الحياة إرادة

الوزارة فى المغارة

أتصور لو أن العملاقين الراحلين أحمد رجب ومصطفى حسين رحمهما الله كانا على قيد الحياة الآن لأعادا رسم تحفتهما الشهيرة فى فن الكاريكاتير الساخر الوزارة فى المغارة، وأتصور أن ريشة مصطفى حسين كانت سترسم فكرة أحمد رجب لصورة الوزراء وهم داخل مغارتهم الحجرية التى تتوسطها كتل صخرية ضخمة وخلف كل حجر يختفى وزير يختلس النظر إلى زميله فى حالة تحفز، وأبرزهم سيكون وزيرا الإسكان والكهرباء وهما يتبادلان النظر بغيظ شديد من خلف الصخور وكل واحد منهما يتوعد الآخر بعد أن نشرت الصحف خبرا عنوانه - الكهرباء والمياه تتبادلان قطع الخدمات - وورد فى الخبر الذى نشرته بالتفصيل جريدة المصرى اليوم على لسان مسئولين فى الكهرباء طلبوا عدم نشر أسمائهم أن الوزارة اتخذت بالفعل خطوة قطع التيار الكهربائى عن بعض المنشآت الإدارية التابعة لشركة المياه فعاملتها شركة المياه بالمثل وقامت بقطع المياه عن عدد من المنشآت التابعة لوزارة الكهرباء وأشارت نفس المصادر إلى أن سبب قطع الخدمات كان لعدم سداد الفواتير، وأتصور أن ريشة مصطفى حسين كانت ستجسم فلاح كفر الهنادوة وهو يفترش الأرض أمام كرسى المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء بطاقيته وكوفيته الشهيرة يستعطفه ويقول له : سايق عليك النبى يا شيخ لتتعب وتقوم معايا لحد الجماعة دول نصلح بينهم دول برضه ولادنا واخوتنا والضفر ما يطلعش من اللحم، وبرضك ما يصحش يعضوا فى بعض قدام الناس الغلابة ويا بخت من وفق راسين فى الحلال، وبعدين يا بيه افرض ان الباقيين عملوا زيهم وقام بتاع الماليه حاش الفلوس عن بتوع النقل علشان بيخسروا وبتوع النقل كبرت فى دماغهم ووقفوا المترو والقطرات والاتوبيسات عشان بتوع الشرطه بيركبوا ببلاش قامت الشرطة ساحبة عساكرها اللى بيمسكوا النشالين والحرامية وبتاع البترول حاش الجاز والبنزين والغاز لحد ما ترفعوا الدعم عنها قام بتاع الصحة مسلط رجالته ما يعالجوش بتوع الأوقاف لأنهم ما بيدعوش للوزير فى خطب الجمعة وكمان الخطبا بيدعوا على الوزارة عمال على بطال وأكم بقى غيرهم هيعمل إيه، وحياة النبى يا شيخ ما انت كاسفنى، قوم بقى معايا دى الوقت وقعدهم مع بعضهم يمكن ربنا يهدى الحال وبعدين احنا فى أيام مفترجة برضه، قوم بقى خلى الناس تعيد وتنبسط لحسن دا الجماعة دول اللهم احفظنا زعلهم وحش أوى على الغلابة.. قوم بقى ربنا يكفيك شر الضلمة والعطش ويجعله عامر.