الشيخ سمير البدري:احترام خصوصيات الآخرين ومراعاة حقوقهم من صميم الدين

الشيخ سمير البدرى
الشيخ سمير البدرى

الاحترام بين الناس من أهم العبادات فهو قضية جوهرية من صميم الدين والعرف، وهو ليس متروكا للأهواء فلسنا أحرارا نتعامل مع الأخرين كما نحب ونشاء، بل نحن مقيدون بضوابط شرعية وإنسانية تلزمنا بمراعاة حقوق الآخرين واحترام مصالحهم المادية والمعنوية قال الله تعالى: »وقولوا للناس حسنا» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا).. فما معنى الاحترام وكيف السبيل لامتثال هذه الخلق؟

يقول الشيخ سمير البدرى من علماء وزارة الأوقاف: الاحترام قيمة إنسانية عامة ذات أهمية وعناية فى الإسلام وفى جميع الأديان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه)، فالمسلم جعل الإسلام له مكانة كبيرة لأنه يشمل كثيرا من العلاقات الاجتماعية التى تربط المسلم بغيره من أفراد مجتمعه.

اقرأ أيضًا| روشتة الامتحانات.. البسطويسي: الأخذ بالأسباب والتوكل على الله طريق النجاح

ويضيف إذا كان المسلم مأمورا بأن يحترم أخاه المسلم فإنه أيضا مأمور باحترام الآخرين من غير المسلمين ولنا فى المصطفى صلى الله عليه وسلم خير قدوة فقد كتب إلى هرقل قائلا: (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم) فلم يدعه بأى اسم أو وصف يسىء إليه، بل أنزله المكانة التى هو فيها.

ويؤكد أن الاحترام له أشكال منها احترام الذات واحترام الوالدين واحترام المرأة واحترام المجتمع وقيمه واحترام العلماء واحترام الأمراء واحترام الآخرين من أصحاب الديانات بحفظ كرماتهم وآدميتهم .

ويوضح قائلا: من أجل أنواع الاحترام هو احترام الذات، ويقصد به الصورة الذهنية الجميلة التى يرسمها المرء عن نفسه هذه الصورة تتأثر بقوة الرسائل التى تتلقاها من الآخرين ولا شك أن الطريقة التى ينظر بها الإنسان إلى نفسه تؤثر فى كل نواحى حياته وأن عدم احترام المرء لذاته يجعل منه عدوا لنفسه .

ويشير إلى أن السبيل إلى إعلاء قيمة احترام الذات أى المرء لنفسه تكون بتقوى الله قال تعالى: »يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: لا أرى أحدا يعمل بهذه الآية فيقول الرجل للرجل أنا أكرم منك فليس أحد أكرم من أحد إلا بتقوى الله، أيضا من سبل تحقيق احترام الذات البعد عن مواطن الريب فقد جاءت الشريعة صريحة فى الحث على ترك أماكن التهم، وفى هذا دليل واضح على حرص الإسلام على حفظ كرامة الناس فعن النعمان بن بشير رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع فى الشبهات كراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا إن لكل ملك حمى فى أرضه ألا إن حمى الله محارمه ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب، هذا بالإضافة إلى عدم التطاول على الآخرين فمن تطاول على الناس تطاولت عليه، وأيضا عدم السؤال من المخلوقين، فإذا سألت فاسأل الله والاهتمام بالمظهر والنظافة الشخصية وجمال الهندام والملبس.