أسرار وتاريخ المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تعتبر مدينة الإسكندرية في مصر موطنًا للعديد من المعالم الثقافية والتاريخية الهامة، ومن بين هذه المعالم يبرز المتحف اليوناني الروماني كمركز للثقافة والتاريخ. 

يعود تاريخ هذا المتحف إلى عصور قديمة، حيث شهد عصورًا مختلفة من التاريخ اليوناني والروماني في المنطقة، واستمر في تحفيظ وعرض التحف الفنية والآثار التي تعكس تلك الحقب الزمنية المهمة.  

في السنوات الأخيرة، أطلقت الحكومة المصرية مشروعًا لتطوير هذا المتحف الرائع، بهدف تعزيز دوره كنافذة إلى الحضارات القديمة وتحديث تجربة الزوار لتشمل أحدث التقنيات والمعارض التفاعلية. 

يعتبر المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية واحدًا من أبرز المعالم الثقافية والتاريخية في مصر، حيث يحوي تحفًا تعود لحقبات مختلفة من التاريخ اليوناني والروماني في المنطقة. 

 يعكس المتحف تراثًا ثقافيًا غنيًا وتنوعًا يروي قصة العصرين اليوناني والروماني في مصر. في هذا السياق، يأتي مشروع تطوير المتحف كخطوة مهمة للمحافظة على هذا التراث وتعزيز تجربة الزوار. 

 سنقوم في هذا التقرير بالتعرف على تاريخ المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية ومشروع تطويره الجديد الذي يهدف إلى تعزيز دوره كنافذة إلى الحضارات القديمة وموروث العصور الكلاسيكية في مصر، والتأثير المتوقع على تجربة الزوار والتراث الثقافي لمصر.

تاريخ المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية :

المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية يعد واحداً من أبرز المتاحف التاريخية في مصر، حيث يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر. تأسس المتحف بهدف جمع وعرض التحف والآثار التي تعود للحقب اليونانية والرومانية في المنطقة. منذ تأسيسه وحتى الآن، شهد المتحف تطوراً مستمراً وتوسعاً في مجموعاته ومعارضه. يضم المتحف تحفاً فنية ومقتنيات تعكس الثقافة والحضارة اليونانية والرومانية في مصر، ويعتبر محطة ثقافية هامة للزوار المحليين والأجانب على حد سواء، حيث يروي قصة التأثير الذي تركته تلك الحضارات على تاريخ مصر وتطورها.

تقول الدكتورة ولاء مصطفي مدير عام المتحف اليوناني الروماني، لتروي قصة العصرين اليوناني الروماني في مصر منذ عصر ما قبل الإسكندر الأكبر وحتى العصر البيزنطي مرورا بالعصرين البطلمي والروماني.

** تعرف على تاريخ المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية ومشروع تطويره:

بدأت فكرة إنشاء المتحف عام 1891م عندما فكر عالم الآثار الإيطالي "جوزيبي بويت" في تخصيص مكان يحتوي على الاكتشافات الأثرية التي تم الكشف عنها بالإسكندرية بما يعمل على  الحفاظ على تاريخها الثقافي، خاصة بعد أن تم إيداع تلك المكتشفات بمتحف بولاق بالقاهرة. 
 
وقام المهندس الألماني ديرتيش والمهندس الهولندي ليون ستينون ببناء مبنى المتحف الحالي عَلى طراز المباني اليونانية، وافتتح المتحف لأول مرة في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني 26 سبتمبر عام 1895م.
 
- مشروع تطوير المتحف:
 
تم إغلاق المتحف في عام 2005 بهدف البدء في مشروع ترميمه، وبالفعل تم البدء فيه عام 2009 إلا أنه توقف عام 2011 لعدم توافر الإعتمادات المالية في ذلك الوقت، واستأنف العمل بالمشروع عام 2018 حتى تم الإنتهاء منه بالكامل وافتتاحه اليوم.
 
تتضمن مشروع تطوير المتحف أعمال دهانات الحوائط من الخارج والداخل وتدعيم الحوائط القديمة للمتحف بهيكل حديدي، وترميم واجهة المتحف الكلاسيكية، فضلا عن تطوير منظومتي الإضاءة والمراقبة، بالإضافة إلى تزويد  قاعة يطلق عليها اسم (egypsotica)  يعرض بها مجموعة من  المستنسخات الجبسية والتي كان يعرض بعضها بالمتحف القديم، بالإضافة إلى قسم تعليمي وأرشيف متحفي، والمكتبة التاريخية، ومخازن، ومركز للترميم.
 
كما تضمن المشروع رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين بما يعمل على تحسين التجربة السياحية وجعلها أكثر جاذبية ويسرا، حيث تم تزويد المتحف بكافيتريات وبيت للهدايا، كما تم إتاحة المتحف لاستقبال السياحة الميسرة من ذوي الهمم حيث تم تخصيص دورات للمياه ومصاعد، وأماكن للتربية المتحفية لهم.
 
- ويتكون المتحف من:

• المبنى الإداري: 
ويتكون من بدروم، دور أرضي، 3 أدوار متكرر.

• مبنى المتحف: 
يتكون من الباثيو وهو الدور الأرضي ويحتوي على 27 قاعة تضم القطع الأثرية والتي تم ترتيبها وفقًا للترتيب التاريخي Chronological بداية من ما قبل الإسكندر الأكبر (القرن 5 ق.م و حتى العصر البيزنطي (القرن 6م)، بالإضافة إلى مخازن الآثار ومعامل ترميم الأثار العضوية وغير العضوية بالإضافة إلى دورات المياه.

- الميزانين يتضمن 4 قاعات وهي قاعة "التربية المتحفية - الأرشيف والتسجيل- الجيبسوتيكا- قاعة للدراسة".
 
- الدور الأول:

تُعرض فيه القِطَع الأثرية فيه وفقًا للتصنيف النوعي Thematic في ضوء مجموعة من الموضوعات وهي قاعة النيل- الأجورا- اْلأرض المحمرة- الصناعة والتجارة- العملة- الفن السكندري- البوباسطيون- منطقة كوم الشقافة - المنحوتات السكندرية، بالإضافة إلى كافيرتيات، ومطاعم، مكتبة للكتب النادرة، قاعة للمحاضرات، مخازن الآثار، ودورات مياه.
 
ويحتوي المتحف على 10 ألاف قطعة أثرية تنوعت موضوعات العرض داخل قاعات العرض المتحفي عما سبق وتغطية مساحات تاريخية من تاريخ مصر القديمة بوجه عام والإسكندرية بوجه خاص من خلال العرض الدائم لسيناريو المتحف اليونانى الرومانى وإعادة العرض المتحفى وطرح أقسام جديدة بالمتحف لخدمة الفكر المتحفى الحديث بما  يجذب زوار المتحف المصريين وغير المصريين .

- لإبراز المزج الفكرى والفنى بين الحضارات المصرية القديمة واليونانية والرومانية والقبطية والبيزنطية، والتى تنقسم إلى الموضوعات التالية:
 
- الدولة الحاكمة والحياة السياسية في مصر خلال العصر البطلمى والرومانى.

- عرض شكل الحياة اليومية اليونانية والرومانية بالإسكندرية Society Alexandrian.

- عرض فكرة الديانة والعبادات في العصرين  اليونانى والرومانى Cults & Religion من خلال مجموعات المتحف اليونانى الرومانى المعروفة والمميزة مثل مجموعة الرأس السوداء ومجموعة أرض المحمرة، وعرض معبد التمساح ـ سوبك.

- عرض فكرة الإسكندرية والمعرفة والعلوم الفكرية، حيث كانت الإسكندرية منارة للعلوم والثقافات الحضارية المختلفة وكانت قبلة يحج اليها جميع علماء وفلاسفة العالم القديم لما لها من تأثير ثقافي وحضاري.

- عرض التطور العقائدى الجنائزى في العصرين اليونانى والرومانى من خلال والمومياوات والتمائم والأواني الكانوبية وشواهد القبور الجانئزية وبورتريهات الفيوم والتوابيت عبر  العصور المختلفة التى مرت بها الإسكندرية بوجه خاص ومصر بشكل عام.

- عرض الفن البيزنطى والفن القبطي من خلال القايا المعمارية المميزة (أفاريز، زخارف السقوف، قواعد الأعمدة ، تتيجان، نسيج، عملات).

- عرض فكرة التجارة والتبادل التجاري والحرف المصرية ( العاج، العظم، الحلى، الفيانس...إلخ) والمنتشرة في أرجاء مصر المعمورة في العصور القديمة  والتى تم تبادلها مع بعض الدول الصديقة.

- تزويد المتحف بقاعة المؤتمرات والمكتبة الخاصة بالمتحف اليونانى الرومانى والتى تضم أندر الكتب بالعالم، وأخرياقاعه للتربية المتحفية لجذب االأطفال إلي المتحف من خلال الورش والأنشطة المختلفة التى تهتم برفع الوعى اْلثرى لدى الأطفال، وقاعه المستسخات الجبسية والتي تشبه نماذج فنية بمتاحف عالمية، وقاعة للدراسة والدارسين.

والجدير بالذكر ، أن اليوم المتحف اليوناني الروماني استقبل كاترينا ساكيلاروبولو - رئيسة الجمهورية اليونانية وزوجها، والوفد المرافق لها والذي ضم كل من وزيرة الثقافة اليونانية وسفير دولة اليونان بالقاهرة، والقنصل العام لليونان بالإسكندرية، والملحق الثقافي اليوناني، ومجموعة من أعضاء جمعية أوناسيس اليونانية ولفيف من الشخصيات اليونانية البارزة. 

وكان في استقبالهم الدكتورة ولاء مصطفى- مدير عام المتحف اليوناني الروماني، والتي اصطحبتهم في جولة داخل القاعات المختلفة للمتحف للتعرف على مقتنياته التي تتميز بالثراء والتنوع التاريخي لتروي قصة العصرين اليوناني الروماني في مصر منذ عصر ما قبل الإسكندر الأكبر وحتى العصر البيزنطي مرورا بالعصرين البطلمي والروماني.

كما تضمنت الجولة زيارة مكتبة المتحف اليوناني الروماني التي تحتوي على مكتبه الأمير عمر طوسون  وكتاب وصف مصر، وأول كتالوج للمتحف والتعرف على القاعة الخاصة بالكتب النادرة.