قلم على ورق

بدون سابق إنذار

محمد قناوي
محمد قناوي

لا شك أن نجاح العمل الدرامى يعتمد فى المقام الأول على مدى جودة النص والسيناريو المحكم الذى يتم البناء عليه لكل العناصر الفنية من تمثيل وإخراج.. إلخ، ويمتلك مسلسل «بدون سابق إنذار» الذى عرض على شاشة رمضان فى 15 حلقة فقط وانتجته المتحدة للخدمات الإعلامية هذه العناصر للنجاج، فقد جذبنى المسلسل لمتابعة أحداثه منذ الحلقة الأولي  بعد أن قدم نموذجا للبناء الدرامى المتكامل والأحداث المتصاعدة، وبعد انتهاء رمضان قررت إعادة مشاهدة المسلسل مرة أخرى على منصة WACH IT ، بعيدا عن حالة الزخم التى تميز بها الموسم الرمضانى الماضى، وذلك لعدة أسباب، أولها أن العمل يناقش قضية خطيرة يمكن أن تؤدى لاختلاط الانساب وهى تبديل الأطفال حديثى الولادة فى المستشفيات، ثانيا: مناقشة المسلسل لقضية التفكك الأسرى وتأثيرها على الأطفال الذين يمثلون المستقبل، أما السبب الثالث تناول المسلسل للعلاقات الأسرية والتى تتعرض لهزات عنيفة يمكن أن تؤدى إلى تدمير الأسرة فيقدم المسلسل رؤية خاصة لهذه العلاقات كما يؤكد المسلسل معنى الصداقة وأهميتها فى حياتنا.

تنطلق أحداث «بدون سابق إنذار» من خلال زوجين مروان «مهندس» - آسر ياسين - والزوجة «ليلى» - عائشة بن أحمد، أمام إخصائى علاقات أسرية يحاولان الوصل إلى حل لتأزم علاقتهما بعد أن تدهورت ووصلت لنفق مسدود، ومحاولاتهما إصلاح هذه العلاقة ، ولكن أحداث المسلسل تأخذنا لمنعطف صادم وخطير حينما يكتشف الزوجان اصابة ابنهما الوحيد «عمر» بسرطان الدم وعندما يحاولان علاجه من خلال أحد أقارب الدرجة الأولي، يصدمان بأن الطفل ليس من صلبهما، وأنه تم تبديله فى المستشفى بعد ولادته مباشرة وتتصاعد الأحداث فى رحلة البحث عن الإبن الأصلى، وفى نفس الوقت عدم تخليهما عن علاج الطفل الذى قاما بتربيته كل ذلك من خلال دراما انسانية متصاعدة تحمل توقيع الكاتبة «ألما كفارنة» وسيناريو وحوار «سمر طاهر وعمار صبرى وكريم الدليل» والإخراج لهانى خليفة الذى يجيد صناعة هذه النوعية من الدراما الإنسانية على شاشة السينما أو التليفزيون.

يناقش المسلسل مشكلات أخرى قد يرى البعض انها جانبية ولكن بنظرة فاحصة نجدها تصب فى القضية الاساسية للعمل مثل لجوء صديقة «ليلى» التى تأخر سن زواجها إلى تجميد بويضاتها لحين العثور على الشريك المناسب ، ونجد حالة شقيق «مروان، حسن» - أحمد خالد صالح - وهو شخص متهور وفاشل فى مشاريعه وبسبب اندفاعه يطلق زوجته دون النظر لمصير أولاده، وشخصية عم «مروان وحسن» - فتوح أحمد - الطامع فى ميراث أبناء شقيقه من أرض تركها فى حوزته.

فى النهاية: بدون سابق انذار دراما عائلية بامتياز تناقش قضايا  تهم الاسرة بعيدا عن مسلسلات العنف والبطجة التى انتشرت قبل عدة سنوات.