«آخرساعة» ترصد الأجواء في سوق الثلاثاء| هنا ملاذ الباحثين عن منتجات رخيصة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

■ كتبت: مروة أنور

إيمان فتاة ثلاثينية لم يتبقَ على موعد زفافها سوى ثلاثة أشهر، ولم تشترِ الأجهزة الكهربائية بعد. اتصلت بإحدى صديقاتها واتفقتا على الذهاب معًا لأحد الأسواق الشعبية التى تبيع أجهزة كهربائية ومفارش مستوردة ومستعملة.

أثناء استقلالها الأتوبيس فى الطريق إلى السوق، سمعت إيمان همهمات بعض السيدات اللواتي يتبادلن الحديث، إذ قالت إحداهن إنها تذهب كل يوم ثلاثاء لشراء احتياجات المنزل من ملبس ومأكل وأجهزة ومفارش، فأدركت إيمان أنها ليست وحدها من تذهب إلى السوق لشراء الأدوات والأجهزة الكهربائية والمستعملة والأطعمة الكسر.

◄ مفارش وأجهزة منزلية مستوردة ومستعملة بأسعار منخفضة

◄ تجهيز العرائس بمستلزمات بها عيوب صناعة فقط

«آخرساعة» قامت بجولة داخل الأسواق الشعبية التى تعرض جميع البضائع المستوردة والمستعملة، وكانت البداية من سوق الثلاثاء فى منطقة المرج، وهناك تتعالى أصوات بائعى المفارش المستوردة والبطاطين لجلب الزبائن، ويقف على عربة المفارش، فايز (44 عامًا)، الذى قال لنا: «سوق الثلاثاء من أهم الأسواق التى يقبل عليها الكثير من المواطنين من مختلف الطبقات، لأن السوق يضم جميع السلع المستوردة الكسر بداية من الأطعمة وصولاً إلى المفارش والأجهزة الكهربائية المستعملة».

◄ تجهيز العرائس
وأضاف: «كل يوم ثلاثاء أجهّز عربتى بالبضائع وبعض الأجهزة الكهربائية، وأذهب للسوق وأعرض البضائع بداية من المفارش السورية والملايات القطنية التى يكون بها عيوب تصنيع وغيرها من المفارش ومستلزمات العرائس»، مؤكدًا «مفيش حاجة بتقعد، كله بيتباع، العرايس بتاخد المفارش من عندى، واللى عاوز حاجة مخصوص بجيبها له بالطلب سواء من بواقى المصانع أو البالات».

وعلى بعد خطوات، يقف محمود متولى، بائع الأجهزة الكهربائية، والذى قال: «كل يوم أذهب إلى سوق الثلاثاء لعرض الأجهزة المنزلية التى تقبل على شرائها الفتيات لتجهيز منزل الزوجية من حلل كهربائية وأفران وأجهزة ميكرويف وغسلات أطباق وغسالات ملابس، وتتميز بأن أسعارها منخفضة».

◄ عيوب صناعة فقط
تتفق معه فى الرأى، منى أحمد (25 عامًا) التى تعمل موظفة بإحدى الشركات: «منذ شهرين تمت خطبتى على أحد زملائى فى العمل، وسمعت من أصدقائى عن سوق الثلاثاء وبضائعه المستوردة الكسر التى تتميز برخص ثمنها، لذا أذهب كل ثلاثاء إلى السوق لأستطيع تجهيز منزل الزوجية وشراء أدوات المطبخ والأجهزة الكهربائية والستائر وغيرها من المفروشات التى بها عيوب صناعة فقط».

أما رزق محمود، صاحب فرشة لبيع المفروشات المستعملة المستوردة من الخارج فقال: «من فترة قريبة أصبح زبائن السوق من فئات المجتمع المختلفة وليس البسطاء فقط، حيث يطلبون درجة معينة من البضائع غير المنتشرة، ويأتون لشرائها فى الأسبوع التالى».

وعلى نفس الخط، يقف أحمد مجدي، بائع أدوت منزلية قائلًا: «البيع فى الأسواق الشعبية أفضل بكثير من غيرها، فمعظم الزبائن يأتى إلى الأسواق الشعبية لشراء المواد الغذائية والأثاث والمفارش، ولم تعد هذه الأسواق مقتصرة على الزبائن محدودى الدخل، بل أصبحت تستقبل الطبقات الراقية التى تأثرت بموجة ارتفاع الأسعار، وتبحث عن البضائع المستوردة».

◄ اقرأ أيضًا | 5 استخدامات سحرية للمكواة لن تصدقها

◄ «نُص عمر»
إلى جانبه، تقف سهام فوزي، من سكان مدينة نصر، والتى قالت لنا: «منذ أن سمعت عن سوق لبيع الأدوات المنزلية والمفارش المستوردة (نُص عمر)، وأنا أذهب إليه كل أسبوع لشراء المفارش المستعملة وأدوات المطبخ والأجهزة المنزلية، فى محاولة لتجهيز بيت الزوجية المستقبلي، بعد ارتفاع أسعار الأدوات المنزلية والمفارش».

وعلى الناحية الأخرى من الشارع، تقف سميرة بائعة الجبنة الرومي والريكفورد التى تسمى «كسر المحلات»، وكذلك تبيع الأطعمة الصينية المستوردة والتونة وجميع أنواع المعلبات، ولم تتمكن سميرة من التحدث معنا بسبب تكدس الزبائن أمامها.

لكن واحدة من أولئك المقبلين على شراء بضائعها، تُدعى أمانى حسن (33 عامًا) وهى موظفة ولديها طفلان، قالت لنا: «أذهب لسوق الثلاثاء مرة كل شهر، وأثناء الدراسة مرة كل أسبوع حتى أستطيع توفير احتياجات الـ(لانش بوكس) وسندوتشات الأولاد».

◄ المنتجات الكسر
فيما قالت أسماء مجدى: «أسواق الأكل الكسر حلت مشاكل الكثير من المواطنين، حيث تتوافر فيها كل المستلزمات والبضائع بأسعار منخفضة، تحت شعار (المنتجات الكسر)، ولذلك يكون عليها إقبال كبير.

ويتفق معها فى الرأى، حسن محمود، موظف بإحدى الشركات، وأب لثلاثة أطفال: «أذهب إلى الأسواق الشعبية التى تتوافر فيها جميع المنتجات الغذائية المعروفة بـ(ببواقى أطعمة الفنادق)، مثل الجاتوهات والمقرمشات وجميع أنواع الأطعمة الكسر المستوردة، بجانب الملابس المستعملة والأثاث المستعمل».

ووسط نداءات البائعين على البضائع، تقف أمنية محمد، ربة منزل وأم لثلاثة أطفال، فى طابور مكتظ بالزبائن الذين يتهافتون على السلع الغذائية والملابس المستعملة فى محاولة لتلبية احتياجات الأطفال والمنزل، من ملابس وأطعمة ومستلزمات مدارس.

ومن مسافة قريبة وقف على فهمى يفصل اللحم عن العظام فى محل الجزارة الذى يعمل به، وهو يقول لنا: «كل شىء فى الذبيحة له مشترٍ، هناك من يشترى العظام والماسورة أو العظمة المليئة بالنخاع التى هى البديل عن اللحم، وتعطيهم الشوربة مثل اللحم».

◄ طوق نجاة!
وتلتقط منه طرف الحديث رغدة حسن قائلة: «زوجى يعمل فى مهنة حُرة، وأنا أم لطفلين، وآحذ مصروف البيت اليومى وأنتظر يوم السوق المخصّص، لشراء أحشاء الذبيحة بداية من لحم الرأس والماسورة، وأجزاء الفراخ والكبد والكلاوي».

فيما تقول سهى عصام من سكان بولاق أبوالعلا، وأم لثلاثة أطفال: «الأسواق الشعبية أصبحت طوق نجاة للكثيرين، وجئت إلى هنا لشراء القلاية الكهربائية حتى أستطيع توفير كمية الزيت المستخدمة فى القلى».