بكل الجدية لوقفة عربية فاحصة ومدققة فى التطورات والمتغيرات الجارية على الساحتين الاقليمية والدولية، وتأثيرها على الوضع العربى العام فى الآونة الأخيرة.

وفى اعتقادى أن القمة العربية الثالثة والثلاثين المقرر انعقادها فى المنامة بمملكة البحرين غداً الخميس هى فرصة مواتية وسانحة لإجراء هذه الوقفة العربية المطلوبة والضرورية والمهمة أيضا، وصولاً إلى موقف عربى موحد وقوى تجاه التحديات الخطرة والجسيمة التى تواجه الأمة العربية حالياً، وفى ظل العدوان الإسرائيلى اللا إنسانى المستمر على الشعب الفلسطينى طوال الشهور السبعة الماضية دون رادع أو مانع.

على أن يتم فى هذه الوقفة التوافق بين القادة والزعماء العرب على الخطوط الرئيسية للعمل العربى المشترك على جميع المستويات السياسية والاقتصادية لمواجهة هذه التحديات والتصدى للمخاطر فى إطار ما تأمله الشعوب العربية من توحيد للجهود ووحدة للصف، وتنسيق شامل للمواقف لكل القادة والزعماء العرب.

وغنى عن البيان أن هذه القمة تنعقد وسط أوضاع عربية قلقة، وظروف وتطورات إقليمية ودولية ملتهبة، وأجواء مضطربة وواقع دولى يسوده القلق وتظلله سحب داكنة ويلفه ضباب كثيف، وهو ما يجعل الصورة العربية فى عمومها غائمة الملامح ولا تدعو للتفاؤل أو حتى الاطمئنان بالقدر الكافى.

حيث تنعقد القمة فى ظل استمرار وتصاعد الهجوم العدوانى واللا إنسانى للقوة الغاشمة لجيش الاحتلال الإسرائيلى على غزة، ومواصلة مجرمى الحرب الإسرائيليين إلقاء القنابل والصواريخ على القطاع، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير المساكن والمنشآت، وهدم كل صور الحياة والتصعيد المستمر فى حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى.

كما تجتمع القمة وسط تأييد فج وفاجر من الولايات المتحدة، وانحيازها الكامل لإسرائيل فى عدوانها الإجرامى على الشعب الفلسطينى، وتقديم جميع المساعدات المادية والعسكرية له لتمكينه من الاستمرار فى العدوان،...، مع الاكتفاء بالاعلان الكاذب عن موقفها المساند للشعب الفلسطينى ومناشدة القاتل والمجرم الإسرائيلى بأن يبتعد قدر الإمكان عن القتل العنيف للفلسطينيين وأن يكون القتل أخف وطأة وأكرم لطفاً.

(وللحديث بقية)