أماليسُ الكفافِ وزعفران

اللوحات للفنان: بيكاسو
اللوحات للفنان: بيكاسو

احساين بنزبير

بالصدفة، غيمة فقيرة!
بهدوء حقبة، ينظر في وجه زجاج مزبود. وبهدوء، دائما، يتعقب غيمة حقول فقيرة. أمامه، جندى بدون قضية وبدون سلاح خشبى. فقط، ثكنة من زجاج ورعب. الزجاج حاجز يرسم سلوك الخوف والكفاف في سمندل ماء. غير أن الحقبة كانت هذا اليوم محقنة ضيقة، لأن حال مخيخه لا يعول عليها. مساء الكتابة في حداد. ودائما، بنفس الهدوء، يتمرن على التسول ماشيا تحت ظل «ديوجين». حتى الخارج صار جاسوساً في بؤبؤ فقطان غامل. أما سيرة الحقبة لا نوافذ لها لا مرآة لها. إنها نزهة تحت بصمات دودة قز: تجربة الفقر وممارسة النكاح بين صلاتين.

درجة إشباع غير لائق!
أنا رجل وذكَر. أرتدي زىّ سمندل، لأستعيد جملة مهربة. أو هي سرنمة لا تجربة لها. لذلك أهرول. لعلنى ألتفت. أو ألتحق بوجه «ديوجين» وهو يتوسل من تمثال: تجربة وعى فى أوج إبرة من صنع صينى. هكذا أتكلم فى فقر المياومة ودهاء الوضوح يتكتل فى زجاج. لحسن الحظ، أتمرن، ليل نهار، على الفقر في مرآة ثلج أبيض. ربما أرى شيئا أو كنائس فيها إمام يهودى. هنا، أتوصل إلى حذاء الحقبة، إلى إشباع جهنمى بين ثنايا المعرى. أجل، أحاول فى البدعة أن أرسم مدينة لا زجاج فيها. الزجاج جريمة القرون. الزجاج مسئول على ملل الذبابة فى بلاط عباسى.

يدها أو تنورة الطليعة!
لماذا هجرتنى؟ لوكان الأمر عاديا، لكان الخليط من أعين يدها الميتافيزيقية. لها تنورة تمارس كنه ترجمات سماوية أو جوهر ممحاة في صوان قديم. حيران. متفجر في طليعية الصمت والأثر. لو كانت العادة أمرا، لكان المتحف ميزان الذهب. طيب. أمحو أثر الخيانة وأصلى فى ترجمة. هنا عدن. هنا، مهندس العمارة «شيرباغت» Scheerbart  يدعو إلى الزجاج. يهمس فى برد الأشكال ويجرب. مواضيع الزجاج خيط ناعم ومحترز فى قدومه. صراحة، الزجاج نعمة غامضة.

وجه «بنيامين» يترجم النفري
مستحيل. حاول مغازلة النفرى، سقط بين جملتين. ثم سما ثم تكتل ثم تسايف. وفى جذمور، وجهه استنسخ نجمة. أو عود ثقاب. لا أدرى. وحده فى حديقة المخاطبات وقف. لكن، حارس المرمى اللغوى أتلف قفل الزاوية. مستحيل. «بنيامين» يمرر قسوة العبور فى فونيم يتيم. وغمازة خده كما لو حرف نداء فى التجربة والفقر. شمس الليل وهندسة الزجاج فى ثكنة!

كوميديا الفوتوغرافيا
توقف فجأة عند أول النرجس والخريف
بين طلائع نهار معطوب
وليل لا يأتي إلا وهو ملفوف في أرشيف
قول يرشف عفونة الورق
والزجاج.
صراحة، لا يجوز أن تضحى مثلهم
على العكس
خذ أوراقك، حبرك، شاشتك
واكتب عند أول الكوميديا والبترول.
عيناك، عدسة رأس مذبوح،
كالذى يكتب في اليأس
(اليأس انتحار القلب).
ومن بعيد، بارود اللسان
يتفرقع فى فم «باء».
ثم يداك وأول النرجس فى شمس الليل
والحقبة.
في حين، زيتونة ساقطة
ترجمها فراغ ما،
على سبورة ملؤها فوتوغرافيا يابسة.