«الفنون التشكيلية»: خطة لإحياء «الشمع»

متحف الشمع
متحف الشمع

متحف الشمع مكان ارتبط بذاكرة طفولة جيل الثمانينيات، ولكنه لم يتبقِ منه سوى أطلال، ولم يكن ذلك وليد اللحظة ولكنه حاله منذ نشأته الأولى.. إنه المتحف الثالث عالمياً للشمع ، لكن يبدو أنه مُصاب بلعنة غريبة، كلما تم إنقاذه تهدم، حتى ظل سنوات طويلة مغلقاً على أمل التطوير الذى أصبح يفوق إمكانيات قطاع الفنون التشكيلية الذى انتقلت تبعية المتحف له بعدما أُهمل لسنواتٍ، وبما أن اليوم العالمى للمتاحف تم إطلاقه لإغاثة المتاحف التى تحتاج لتطوير ، ففى السطور التالية نروى لكم حكاية المتحف، وما تعرض له على مدار عقود.

بدأت الحكاية فى 11 أغسطس عام 1954، عندما سأل فوج سياحي، مدير السياحة محيى الدين الشاذلي: لماذا لا يوجد بمصر متحف للشمع يوثق معاركها عبر التاريخ، فأجاب بمنتهى الثقة : بلى يوجد متحف للشمع، ثم بدأ يبحث عن ذلك المتحف وتم إبلاغه بأنه موجود فى سراى شويكار، ثم قيل له : إن المتحف فى حوزة الحكومة بالدرب الأحمر، فذهب للمنطقة وبحث حتى وجد قبواً قيل له إنه المتحف وحينها كان يُعد المتحف الثالث فى العالم وتوجهت حينها إحدى صحفيات «مجلة آخر ساعة» لتبحث عن صاحب ذلك المتحف لتقابل الأستاذ فؤاد عبد الملك، الذى عاش فى إنجلترا فترة طويلة وعاد لمصر بفكرة مُبتكرة وأنشأ متحف الشمع الأول بعدما زار الزعيم سعد زغلول مصر وقابله فى أحد متاحفها وانبهر بما ينجزه من عمل ولكنه قال: « إنى أذوب حسرة على شبابنا الذى فضل خدمة بلاد أخرى»، فكان دوى تلك الجملة كبيراً وقرر بعدها العودة وأسس أول متحف للشمع عام 1934 وكان مقره عمارة صيدناوى بشارع إبراهيم باشا، ولكن لم يستمر عمر المتحف إلا أربع سنوات ، وطالب ورثة صيدناوى بإخلاء العمارة فنقله بتكلفة تحملها وحده وبلغت حينها 14 ألف جنيه، وتم نقله لسراى شويكار، وعند موتها عام 49 تحفظت الدولة على القصر وأمرت بإخلائه فنقل صاحب المتحف مقتنياته لمنزل أثرى بالدرب الأحمر على أمل أن يتم توفير مقرٍ يليق بكنوز المتحف ولكن مرت السنون ولم ينتبه أحد حتى تكسرت التماثيل وانهار صاحب الفكرة.



اقرأ أيضًا| «الغش» ينشط.. والتعليم ترفع «الكارت الأحمر» ..إجراءات لمطاردة التسريب فى إعدادية

وفى فترة الثمانينيات خصصت الدولة مقرًا للمتحف فى حلوان، وكان وجهة رحلات المدارس للمراحل الابتدائية والإعدادية بشكل منتظم، ولكن فى أواخر التسعينيات بدأت تظهر مشكلات متعددة منها : عدم القدرة على ترميم التماثيل، ثم مطالبات بنقل تبعية المتحف للثقافة بدلًا من المحافظة، وفى تلك الاثناء أُهمل المتحف تماماً حتى أصبح مأوى للثعابين فصدر قرار بغلقه تماماً لحين تطويره، ومرت عشرات السنين وتوالت الأجيال من أطفالٍ وشباب ولم يحظوا بفرصة زيارة متحف الشمع.

وبما أن المتحف يتبع حالياً قطاع الفنون التشكيلية فقد توجهنا لرئيسه لمعرفة متى يعود متحف الشمع وتنتهى لعنته، فأوضح د. وليد قانوش، رئيس القطاع: أن متحف الشمع مغلق للتطوير منذ نقل تبعيته للقطاع ، وخطة التطوير الخاصة به جاهزة والتصميم جاهز، وجهات عديدة من الدولة تعمل معنا لمحاولة توفير مستثمر لتمويل التطوير لإعادة فتح المتحف بشكل يليق بمكانته.. وكشف رئيس قطاع الفنون التشكيلية، عن مفاجآت القطاع للجمهور من غير المتخصصين احتفالًا باليوم العالمى للمتاحف وبالأخص للأطفال والنشء.