بعد نجاح المداح 4 .. حمادة هلال : انا الشاطر حسن l حوار

حمادة هلال
حمادة هلال

عمر‭ ‬السيد

على الرغم من تعدد تجاربه الدرامية التي امتدت لسنوات، قدم خلالها العديد من الأعمال الناجحة، بداية من “ولي العهد” و”طاقة القدر”، مرورا بـ”قانون عمر” و”ابن أصول”.. يعترف حمادة هلال أنه لم يجد ضالته الفنية، كما لم يشبع طموحه الدرامي مع أي من هذه الأعمال، بنفس القدر الذي حققه خلال رحلته المثيرة مع “المداح”، والتي استمرت لـ 4 سنوات، قدم فيه 4 أجزاء متتالية من نفس العمل.. إذ يرى أن “المداح”، “وضعه في منطقة مختلفة”، مبررا تمسكه به بأنه “ذو طبيعة فنية مميزة، وبعيد كل البعد عما اعتاد تقديمه أو منافسيه خلال  سباقات الشهر الفضيل”، كما لم يخف تأثره الشديد بتجربته مع هذا العمل، إلى حد تمنيه أن تكون عودته للساحة السينمائية - التي هجرها منذ سنوات - بعمل يمتلك نفس خصائصه.. فيما يلي يكشف لنا حمادة هلال عن المزيد من أسرار و تفاصيل تجربته مع “المداح”، وأيضا سر تمسكه الشديد بهذه التجربة، كما يحدثنا عن مفاجأته الغنائية خلال الموسم الصيفي لهذا العام، وقبلته السينمائية الجديدة.. كل هذا وأمور أخرى عديدة يحدثنا عنها خلال السطور التالية.

في البداية، كيف وجدت ردود الأفعال حول تكرار تجربتك مع مسلسل “المداح” للعام الرابع على التوالي؟

منذ الحلقات الأولى شعرنا جميعا كفريق عمل للمسلسل برد فعل أكثر من جيد من الجمهور، وأحساسنا بإقبالهم وتقبلهم لفكرة الجزء الرابع، وما تضمنه من أحداث، ولا أنكر أن هذا الأمر كان يقلقني كثيرا، خاصة إن كل أسطورة من أساطير “المداح” التي عرضت في الأجزاء السابقة، كانت تتضمن فكرة وطبيعة أحداث متغيرة عما قبلها، لكن ردود الأفعال الأولى كانت مبشرة بدرجة كبيرة، زاد معها حماسنا خلال تصوير باقي الحلقات، ورفعت عنا الكثير من الضغوط، وبالتالي وفرت لنا قدر أكبر من التركيز والأريحية أثناء التصوير.

 هل شعرت باختلاف وزيادة في حجم النجاح لهذا الجزء مقارنة بالأجزاء السابقة؟

بالطبع، وهذا الأمر لم يحدث مع الجزء الرابع فقط، فمنذ بداية رحلة “المداح” ونحن جميعا نلاحظ أن كل جزء نقدمه من العمل يزيد من نجاحه بقدر أكبر من نجاح الجزء الذي سبقه، لدرجة أننا ومع كل جزء كنا نفاجأ بمستوى من النجاح والانتشار كان يفوق كل توقعاتنا بكثير، وهذا ما حدث بدرجة أكبر مع الجزء الرابع من العمل، وهو شيء أحمد الله عليه، وأشكر الجمهور عليه كثيرا.

 ما تعليقك على حالة الجدل الواسع التي أثيرت بين الجمهور حول هذا الجزء، بداية بـ”ترنيمة الجن” ومرورا بمحاولة البعض ربط ما جاء فيه بأمور وأسرار كونية عديدة منها “المسيح الدجال” و”بوابات العالم الآخر”.. وغيرها؟

تفاجأت كثيرا من هذا الأمر، خاصة مع كثرة الحديث عن “ترنيمة الجن”، التي هي في الأساس جزء من المقطوعة الموسيقية التي وضعها الملحن كريم عبد الوهاب كموسيقى تصويرية للعمل، “وهو ما ينفي وجود أي صلة لها بالجن”، وإذا كان الأمر هكذا لكنا أول من تضرر من تقديمها، وكذلك بالنسبة لموضوع “البوابات”، التي لم نرد من تقديمها خلال المسلسل أن تستخدم كدلالة رمزية أو للإشارة لشيء كما قيل، فقط هو خيال المؤلف الذي أتى بها ضمن الأحداث لخدمة السياق الدرامي، ليس أكثر.

 هل تتفق مع من يرون أنك دخلت مع “المداح” مناطق شائكة أرهقت معك المشاهدين خلالها، حتى وإن كان ذلك بدافع إثارة شغف وفضول الجمهور؟

على العكس تماما، فمن المعروف أن المشاهد يبحث  دائما عن الأعمال التي تتضمن تنوع وثراء بشكل دائم في الأحداث، فضلا عن قدر من  الغموض والتشويق، تلك الأعمال التي تستهوي المشاهد بدرجة كبيرة، وتضمن إرتباطه بها من البداية حتى النهاية، لكن المهم أن تصاغ هذه الأحداث بحرفية ومهارة شديدة، كي لا تجعل المشاهد ينفر منها، أضف إلى ذلك أن طبيعة المسلسل هي التي فرضت وأوجبت علينا هذا التعدد في الأحداث وتشعبها، ولولا هذا التنوع لما شاهده الناس من الأساس، وفي النهاية هدفنا كان تقديم عمل جيد ومتكامل يليق ويحترم وعي المشاهد، لذا كنا حريصين على أن نستوحي أحداثه من قضايا ومشكلات مرتبطة كليا بواقع الناس، وأن نقدم لهم خلالها عظة وعبرة دون أن ننتصر لأفكار الدجل والشعوذة التي باتت منتشرة في أوساط كثيرة.

 أي عمل فني يسعى لطرح بعض الرؤى ومزيد من التساؤلات التي عادة ما يحث خيال المشاهد للإجابة عنها.. فما الرؤية التي أردت تأكيدها مع إستمرارك في تقديم “المداح” على مدار أربعة أجزاء؟

“المداح” بالنسبة لي أقرب لأعمال “ألف ليلة وليلة”، فهو يعتمد بشكل أساسي على فكرة الصراع الأزلي، وبصوره المتعددة بين الخير والشر، ويحوي قدر مشابه من الخيال والحديث عن الأساطير والأسرار الكونية التي لا حصر لها، لكن برؤية ومنظور هذا العصر، وبأحداث مرتبطة بواقع الجمهور في الوقت نفسه، وفي رأيي الشخصي أنه كلما كانت أساطير أو  حكايات “المداح” مكتوبة بحبكة درامية قوية، وأحداث أكثر تنوعا وإرتباطا بواقع الجمهور، كلما كنت راضيا عنها، وكانت التجربة أكثر متعة وشغفا بالنسبة لي.

 لكن قد يبدو من إستمرارك في تقديم “المداح” بأجزائه الأربعة، إنه استثمار لهوس وفضول الجماهير بعالم الجن والغيبيات.. ما تعليقك على ذلك؟

بالطبع، فكرة إرتباط وبحث الجماهير الدائم عن هذه الأمور، هو حقيقة وأمر متعارف عليه، لكن ما أود توضيحه إنه لا علاقة بين إستمرارية “المداح” وبين هذا الأمر، فـ”المداح” بالنسبة لي عمل ذو طبيعة درامية مختلفة عن سائر الأعمال التي تقدم خلال الموسم الرمضاني، وبالتالي يضمن لي بشكل شخصي الظهور في قالب درامي مختلف عن سائر الأعمال التي تقدم ضمن مواسم الشهر الفضيل، ومختلف أيضا عما كنت أقدمه من قبل خلال تجاربي الدرامية السابقة، كما إنه يحتمل تقديم ألوان وفنون غنائية أحبها وأفضلها على المستوى الشخصي، كالذكر والمديح، لذا أعتبره الاختيار الأفضل لي خلال الشهر الفضيل، أضف إلى ذلك إنه مع النجاح الكبير الذي حققه العمل خلال الأجزاء الأولى منه، جعل له مكانة عند المشاهد، وكأنه “براند” إعتاد عليه الجمهور ونال إعجابه، وأصبح ينتظر منه المزيد.

 بعد إستمرارية ونجاح لـ4 سنوات.. هناك من يرون “المداح” بمثابة أيقونة لدراما الرعب في الوطن العربي.. كيف تنظر لهذا الأمر؟

بالطبع شيء يشرفني وأحمد الله عليه كثير، لكن هذا النجاح ليس بمجهودي الفردي، هناك أناس كثر تعبوا وبذلوا الكثير مع “المداح” على مدار السنوات الماضية، بداية من المخرج أحمد سمير فرج، والمؤلفين وليد أبو المجد وأمين جمال وشريف يسري، والمنتج صادق الصباح وإسلام الدخاخني، ومن قبلهم المنتج إسلام المرسي، الذي تعاونت معه في الجزئين الأول والثاني من “المداح”، إضافة لجهد ورؤية قناة “MBC” التي آمنت بالعمل واهتمت به ومنحته فرصة عرض جيدة خلال السنوات الماضية.

 هناك اختلاف واضح ظهر على أدائك في العديد من مشاهد هذا الجزء، فبدى معه “صابر” أكثر هدوءاً وثقة طوال الأحداث.. هل جاء ذلك نتيجة لإلمامك الزائد بتفاصيل الشخصية، بحكم إعتيادك عليها خلال الأجزاء الثلاثة الماضية؟ أم ماذا؟

حاولت في كل جزء من أجزاء العمل السابقة أن يكون هناك اختلاف ولو بسيط في أدائي لشخصية “صابر”، طبقا لطبيعة الأحداث وتغيرها بكل جزء، مع الوضع في الاعتبار التغيرات الطبيعية التي قد تطرأ على الشخصية بحكم التسلسل الزمني من جزء لآخر، من حيث ردود أفعاله في المواقف والمفاجأت واعتياده وتمرسه على طبيعة عمله، وكم الصراعات التي خاضها خلال الأجزاء السابقة، والتي من المفترض أن تزده نضجا وثقة في تعاملاته مع من حوله، وقد يكون ذلك هو العامل الرئيسي وراء تطور أدائي في تقديم الشخصية، إلى جانب اعتيادي عليها بالطبع، كونه كان سبب في إلمامي بجميع تفاصيلها.

 بنفس قدر الصراع والمنافسة التي دارت بين “صابر” و”سميح” خلال أحداث هذا الجزء، جمعتك بالفنان فتحي عبد الوهاب خلال المشاهد التي دارت بينكم في العمل، مباراة تمثيلية بالتأكيد لم تكن سهلة.. كيف كانت أجواء وكواليس هذه المباراة، لا سيما أنه التعاون الأول بينكما؟

أجاب بحماس: “كانت في غاية المتعة”، بصراحة فتحي عبد الوهاب كان مكسب كبير جدا لـ”المداح” في هذا الجزء، ولا أحد ينكر ذلك، فهو فنان كبير ويتمتع بقدرات تمثيلية رهيبة، لذا وقوفي أمامه خلال المشاهد التي جمعتنا بالعمل أمتعني على المستوى الشخصي، فضلا عن أنه زاد من ثقل هذه المشاهد، وجعلها تمر بأسهل ما يكن، لذا كواليس العمل كلها كانت ممتعة وهادئة على عكس ما كانت تظهره الأحداث.

 ماذا عن مشاركة نجلك يوسف بالعمل؟ وكيف جاءت؟

الأمر أشبه بمفاجأة بالنسبة لي، ففي بداية الأمر كنت رافض لفكرة مشاركته، إلى إن فوجئت به وقد تحدث مع المخرج أحمد سمير فرج، وأتفقا على أن يعد له اختبار أمام الكاميرا بعد أن وعده أنه إن نجح في هذا الاختبار سيقنعني بمشاركته وتقديمه للدور، وبالفعل حدث، وفوجئت بالمخرج أحمد سمير يخبرني برغبته في تواجد يوسف معنا بالعمل وتمسكه به.

 لماذا كنت ترفض مشاركته بالعمل؟

لست دكتاتوريا ولم اقصد التحكم في موهبته ورغباته، لكن كنت أود أن ينتظر قليلا لخوض هذه الخطوة، فلديه دراسته التي من الأفضل أن ينهيها، ثم يفكر في أي شيء آخر يريده، بالإضافة أنني كنت أخشى عليه من تقديم هذا الدور تحديدا، لأنني منذ أن قرأت سيناريو العمل كنت أشفق على الطفل الذي سيقدمه.

 هل تعني مشاركته معك بالعمل أنك ستترك له الفرصة في إحتراف التمثيل مستقبلا؟

إن أراد ذلك فلن أمنعه، لأنني مؤمن بأهمية أن يحب الشخص منا ما يعمل، لكن قد أنصحه بضرورة تأجيل العمل لحين الإنتهاء من دراسته أولا، الحياة مراحل، ولكل مرحلة أولوياتها، كما أن اهتمامه بالعمل في هذه المرحلة قد يضر بمستقبله الفني ولا يفيده، فمن الممكن أن يتقبله الجمهور ويعتاد عليه وعلى أدائه وهو في هذه المرحلة العمرية، ويحصرونه بها بمرور الوقت، وتحديدا حينما يصل لمرحلة الشباب، ومع تغيير ملامحه وشخصيته، يتبدل الأمر تتراجع نسبة قبول الجمهور له، وللآسف هذا ما تعرض له كثيرون من الأطفال حينما بلغوا مرحلة الشباب، وهو ظلم كبير لموهبته أخشى أن يتعرض له.

 وماذا عن شقيقته.. هل تمتلك نفس الموهبة أيضا؟

“راما” تتمتع بخامة صوت جيدة، لكن لم نفكر في الكشف عن موهبتها في الوقت الحالي. 

 نعود للحديث عن كواليس التصوير.. ما حقيقة تعرضك للإصابة أثناء تصوير أحد المشاهد؟

مراحل التصوير جميعها مرت بسلام، رغم أن أغلب المشاهد كان بها قدر لا بأس به من الخطورة، خاصة التي تضمنت قفزات في الهواء أو إرتطام بالأرض، لكن تمت بسلام، ولم ينتج عنها سوى بعض الكدمات التي لا ترتقي لمستوى إصابة.

 إخترتم لـ”المداح 4” نهاية تبشر بإحتمالية وجود جزء خامس للعمل، هل تنون ذلك؟ وهل هناك خطوط عريضة لملامح هذا الجزء؟

هذا صحيح، وهو أسلوب إعتمدنا عليه في نهاية كل جزء من الأجزاء الثلاثة السابقة من العمل، لكن حتى الآن هذه الجزئية مازالت لم تحسم بعد، قد يكون هناك جزء خامس وربما لا، الأمر كله متوقف على الفكرة التي يمكن أن نقدمها وتحتمل مد العمل لجزء آخر، إن وجدناها بالتأكيد سيكون هناك جزء جديد من العمل، ولا أخفي عليك أنني أتمنى أن يحدث ذلك.

 قد يكون من الصعب التواجد بنفس القدر على مستوى السينما والدراما، لكن ألم تشعر بالحنين إلى السينما، خاصة إن آخر تجاربك معها كانت من خلال فيلم “شنطة حمزة” عام 2017؟

بالطبع لدي حنين كبير للسينما، لكن أمامي مشكلتين قد تحكمان عودتي للسينما بالفترة الحالية، الأولى أن الحركة السينمائية شهدت تغيرات كبيرة بالسنوات الأخيرة، وهو ما قد يصعب من مهمتي في العثور على العمل الجيد والمناسب لهذه التغيرات، والثانية أنني أتمنى أن تكون عودتي للسينما بعمل ذو طبيعة وفكرة مختلفة عما يقدم بالفترة الحالية، عمل على شاكلة “المداح” له فكرة وطابع خاص يجعلني في منطقة انفرد بها وحدي.

في العام الماضي صرحت إن هناك مساعي لتقديم جزء ثاني من فيلمك الشهير “حلم العمر”، هل لا يزال هذا المشروع قائم؟

هذا صحيح، فقد كنت ومازلت أتمنى تنفيذ هذا المشروع، لكن للأسف حتى الآن الأمور لم تتضح  بشأن تنفيذه من عدمه.

نحن على أعتاب استقبال الموسم الصيفي لهذا العام.. ماذا عن نشاطك كمطرب خلال هذا الموسم؟

لدي أكثر من فكرة ومشروع غنائي جديد من المقرر أن نبدأ في تنفيذها خلال الفترة المقبلة، وأتمنى أن يحالفني الحظ من خلالهم بالظهور بمستوى جيد وقوي خلال الموسم.

اقرأ أيضا : حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة

;