احتراما للقضاء.. وشجاعة الاعتذار لرئيس جامعة بنى سويف

ضوء أحمر

كتبت مقالا فى جريدة المصرى اليوم منذ ثلاث سنوات تقريبا حول ضرورة تطهير الجامعات من الإخوان (رؤساء الجامعات ونوابهم والعمداء..إلخ) فى إطار ثورة 30يونيو. وتضمن المقال عدة رؤساء جامعات؛ وهم :الاسكندرية والمنيا وبورسعيد والسويس؛ وكفر الشيخ وبنى سويف؛ وأسوان؛ والأخير كانت المعلومات قد وصلتنى من الجبهة الشعبية لمجابهة الإخوان فى الاسكندرية بقيادة أ. محمد سعد وآخرين. إلا أننى اكتشفت أن المعلومات مغلوطة؛ فطلبت منهم التأكد بالذهاب إلى رئيس الجامعة وزيارة أسوان للتأكد؛ وكان الاتصال واضحا من رجل مهذب أكد عدم سلامة المعلومات واعتذرت له وأصبحنا صديقين منذ تلك اللحظة وحتى الآن.وثبت أن رؤساء جامعات المنيا وبورسعيد والاسكندرية؛ إخوان بالفعل وتمت إقالتهم إبان فترة م.ابراهيم محلب (رئيس الوزراء السابق) والتقى بى؛ قبل وبعد عزلهم وأشرت له على الباقين وهم رؤساء جامعات السويس وكفر الشيخ وبنى سويف. وقد تقبل رئيس جامعة السويس أ.د. ماهر مصباح؛ الكلام بصدر رحب ومضى يعمل فى صمت دون تعليق أوهجوم على شخصى وهو زميلى كنا ننتمى إلى جامعة واحدة هى جامعة قناة السويس قبل انفصال جامعتى السويس وبورسعيد.
وكان الأجدر بى أن أجامل كلا من هذين الرئيسين؛ لو كان هذا طبعى. إلا أن رئيس جامعة كفر الشيخ مكث يرد على بالهجوم واجتماع مجلس العمداء وإصدار بيانات ضدي؛ ومحاولة أشاعة اتهامات على كاذبة داخل الجامعة وفضلت عدم الرد عليه؛ وأبلغت رئيس الوزراء ووزير التعليم بتجاوزاته؛ وصمت عليه بعد ذلك عندما رأيت الدولة تجدد له؛ وهذا يعنى أنها مقتنعة به!!
-أما رئيس جامعة بنى سويف؛ فلم يسكت واعتبر الأمر شخصيا؛ وتقدم لوزير التعليم العالى بمذكرات ضدى؛ وصدر قرار المجلس الأعلى للجامعات فى عهد وزير سابق؛ بإحالتى للتحقيق بعد عزل رئيس جامعة بورسعيد الإخوانى !! وهى محاولة ترهيب وتخويف!!انتهت بالفشل. إلا أنه واصل المسيرة برفع دعوى قضائية وطرح محاميه الصلح وتدخل رئيس جامعة أسوان؛ ولم أمتنع ؛ ولكن المحاولات لم تتواصل. المهم أن القضية انتهت إلى حكم ضدى بالسجن والغرامة من محكمة الجنايات وأنا الآن رهن الدولة والإجراءات القانونية فى قضية سب وقذف؛ ولدىّ الاستعداد التام لتنفيذ الحكم حال كونه يصبح نهائيا احتراما للقضاء والقانون. والحمدلله أنها ليست قضيه مشينة ماسة بالشرف والنزاهة وهى قضيه رأى؛ولى معها سوابق كثيرة انتهت بحمدلله إلى لاشئ.
وحيث إننى قد أشرت فى مقال لى أن هناك رؤساء جامعات ينتمون للإخوان؛ وليس رئيس جامعة بعينه؛ كان الأمر يستلزم التصويب؛ وانتهى الموضوع مثلما حدث مع رئيس جامعة أسوان المحترم.لكن الكيد الشخصى استمر؛ حتى وصل للقضاء من جانب هذا الرئيس وصدر حكم ضدى؛ أتقبله بصدر رحب احتراما للقضاء.
فقد فحص القاضى الأمر؛ وثبت أن الأدلة لدينا محدودة بشأن انتماء رئيس جامعة بنى سويف للإخوان؛ وهذا تقدير المحكمة؛ ولها كل الاحترام. وإزاء ذلك الحكم فإننى أتقدم باعتذارى من منطلق شجاعة الاعتذارللزميل بحكم أننا ننتمى إلى مهنة واحدة؛ إلى أ. د. أمين لطفى؛ ليس إلى شخصه فحسب؛ ولكن للرأى العام الذى يثق فى قلمى وعهدى معه أن أكون أميناحتى لو دفعت ثمن كل كلمة اكتبها. أعتذرللقارئ على أننى قدمت له معلومات رآها القضاء أنها غير كاملة؛ أو لاتصل إلى حد تأكيد انتماء إلى فصيل الإخوان؛ لشخص هو رئيس جامعة؛ بينما أؤكد للقارئ أن بقية المعلومات كانت صحيحة والدليل عزل ثلاث رؤساء جامعات إخوان؛ ينتمون لهذه الجماعة الإرهابية. ولرئيس الجامعة أن يقبل الاعتذار أو لا يقبله وهذا حقه؛ لكن مع اعتذارى له أؤكد أن الخلاف غير شخصى؛ ولا يحمل مكيدة شخصية وإنما على خلفية الانتماء لجماعة أختلف معها سياسيا؛ ومع كل من ينتمى إليها. ومادام الاحتكام إلى القضاء أنتج حكما يتضمن عدم دقة بعض مانشرت ؛ فإنه وجب الاعتذار لرئيس الجامعة وللرأى العام احتراما للقضاء؛ والله الشاهد. ومازال الحوار متصلا.