بدون تردد

إسرائيل.. وقرارات القمة «٢/٢»

محمد بركات
محمد بركات

لا توجد مفاجأة على الإطلاق فى الرفض المعلن من جانب إسرائيل لكل القرارات، التى صدرت عن القمة الثالثة والثلاثين للقادة والزعماء العرب، التى انتهت أعمالها فى العاصة البحرينية المنامة مساء الخميس الماضى.


فلم يكن أحد منا أو من غيرنا من جميع المراقبين للقمة والمتابعين والمهتمين لقراراتها، بخصوص ما تناولته من قضايا على وجه العموم، والقضية الفلسطينية والأوضاع فى غزة على وجه الخصوص، يتوقع أو يأمل أن تنصاع إسرائيل لمطالب القمة العربية أو أن تستجيب لنداءات السلام الصادرة عنها، والتى ظهرت واضحة فى بيانها الختامى.


وهكذا جاء الرفض الإسرائيلى لكل ما صدر عن القمة متسقاً ومتماشياً مع طبيعتها العدوانية والإرهابية، التى ترفض وقف العدوان على قطاع غزة، وترفض ما طالبت به القمة من خروج لقوات الاحتلال من جميع مناطق القطاع، كما ترفض أيضاً رفع الحصار المضروب على القطاع، وترفض كذلك فتح المعابر أمام إدخال المساعدات الإنسانية لجميع أنحاء غزة.


والرفض الإسرائيلى لنداءات السلام الصادرة عن القمة العربية، ينبع أساساً من حقيقة التكوين الإسرائيلى منذ نشأتها وغرسها ككيان استعمارى استيطانى عدوانى وإرهابى فى المنطقة العربية والشرق أوسطية، يقوم على القتل والعنصرية والتصفية الجسدية وممارسة الإبادة الجماعية للشعوب أصحاب الأرض.
لذلك كان التوقع هو عدم استجابتها لنداءات السلام،...، وهو ما حدث بالفعل، حيث استمرت على صلفها وتعنتها وعدوانيتها، ورفضت الجنوح للسلم ووقف العدوان وإيقاف إطلاق النار.
من أجل ذلك يجب أن نعلم وندرك باليقين أن هذا الكيان العدوانى الإرهابى الاستيطانى، الذى هو إسرائيل، لا يؤمن بالسلام ولا يريده ولا يسعى إليه، هو يؤمن فقط بالقوة الغاشمة والقتل والتخريب والإبادة الجماعية كوسيلة للعيش والحياة وتحقيق ما يريد.
ولذلك لن يصغى لنداءات السلام، ولن يتفهم الحقيقة التى تؤكد أن السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة لا يمكن أن تتحقق بدون حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة، فى ظل تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تقوم على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضى المحتلة عام ١٩٦٧، فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس العربية.