في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها روسيا نتيجة الضغوط الدولية المتنامية والتحديات الأمنية المتعددة في المنطقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ نحو عامين ونصف، عكف الزعيم الروسي، فلاديمير بوتين على تعزيز الهيكلية القيادية العسكرية الروسية لضمان الاستعداد الكامل لمواجهة التحديات الراهنة.
ومن بين جهود روسيا المستمرة لتعزيز الجاهزية الدفاعية، وفي إطار تصاعد الأزمة العسكرية بين البلدين، قرر بوتين اتخاذ خطوة استثنائية بإقالة وزير الدفاع سيرجي شويجو، إلا أن اللافت في الأمر هو اختياره شخص لم يتولَ أي منصب عسكري من قبل لتولي رئاسة وزارة الدفاع الروسية ليكون ذراع بوتين الجديدة، فمن هو هذا الرجل؟
«أندريه بيلوسوف».. وزير دفاع بخلفية اقتصادية
ووفقًا للكرملين، أتى مقترح تعيين أندريه بيلوسوف، من قبل القيصر الروسي، في أحد أقوى المناصب في الدولة بهدف جعل وزارة الدفاع مفتوحة على التجديد والأفكار الرائدة.
وكان بيلوسوف، يشغل منذ عام 2020 منصب نائب الأول لرئيس الوزراء الروسي، وقبل ذلك كان وزيرًا للتنمية الاقتصادية في الفترة من 2012 حتى 2013.
وبعد تخرجه من كلية الاقتصاد بجامعة موسكو الحكومية في عام 1981 بتقدير شرفي، بدأ بيلوسوف رحلته الاقتصادية الطموحة كباحث متدرب، حيث عمل كباحث متدرب ثم ترأس عددًا من المختبرات، مما جعله يحظى بسمعة طيبة في الأوساط الروسية ويصبح مستشارًا لعدد من الوزراء.
وفي عام 2006، بدأ بيلوسوف فصلاً جديدًا في سيرته الذاتية بالتحول إلى الخدمة العامة بدعوة من وزير التنمية الاقتصادية في الاتحاد الروسي آنذاك، وتولى منصب نائبه، وانتقل تدريجيا في الحكومة الروسية حتى أصبح وزيرًا للدفاع بتعيين من الرئيس الروسي.
من جانبه، تم تعيين سيرجي شويجو في منصب جديد كسكرتير لمجلس الأمن الروسي بدلا من نيكولاي باتروشيف الذي تمت إقالته، وسيشغل أيضًا منصب نائب الرئيس الروسي في اللجنة الصناعية العسكرية، حيث سيشرف على المجمع الصناعي العسكري الروسي، وفقًا لشبكة "العربية" الإخبارية.
وعلى الرغم من عدم خدمة بيلوسوف في الجيش الروسي أو توليه أي منصب عسكري سابقًا، إلا أن تعيينه يأتي في سياق تحديات اقتصادية واجتماعية بارزة تواجهها روسيا، خاصة في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والتحديات المرتبطة بها.
اقرأ أيضاً| روسيا تدين استخدام قيود مجلس الأمن للتدخل في شؤون الدول الأفريقية
بذلك، يعكس تعيين بيلوسوف كوزير للدفاع ذو خلفية اقتصادية ربما ملاءمة للظروف الحالية التي تواجهها روسيا، حيث تستمر الحرب وتحتاج موسكو إلى استراتيجيات اقتصادية قوية لمواجهة التحديات المتزايدة.
