قصائد

صورة موضوعية
صورة موضوعية

سـامى المعمرى 
 
صرخة لأبـى آدم سكبتُ من المدامعِ ما سكبتُ وتقذفنى المواجعُ إنْ مَضيتُ أُسامرُ ظُلمةَ الأيَّـام قهراً كأنَّ ببئرِ يوسف قد وقعتُ وقافلتى تلاشتْ فى الأمانى ومِن لؤمِ العواصفِ ما سلِمتُ بِلا وعى أجوبُ الأرضَ شَجواً يُحاصرنى من الأشجانِ مَـوْتُ لآدمَ قد صَرختُ صُراخَ طِفلٍ لكلِّ الظُلم يا أبتاهُ ذُقـتُ فقابيلٌ تسربلَ بالدنايـا
وهابيلٌ يصيحُ أنـا قُتلتُ
لماذا يا أبى أحيا بئيساً؟
ويخدعنى السرابُ إذا ظَمِئتُ
لماذا كُلمَّا أدركـتُ دربـاً؟
تُجافينى الـمَداركُ إنْ وصلتُ

أجِبنى أو يُجيبُ الدهرُ سُؤلى 
فإنِّى مِن مَرارتهِ تَعِبـتُ
وهاجَ الحزنُ طوفاناً بقلبي
يموجُ على الأسى حتى وَجِلتُ
أنا المحكومُ بالأقدارِ أمضى
فلستُ مُخيَّراً فيما رغِـبتُ
أنا المكلومُ تعرفنى الرزايا
تُصارعنى ولكنْ ما هُزِمـتُ
جعلتُ الصبرَ يخصِفُنى بحبلٍ
أمدُّهُ فى النوائبِ كيفَ شِئتُ
فلولا الصبرُ ما خضعَ البرايا
لربِّ مِن مَكـارمهِ عَجِبتُ
إلٰهى خالقى أهواكَ ربَّـاً
فمِنكَ اللُطف يا ربِّى فتُـبـتُ
طلّ البهاء
‏طلَّ البهاء بنوركِ المُتألِّقِ
والعقل بين مُكذِّبٍ ومُصدِّقِ
فالحُسنُ من خدَّيكِ كوكبُ زُهرةٍ
والوجهُ شمس الكَونِ عند المَشرقِ
والعينُ رعدٌ و اللِّحاظُ بُروقها
والشَعر صَفصافٌ يَرِفُّ كَبيرقِ
فأصَبْتنى بالعينِ حتى نالني
سهمُ الصبابة مِن حشاى لمِرفَقِى
‏والقلب عصفورٌ تأبَّط غُصنَـهُ
وجمالُكِ الخلَّاب قبضة بَيدقِ
فَسلبْتِنى قلبى وكل جوارحى
وأكلْتِنى بالعشقِ أكل فَرزدَقِ
إن هاجت الأمواج فى بحر الهوى
تبقين طوقى فى الغرام وزَوْرَقى
سأظلُّ أحيا فى هواكِ وأرتوى
من نبعِ ما فاضَ البهاء وأستقى

نَــوضــاء
ألقيتِنى فى يَمِّ حُبِّكِ والهوى
يا وجهَ بدرٍ لمْ يَلِدهُ فضاءُ
فقَبضْتِ مِن أثرِ الرحيلِ بقبضةٍ
فنَبَذْتِ عهدَ الحبّ يا نَوْضَاءُ
إنِّى على التابوت أرحلُ مُرغَماً
ومُرَاغَمَاً بِمشاعرى ضَوْضاءُ
يا أُختَ قلبى لا تَقَصِّ صبابتى 
فالقلبُ مِن ألمى لهُ رمضاءُ
إنْ كانَ للعُشَّاقِ فِرعونُ النوى 
فأنا العصا وأنا اليدُ البيضاءُ
آنَسْتُ ناراً فى هَواكِ لأصطلىْ
إنَّ الغرامَ بخافِقى وضَّـاءُ 
رُدِّى إلى نهرِ الفُؤاد فُراتـَهُ
مِنْ بعدِ أنْ دَجَلَ الهوى بغضاءُ
وخُذِى مِنَ الوَجدِ المُعتَّقِ سَكْرةً
كى ننتشى بالحُبِّ يا نَوْضَاءُ
ونقولُ يا ليلى الهوى عُودى لنا 
تَـغشَى القلوبَ مَودَّةٌ و رِضاءُ
ودَعِى النجومَ الزاهياتِ تَـزُّفُنا 
فالحبُّ يُظلِمُ تارةً ويُضاءُ

معانى الكلمات :
نوضاء: المُتلألئة ذات الجمال الخارق
تقصِّ: تتبع الأثر 
دجلَ: غطَّاهُ أو ألبسهُ.