يحدث فى مصر الآن

أوبرا دمنهور والدكتورة لمياء زايد

يوسف القعيد
يوسف القعيد

سعدتُ بلا حدود بالخبر الذى قرأته عن أوبرا دمنهور. فلست فى حاجة للقول إننى ابن قرية الضهرية مركز إيتاى البارود من محافظة البحيرة. ووجود أوبرا بدمنهور استجابة لتاريخها الفنى والأدبى والثقافى. ومن المؤكد أن وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى تقف وراء هذه الأنشطة الأوبرالية التى تقوم بها الدكتورة لمياء زايد مسئولة العمل الأوبرالى الآن.

وأوبرا دمنهور تعنى وجود نشاط غنائى فى محافظة أمدت الثقافة العربية بأسماءٍ لا تُنسى. فمن دمنهور خرج: عبد الحليم عبد الله، والدكتور مصطفى الفقى، وعمر بطيشة، وفاروق جويدة، وأحمد حمروش، والفنان عبد العزيز مخيون، ورجب البنا، والفنان كارم محمود، ومحمد عبد المطلب، وعلى الجارم، وأحمد محرم، وعبد الوهاب المسيرى، والشيخ محمود شلتوت، والإمام محمد عبده، ورائد المسرح العربى توفيق الحكيم، والدكتور أحمد زويل الحاصل على نوبل فى العلوم، وقبلهم جميعًا نجيب محفوظ الذى أبلغنى بنفسه فى سنة رحيله أن عائلة الباشا تعود إلى مدينة رشيد، وللعلم أن اسمه بالكامل نجيب محفوظ إبراهيم عبد العزيز الباشا. وحضر إلىَّ بعض أبناء العائلة وحاولنا إقناع محفوظ بالسفر لرشيد وكان مترددًا. فلم يكن يحب السفر بطبعه، لدرجة أنه لم يسافر إلى السويد لتسلم جائزة نوبل التى جاءت لمصر مرتين لإثنين من أبناء البحيرة.

ذكَّرنى بهذا تنظيم الدكتورة لمياء زايد لحفل لأعمال محمد عبد الوهاب، والمطربة وردة على مسرح أوبرا دمنهور. أحياه المطربان الشابان: آلاء أيوب، ومصطفى سعد. وتضمَّن مختارات لعبد الوهاب ووردة الجزائرية.

وهو نشاط جيد فى مكانه وزمانه. وكنتُ أتمنى وجود محمد عبد المطلب وكارم محمود باعتبارهما من أبناء البحيرة. وأن يقدم فقرات الحفل عبد العزيز مخيون ابن أبو حُمُّص بالبحيرة. فبعد أوبرا القاهرة ثم أوبرا الإسكندرية تأتى أوبرا دمنهور فى ترتيبها الثالث. ولا ينقصها إلا نوع من النشاط الثقافى الذى يأتى بعد الموسيقى والغناء بالنسبة لأى دار أوبرا.

أوبرا دمنهور تتوسط المدينة التى تُعد عاصمة البحيرة أشهر وأكبر محافظات الوجه البحرى فى مصر بعد القاهرة والإسكندرية، والنشاط الأوبرالى لا يقتصر على الغناء فقط، لكنه يمكن أن يشمل أنشطة ثقافية كثيرة متنوعة. والبحيرة ينتمى إليها عددٌ لا حصر له من المبدعين والملحنين والممثلين والكُتَّاب والصحفيين. يمكن أن يقوموا بنشاط ثقافى.

فالمحافظة فى أمس الحاجة إليه، وفى حالة وجوده فإن مراكز البحيرة ومدنها وقراها وعزبها وكفورها يمكن أن يمتد إليها كل هذا النشاط الثقافى الذى ينعش روح الإنسان ويجعله يعيش بطريقة يحبها ويثريها ويدافع عنها.

بل إن المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة عندما عرف أننى من البحيرة حرص على أن يصافحنى ويتواصل معى لفترة طويلة.

إن البحيرة محافظة الفن والفكر والأدب عن جدارة.