بسم الله

تهديد العدالة الدولية

 محمد حسن البنا
محمد حسن البنا


بدأت نغمة التهديد للمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية . تقود إسرائيل والإدارة الأمريكية حملة لإثناء القضاء الدولى عن اتخاذ أية إدانة لحكومة السفاح نتنياهو وقيادات جيش الاحتلال الإسرائيلى . وهى سابقة تؤثر على العدالة الدولية ، وترهب قضاة المحكمتين الدوليتين. هو أسلوب رخيص لم نره من قبل فى محاكمات طالت مجرمى الحروب السابقين ، الذين صدرت ضدهم أحكام رادعة . هى سابقة تهدد وجود نظام العدل الدولى الذى ارتأته حكومات وشعوب العالم قاطبة.


لقد نشر موقع «أكسيوس» الأمريكى أن الجمهوريين بمجلس النواب الأمريكى يعدون تشريعا لفرض عقوبات على مسؤولى المحكمة الجنائية الدولية كإجراء احترازى إذا صدر قرار باعتقال مسؤولين إسرائيليين . ونقل الموقع عن رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب مايكل ماكول (جمهورى من تكساس) أن التشريع قيد الإعداد، مشيرا إلى أنه ومشرعين آخرين من الحزب الجمهورى كانوا على اتصال مع مدعى عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان. وأكدوا له : السير فى هذا الطريق المتمثل فى أوامر الاعتقال هو فكرة سيئة حقا وسوف يؤدى إلى نسف العلاقة». ثم تداركوا الأمر : « لسنا متأكدين مما إذا كانت أوامر الاعتقال وشيكة، ولكن هذا الإجراء هو للاحتياط ولإعلامهم بأنهم إذا فعلوا ذلك، فلدينا التشريع جاهز للتنفيذ. ولن يتم طرحه إلا إذا اضطررنا إلى ذلك». لم يتوقف التهديد على ذلك بل إن السيناتور توم كوتون أعد مشروعا بمجلس النواب حاليا يقضى بمعاقبة مسئولى المحكمة الجنائية الدولية المشاركين فى التحقيقات مع حلفاء الولايات المتحدة الذين ليسوا أعضاء فى المحكمة الجنائية الدولية ، مثل إسرائيل»!!. وتم توجيه رسالة مباشرة لكريم خان يحذرون فيها من أن أوامر الاعتقال «ستؤدى إلى عقوبات شديدة ضدك وضد مؤسستك».! وحذر خان فى بيان من «يقوضون استقلالية» محكمته عبر «تهديدهم بالانتقام من المحكمة أو ضد موظفيها»!.


هذه البلطجة الأمريكية الإسرائيلية يجب أن يتم ردعها قبل أن ينهار العدل الدولية ، وتعود الدنيا إلى عهود مظلمة شهدت البقاء للأقوى ، وإن صح القول البقاء للبلطجة والعربدة ، وقتل الشعوب المسالمة .
دعاء : اللهم أنت العدل والحق نستجير بك وحدك