عاجل

ضوء أحمر

وزارة الثقافة تهدم ثوابت الأديان.. فى «الهناجر»..

مساء الاثنين 25أغسطس الماضي؛ نظم قطاع الانتاج الثقافى ندوته الثقافية الشهرية؛ وقد دعا القطاع؛ أحد الدعاة الجدد فى مجال التنمية البشرية تحت عنوان : الشخصية المصرية والبحث عن السعادة؛ وهو د.أحمد عمارة. وبداية لا أعرف درجة الدكتوراة فى أى مجال. وحيث إن الأشخاص فى ذاتهم ليس مقصد الحديث؛ ولكن المنتج الثقافى الذى يتم ترويجه بين صفوف الشباب؛ والادارة فى توصيله لبعض من العاملين فى الوزارة بقصد أو بدون؛ بحسن نية أو بسوء؛ هو الهدف فى التقييم. وقد سبق ان نبهت لندوتى الأخلاق فى «الهناجر وطاز»؛ والتى تم اختزال القضية فى البعد الدينى فحسب؛ وأشرت إلى أنه لولا أن الحديث كان فى شهر رمضان؛ لما مررت الموضوع بسهولة ؛ لأن الأخلاق لايتوقف تناولها على الوعظ؛ ولكنها قضية مجتمع شاع فيه الفساد الأمر الذى يستلزم تناولها من زوايا مجتمعية (سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ودينية) وإلا اعتبر ما يحدث تزييفا للوعى العام. ولذلك فإن التقييم العلمى للندوة يتأتى من خلال فكرة الموضوع والضيوف وكيفية تناوله والتى تظهر فى الأسئلة والحوار والاعداد والمفترض أن يكون فى ضوء رؤية متكاملة تعكس دور الوزارة فى اشاعة منظومة ثقاقية معينة.أما الذى يتم؛ فهو خال من الرؤية والبرنامج الشامل؛ ومن الضيوف الملائمين؛ ومن الإعداد المتخصص..الخ.
المهم.. أنه قد سبق لى حضور لقاء فى «طاز» منذ أربعة أشهر تقريبا للدكتور عمارة ذاته؛ ووجدت أنه يدس السم فى العسل بأفكار غريبة وصلت إلى التشكيك فى الحكم الحالى وبطريقة مريبة؛ وبعد الندوة نبهت مقدمة اللقاء؛ فقالت: مافيش حد حيلفت نظره ده!! وكان الحضور محدوداً.
والمهم أيضا أنه لم تمض عدة شهور؛ إلا وتمت استضافته مرة أخرى فى وزارة الثقافة؛ ولكن فى «الهناجر» التابع لقطاع الانتاج الثقافى ووسط حضور لافت للنظر؛ وجميعهم من الشباب الصغير المراهق الباحث عن السعادة!! وعدد محدود من الكبار لا يتعدى أصابع اليد الواحدة الذى امتعض أغلبهم وخرجوا محتجين على الأفكار التى يبثها د.عمارة فى كلامه الذى يأخذ الطابع التمثيلي؛ مثل الدعاة الجدد الذين ربما لم يقرأوا، ولا يفقهون شيئا ويسهمون فى تخدير الناس والشباب خصوصا، وهذا هو الأخطر، فالذى قاله داعية التنمية البشرية؛ أن واقعة رؤية سيدنا ابراهيم بذبح ابنه اسماعيل؛ غير صحيحة ولا هى منطقية؛ وأن ماقام به سيدنا ابراهيم من نفسه؛ وليس من الله؛ لأنه ليس معقولا أن نصدق أن ربنا أمر سيدنا ابراهيم بذبح ابنه؛ وأن الكلام ده لا يعقل أو يصدق !! ومن المؤكد أن هذه الواقعة ثابتة فى كل الأديان فى القرآن مثل الانجيل؛ مثل التوارة؛ لأن سيدنا ابراهيم أبو الأنبياء؛ ومن ثم التشكيك فيه وفى الواقعة يعتبر هدما لثوابت دينية مشتركة؛ ومدعاة للفتنة؛ ورسالة سلبية للشباب الذين حضروا؛ وتكررت مرتين فى ذات اليوم. وقد قرأت على بعض المواقع أن عددًا كبيرًا من الشباب الحاضر الذين حضروا فى أتوبيسات منظمة من أماكن محددة؛ من جماعات عبدة الشيطان؛ فهل تقوم الوزارة المعنية بالثقافة بالترويج لهذه الأفكار وتبليغها للشباب؟! وأصبحنا فى سياق ندوتى الأخلاق فى شهر رمضان ( سلفيين!!)؛ وفى سياق ندوة السعادة الوهمية( عبدة الشياطين وهادمى ثوابت الأديان)!!كما أنه أشاع فكرة للحصول على السعادة؛ هى عدم المطالبة بالحقوق؛ لأنهم سيكونون تعساء؛ كل من يطالب بحقوقه؛ وهى دعوة خبيثة لاستسلام الشباب؛ وضياع الحقوق؛ والثابت أنه لا يضيع حق وراءه مطالب. وبالتالى فهى محاولة لزرع الضعف والاستسلام والخنوع فى نفوس الشباب؛ على عكس الثوابت التى تحض على غير ذلك ؛ من اصرار على العمل والسعى للرزق والاصرار على الحق.
كما شكك فى الجنة الموعودة بقوله ان الجنة التى وعد الله بها موجودة بالدنيا التى نزل إليها سيدنا آدم للأرض. ثم شكك فى نصوص دينية تؤكد أن الأنبياء وخاصة سيدنا محمد كان فقيرا؛ بل قال إنه كان من الأغنياء؛ وتناسى النص القرآني؛ (ووجدك عائلا فأغني) سورة الضحي- آية 8..
-لقد أوجزت فى عدة نقاط؛ ولكنه لقاء ملئ بالمغالطات ويحمل رسائل سيئة؛تهدم ثوابت الأديان؛ وتم تمريرها تحت لافتة وزارة الثقافة.ونبهنا للكثير..والمسئولية تقع على الوزير؛ وأن الباحثين عن الشهرة من خلالكم يحققون أهدافا شخصية لكنهم يساهمون فى تدمير خلايا وأعصاب المجتمع خاصة الشباب ويزرعون التشكيك فى الثوابت؛ وهو أمر خطر؛ يحتاج إلى مراجعة؛ ويلح علينا جميعا بضرورة انتاج رؤية ثقافية متكاملة تعكس مشروعا وطنيا حقيقيا؛ وإلا فتوقعوا الكارثة واستمرار بؤر الفساد الجديدة فى داخل وزارة الثقافة ولهذا حديث آخر. ومازال الحوار متصلا.