الطـلاب في ورطة بسبب المناهج| انتهت السنة الدراسية دون استكمال باقي المقررات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

■ كتب: أحمد جمال

تعددت شكاوى أولياء الأمور من عدم انتهاء المدارس من شرح جميع الدروس المقررة للمواد التعليمية في الفصل الدراسي الثاني قبل أيام من انطلاق امتحانات نهاية العام الأسبوع المقبل، مما تسبب فى ارتباك البعض ممنْ لا يعرفون مصير تلك الدروس وما إذا كانت امتحانات نهاية العام سوف تتضمنها أم سيتم إرجاء شرحها للعام الدراسى المقبل، وهو ما دفعنا للتعرف على طبيعة الأزمة ومن المتسبب فيها خصوصًا مع توالى الإجازات الرسمية والشكاوى من عدم انتظام العملية الدراسية أثناء شهر رمضان الماضى.

امتحانات نهاية العام الدراسي لصفوف النقل كان مقررًا أن تبدأ وفقًا للخريطة الزمنية للعام الحالي والمعلنة قبل بدء الدراسة فى 25 مايو الجارى، غير أن وزارة التربية والتعليم أدخلت تعديلاً على تلك الخريطة فى شهر مارس الماضى وقضى بأن تبدأ الامتحانات فى 4 مايو مما يعنى تبكير الامتحانات 20 يومًا كاملة، مما أثار أزمة حول كيفية التعامل مع المقررات الموضوعة بحسب الخريطة القديمة.

وبررت وزارة التربية والتعليم على لسان متحدثها الرسمى شادى زلطة، تقديم امتحانات صفوف النقل لرغبة الوزارة فى عدم وجود تعارض مع امتحانات الدبلومات الفنية التى تنطلق فى 25 مايو لافتًا فى ذلك الحين إلى أن الوزارة تحرص على انتظام مواعيد الامتحانات وعدم وجود تعارض فى المواعيد المقررة، وأن المديريات التعليمية لديها فرصة كبيرة ووقت من أجل الاستعداد لامتحانات نهاية العام لطلاب النقل والشهادات العامة.

وقالت أميرة يونس، ولية أمر وأدمن جروب مصر والتعليم على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، إن مناهج الفصل الدراسى أطول من الخريطة الزمنية التى قررتها وزارة التربية والتعليم، وما ضاعف المشكلة عدم انتظام الدراسة بشكل كامل خلال شهر رمضان، وهو الأمر الذى تسبب فى مرات عديدة بتجميع الطلاب الذين يحضرون إلى المدرسة فى فصل دراسى واحد وتتوه عملية استكمال المنهج بالشكل الذى يلائم كل مجموعة على حدة، وأن الطلاب لم يذهبوا للمدارس فى رمضان سوى لحضور امتحانات شهر مارس.

«أزمة المناهج لا ترتبط فقط بالصفوف الأولى فى المرحلة الابتدائية»، بحسب ما تؤكد يونس والتى تشير إلى أن مناهج الصف الثانى الإعدادى أيضَا لا تتماشى مع الخريطة الزمنية، وهذا العام شهد واقعة غريبة وهى عودة مقررات كان قد تم حذفها فى السنوات الماضية بخاصة فى مادة العلوم رغم أن تلك المقررات موجودة فى مادة الأحياء بالصف الثانى والثالث الثانوى، وليس هناك مبرر لإعادة تدريسها، كما أن الهدف يبقى فى جميع الأحوال هو التخفيف وليس تصعيب الأمر على الطلاب.

◄ فاطمة فتحي: الخريطة الزمنية لا تتناسب مع مناهج المنظومة الجديدة

وقالت فاطمة فتحي، ولية أمر وأدمن جروب تعليم بلا حدود على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، إن مشكلات طول المناهج بدأت منذ تطبيق المنظومة الجديدة والأمر يرجع بالأساس إلى الخريطة الزمنية لأنه فى ذلك الحين لم يكن مقرراً على الطلاب فى الصفوف الأولى (الأول والثانى والثالث الابتدائي) أداء أى اختبارات أو تقويم، غير أن المدارس كانت توقف عملية التدريس أثناء امتحانات المواد العملية فى باقى الصفوف وكان من المفترض أن يعود الصغار مرة أخرى لاستكمال شرح ما تبقى من مقررات لكن ذلك لم يكن يحدث على أرض الواقع.

واتفقت سماح محمد، وهى معلمة رياضيات بإدارة السادات التعليمية بمحافظة المنوفية مع أولياء الأمور مشيرة إلى أن هناك تطويلا غير مبرر فى مقررات الرياضية، والأمر لا يرتبط فقط بالفترة الزمنية القصيرة فى الفصل الدراسى الثانى لأن هناك دروسا تحمل نفس الأفكار بشكل مطول فى الوحدة الأولى من منهج الرياضيات للصف السادس الابتدائى كان من الممكن اختصارها ومن ثم يُعاد توزيع المنهج ككل على الخريطة الزمنية، بخاصة أن بعض الدروس سبق وأن درسها الطلاب بالفعل فى الصفين الرابع والخامس الابتدائى.

وأشارت إلى أن منهج الفصل الدراسى الثانى للرياضيات به مشكلات تتعلق بكيفية عرض المعلومات والمفاهيم، ويمكن القول بأن تلك المفاهيم جرى تقديمها فى الكتب القديمة بشكل أفضل، وليس هناك تمارين كافية للتدريب عليها فى حين أن المعلم داخل الفصل غير مسموح له أن يصطحب كتبا خارجية لتدريب الطلاب على هذه الأسئلة.

◄ عاصم حجازي: يجب تشكيل لجنة عليا للإشراف على مناهج التعليم قبل الجامعي

وأكد الدكتور عاصم حجازي الخبير التربوى، أن الخلل من البداية يتمثل فى عملية وضع المناهج التى مازالت تعتمد على الكم وليس الكيف وأن المنظومة الجديدة تسير على نفس النهج القديم عبر الاعتماد على عدد كبير من الموضوعات لتوصيل أهداف تربوية وتعليمية بعينها، إلى جانب عدم الاستجابة لمطالب الاستعانة باساتذة التخصصات المختلفة فى الجامعات المصرية للمشاركة فى وضع المناهج بما يساهم فى صياغته بشكل احترافى إلى جانب اساتذة تأليف المناهج بالوزارة.

وشدد على ضرورة وجود لجنة عليا تشرف على وضع المناهج فى التعليم قبل الجامعى لكى نضمن التسلسل المنطقى للمحتوى فى كافة المراحل الدراسية، إنهاء حالة الانفصام التى تبدو سائدة الآن بين لجان إعداد مناهج المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، وهو ما يتنج عنه وجود مناهج فى مراحل مختلفة لديها أهداف مكررة.