من الآخر

د. أسامة أبوزيد يكتب: مستقبل «الجبلاية»!

د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد

جميل أن يصل الأهلي والزمالك قطبا الكرة المصرية الحقيقيان إلى نهائي بطولتي أفريقيا لأبطال الدوري وهى البطولة الأصلية الكبرى.. وإلى كأس الكونفيدرالية.

والأجمل أن يفوز القطبان بالكأسين حتى تظل صدارة الكرة الأفريقية للأندية مصرية خالصة.. وليعود الفريق الأبيض إلى عصر البطولات على مستوى القارة السمراء بعد غياب سنوات.
الوضع فى نتائج الأندية بالماراثون الأفريقى بمختلف أشكاله ومسابقاته.. يختلف تماماً عن نتائج المنتخب حيث إن المسابقات تكون عنيفة جداً.. ويكون الاتحاد الأهلى هو المسئول الأول والأخير عن النتائج واختيار الجهاز الفنى.. ويلعب «الحظ أو البخت» أحياناً دوراً مهماً أو مؤثراً فى النجاحات التى تتحقق!!

ودور الأندية أصيل وبارز فى البطولات التى تحصدها المنتخبات.. وإن كان حق الأندية يضيع عندما تنطلق التكريمات.. تجد أن الاتحاد وأفراده يحصلون على الكعكة كاملة لأنهم الذين «جابوا الديب من ديله» وحصلوا على البطولة.. ونزلوا الملعب وهزوا الشباك.. هذا من باب الهيصة التى تعيشها الكرة المصرية واختلاط الحابل بالنابل وعدم وجود أى مؤشرات أو محاولات للإصلاح بمعنى يأتى أجدع اتحاد ويطلق الشعارات بعد برنامج انتخابى ملىء بالبنود وحل للأوجاع ومع مرور الوقت.. يصبح كل شىء فى طى النسيان والمهم الوجاهة الاجتماعية والظهور فى الفضائيات!!

ولا خلاف أن الإنجازات الرياضية بالأندية تكون أفضل لأن المسئول عما يتحقق مجالس إدارات يكون شغلها الشاغل مصلحة الكيان وتتابع الأمور أولاً بأول وليس قبل البطولات فقط.. والدليل على ذلك ما يحدث داخل النادى الأهلى وعدد البطولات التاريخى على مستوى القارة.. ونفس الأمر فى أندية كثيرة على مستوى ألعاب فردية أخرى.. فنجد أن الارتباط والتماسك والاستقرار والنجاح الاستثمارى تؤدى إلى بلوغ القمة.

لابد أن يكون المنتخب فى مقدمة الأولويات فى المرحلة المقبلة لأن الحلم كبير والمنافسة صعبة فى ظل ارتفاع المستويات وعدم وجود مقاييس للقوى والضعيف بل أصبحت الكرة الأفريقية شاملة وقوية وحماسية ومهارية جداً.. وبالتالى يصعب الاعتماد على التاريخ فقط.

والمؤكد أيضاً أن «الجبلاية» تحتاج إلى مجموعة من أصحاب الخبرات التى تجيد العطاء.. خاصة أن هناك من يردد اسم هانى أبوريدة من جديد.. وللحق فإن هذا الشخص رحل فى هدوء بعد استقالة مجلس إدارته للخسارة المخزية لأمم أفريقيا والخروج من دور السادس عشر على يد جنوب أفريقيا بأرض الفراعنة 2019!!

وقد أخفق أبوريدة فى هذه الفترة بعدم تجهيز المنتخب بشكل لائق والتعاقد مع أجيرى، ولا يوجد أى انضباط بالفريق أو ضبط وربط.. ولكن أبوريدة تعاقد من قبل مع كوبر الذى وصل إلى نهائى أمم أفريقيا بالكاميرون.. وصعدنا معه إلى نهائيات كأس العالم بروسيا.. وخسرنا كل المباريات!!

التكهنات تشير إلى أن أبوريدة أحد أبرز المرشحين للجبلاية، ووجوده سيكون مكسباً بشرط الوجوه الجديدة والدماء الشابة والابتعاد عن الشللية والمحسوبية.. وأتصور أن وجود النائب أحمد دياب فى المجموعة القادمة سيكون من أبرز المكاسب.. وبالتالى فإن مشكلة أبوريدة الدائمة ستكون فى «أنتيمه» أحمد مجاهد الذى يأمل أن يكون نائباً لأبوريدة.. وفى حالة عدم حدوث ذلك سيكون مجاهد مديراً للجبلاية.. ويبقى «زيتنا فى دقيقنا» أقصد كله حلو وكله جميل.. ويا عالم الكرة ستذهب إلى أين؟!

الكرة تحتاج إلى مقاتلين ليس لديهم أية فواتير انتخابية أو جمايل سابقة حتى تعود المياه إلى مجاريها، والهيبة إلى المبنى الذى أصبح فى خطر!!

لابد أن ننظر حولنا ونرى ما يحدث من تطور فى الكرة العربية والأفريقية.. وما نشاهده فى الجمهورية الجديدة من إنجازات تجعلنا نطمح دائماً فى تواجد شخصيات هدفها المصلحة العامة فقط لاغير!!

الله الموفق والمستعان.

;