< حركة العقل هى أجمل حركة فى الحياة وهى تأتى بالقراءة ثم بالحوار مع من تجد أنهم سوف ينشطون عقلك
كل سنة وانتم طيبون.. الحمد لله رمضان عدى على خير وهل العيد ولكن كان آخر حوار مع ولدنا المحاور الفذ طارق الشناوى الناقد السينمائى الشهير كانت المحاورة التى تحاوره ولا كأنها فى رمضان.. الذراعان عاريتان حتى منبتهما والساقان عاريتان ايضاً.. (ياريت كانوا أجلوا الحوار للعيد).. لان العيد حرية أكثر واتعجب لجماعتنا فى التليفزيون الا يعلمون ان هذا الجهاز يقدم مصر للعالم الاسلامى والعالم العربى والعالم كله!! وان كل من تظهر فيه تمثلنا جميعاً؟
ولو كانت على حريتها فى الأيام العادية فلتحترم الشهر الكريم.
سألتنى إحدى المشاهدات:
- ماذا أقول لابنتى يا ماما نعم وأنا أطلب منها الاحتشام؟
فى رمضان على الاقل؟
ماذا أقول لها ومذيعات التليفزيون عاريات الاذرع حتى منبت الزراع قلت لها.
- قولى لابنتك هؤلاء ليس لنا دخل فى ملابسهن.
قالت:
- لابد يكون هناك احترام ياماما للشهر الكريم يعنى لا نرتدى ملابس ضيقة تظهر تفاصيل الجسم ولا ملابس عارية الاكتاف.. يعنى احترام الاسلام فى رمضان مطلوب.. الصيام والصلاة ليسا عملا فقط ولكن سلوك فى كل شىء.
قلت لابنتى:
- كونى فى نفسك.. التليفزيون له رؤساء وله نظام هم حرين فيه.
قالت:
- ستات التليفزيون يا أمى يمثلوننا جميعاً فكل من تظهر فيه هى مصرية وليست نفسها يعنى هى أنا وأصحابى كلهم.
قلت لها:
- فيه ناس من اصحابك بيلبسوا ملابس عارية الاكتاف.
قالت:
- لكنهم لا يظهرون فى التليفزيون.. المذيعة حرة فى الشارع لكن على الشاشة هى تمثل المرأة المصرية.. زهقت من حوار ابنتى وقلت لها.
- كلمى وزيرالإعلام هو المسئول عن كل ذلك.
قالت
- يعنى وزير الاعلام سوف يجلس يومياً معهن يرى ماذا يرتدين؟
قلت:
- لا... يعملوا تعليمات ثابتة بها بعض الملاحظات واهمها مراعاة ديننا وتقاليدنا فى الظهور على الشاشة.. إن كل من تظهر على الشاشة تمثل المرأة المصرية لهذا يجب مراعاة ذلك.
قالت ماما بكل حزم:
- يعنى إنت حتصلحى الكون يا مريم.. كل يوم فيه اخطاء مرة فى الكلام ومرة فى قصة الشعر ومرة فى الملابس ومرة فى الديكور.. يعنى ببساطة وبكل صراحة جل من لا يسهو.
قلت لها:
- لا إذا كان على السهو فإن السهو كثير جداً وكل عام وأنتم والتليفزيون وأهله بخير واذرع عارية استعدوا لها من الآن لرمضان القادم إن شاء الله.
افطروا الأول
كانت جدتى- رحمها الله - تصمم على أن نتناول الافطار قبل الذهاب الى المدرسة وكان هذا ايضاً يضياقني جداً بالرغم من اننا حينما كنا نهرب منها ونخرج بدون إفطار كان الجوع (يقرصنا) فى الحصة الثانية وما نصدق ننزل (الحوش) حتى نشترى أى شىء من (الكانتين) أما الأيام التى كنا نفطر فيها فكنا لا نشعر بالجوع الا فى موعد (فسحة الغداء) وظلت كلمة (افطروا الأول) حتى كبر أولادى وكنت أرددها لهم ذلك لأننى وعيت أهمية الافطار حينما كان يقرصنى الجوع كما قلت وأشعر فعلا أن الجوع كافر ولا دين له.
وقد سألت أحد الاطباء فى انجلترا عن أهمية الافطار فى الصباح فقال لى أن المعدة تكون قد هضمت كل ما أكلناه طوال الليل واصبحت فارغة لهذا لابد من الافطار على ان تكون المواد خفيفة حتى لا تصدم المعدة ولا ترهقها وكثيرات من الامهات يعتقدن أن الافطار لابد أن يكون من مواد مغذية مثل البيض المقلى وغيره ولكن المعدة تتقبل المواد السهلة وتهضمها بسرعة اكثر من المواد الصعبة الهضم مثل البيض والبسطرمة والجبن الرومى فالجبن (القريش) أو الجبن الابيض هو اسهل المواد هضما مما يفيد الجسم لان الهضم يكون قد تم فى المعدة تماماً وكثيراً ما نشعر بعد تناول البيض بأننا لن نحتاج الى طعام آخر إلا بعد مدة وذلك لان هضمه يأخذ وقتا ولكن على كل الأحوال لا يجب الخروج بدون أفطار خصوصاً للتلاميذ الذين يحتاجون للتنبيه فى الدروس الأولى ولا يلهيهم الهضم عن فهم الدروس لهذا كان الافطار قبل الخروج الى المدرسة هام ليبدأ الهضم قبل بداية اليوم الدراسى ولا يبدأ أثناء الدروس فيعوق العقل عن التركيز فى الدروس.
وغالباً ما يرفض الأولاد الافطار فيمكن الاكتفاء (بساندوتش) صغير حتى لا يجلس التلميذ فى الفصل ومعدته خالية. والحقيقة اننا قديماً كنا نتمتع بجدات واعيات فكانت جدتى تعطينى قطعة من (العجوة) اى البلح الشديد السوى فى ساندويتش صغير وكان (ساندويتش العجوة) يشبعنا حتى موعد الغداء وطبعاً كلنا نعلم أهمية البلح وخصوصا العجوة والغذاء الذى يحتوى عليه العجوة يغذى الجسم طوال اليوم لان البلح اساساً يحتوى على السكريات والبروتينات والنشويات. هذا عدا مجموعة الفيتامينات الهامة جداً وكل ذلك هام للتركيز.
لعب الجسم ولعب العقل
اللعب هام جداً سواء لعب الجسم (الرياضة البدنية) أو لعب العقل وهو (القراءة والتفكير) واللعب هو الحركة وبدون الحركة تموت الخلايا لأن الحركة هى نمو للخلايا فالخلايا تنمو بالحركة والرياضة البدنية هى حركة الجسم والتى توقظ كل العضلات وتجعلها تنمو أما لعب العقل فهو التفكير سواء فى العلوم أو الفنون وعدم الشعور بالخمول والتوقف عن التفكير كذلك توقف الجسم عن الحركة يضعف الجسم ويجعله يكاد يتوقف عن الحركة وقد جربت ذلك أنا شخصياً فقد أحجمت عن الحركة وتوالى الوقت حتى كدت أنسى حركة القدم وأنا فى طريقى الى دورة المياه ولهذا لابد من الحركة حتى فى حجرة النوم حتى لا تتوقف العضلات وكذلك المفاصل وكأن العضلات والمفاصل ينسون الحركة مثلما ينسى الانسان الاشياء التى يحتفظ بها فى عقله.
وكنت حينما اضع اطفالى واستمر فترة فى فراشى فكنت حينما أبدأ المشى كنت أشعر أننى نسيت كيف ابدأ حركة المشى وكيف أبدأ بأى ساق أو أى قدم ولم تكن ذاكرة العقل فقط ولكن كانت ذاكرة الجسم فى تذكر الحركة لهذا كان الاطباء ينصحون بالعلاج الطبيعى وأن نمارس الحركة عن طريق العلاج الطبيعى وهو علاج له نظام خاص يتبعه اخصائيو العلاج الطبيعى وبالمناسبة من المهم جداً أن يمارس كل منا بعض الحركات الرياضية عند الاستيقاظ من النوم، يوقظ عضلاته التى مارست النوم معه وهذه الحركات هى حركات بسيطة جداً مثل تحريك الجسم الى اقصى اليمين ثم إلى أقصى اليسار مع تحريك الرأس والرقبة وهذه الحركات لعشر مرات تكفى لإيقاظ العضلات من ثباتها اثناء النوم.
وأحياناً يصاب الانسان بالتواء فجأة او بعض العضلات تلتوى فجأة ويصاحبها ألم ووهن وارد ولكن غالباً يأتى للذين لا يتحركون كثيراً.
عن نفسى تأثرت حياتى بعدم الحركة أولاً لكبر السن ثانياً لاننى اصلا من الذين لا يتحركون كثيراً لان مهنتى الكتابة وهى مهنة الجلوس أمام المكتب امام منضدة على الفراش كما أفعل وهذا الجلوس يأتى تأثيره بالدرجة الأولى على المفاصل لهذا اترك احياناً الكتابة واقف وأجلس وأحرك مفاصلى وهذا هام جداً حتى لا تحدث خشونة فى المفاصل ولو حدثت يمكن القضاء عليها بالحركة.. كفاكم الله شر عدم الحركة وجعل ايامكم كلها حركات للعقل والجسم.
حركة العقل
أما حركة العقل فهى أجمل حركة فى الحياة وهى تأتى بالقراءة ثم بالحوار مع من تجد أنهم سوف ينشطون عقلك بحوار بناء وقوى وليس بغث الأمور وحركة العقل اجملها حينما تقرأ كتاباً قرأه غيرك وتناقش فيه من قرأه ويبدأ العقل فى طرح وجهات نظر جديدة ربما طرحها الكتاب وربما تولدت داخل عقلك بالقراءة.
وحركة العقل لها أهمية لا تقل عن حركة الجسم بل تزيد لأن حركة العقل هى التى تدفع الى حركة الجسم وتؤثر فيها وكنا ونحن فى سن الشباب نستعرض ما قرأناه بأن نتناقش فيه وكثيرا ما حظى الراحل العظيم عبد الرحمن الشرقاوى وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعى وغيرهم من الكتاب بمناقشاتنا لكتبهم وابداعاتهم مما كان يثرى الوجدان وكانت الشوقيات وشعر حافظ ابراهيم ما يجعلنا نحفظ بعضها ونتبارى فى إلقاء هذه الاشعار أنا شخصياً أحببت المتنبى ومهيار الديلمى وكان للمتنبى بيت شعر كان والدى رحمة الله يقوله لنا حينما تأتى شهادتنا ونكون قد رسبنا (انا شخصيا) فى مادة من المواد فكان يقول رحمه الله.
وكم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحك كالبكا
وهذا البيت لاننا رسبنا ولم يكن يهمنا شىء وكنت شخصياً حينما تأتى الشهادة الشهرية أحصى ما بها من (كحك) لأعرف كم مادة رسبت فيها وفى واقع الأمر أنى كنت أرسب دائماً فى الرياضيات وما (صدقت) نلت شهادة الثقافة حتى دخلت ثانوية عامة قسم أدبى لأهرب من أى أرقام فقد كنت منذ صغرى لا أهتم ولا أحب الحساب أو الهندسة أو الجبر أو كل ما يحتمل الأرقام.
وحينما كبرت وكان لى أولاد كنت انصحهم بأن يعقدوا صداقة مع الأرقام حتى لا يؤثر ذلك على مستقبلهم حيث كانت المجاميع هامة جداً فى دخول الجامعة واتفقت معهم على أن تكون هذه المواد هى المعبر لهم إلى الجامعة.
مروج إبراهيم ومحمد عبدالرحمن وعمرو خليل
فى التليفزيون أتتبع مروج ابراهيم ومحمد عبدالرحمن وعمرو خليل ذلك ليس لما يقولون فقط ولكن للبساطة التى يوصلون بها ما لديهم وما يريدون أن يصل الينا.
ومحمد عبدالرحمن شديد المقدرة على توصيل الاحداث وخصوصاً (مصر العرب) وما أدراك ما مصر العرب فهو يحاول فى بساطة شديدة وذكاء أشد أن يوصل لنا الفرقة العربية على أنها مؤقتة ولكن لا يحب أن يخدع المشاهد فيعترف بالاخطاء والخطايا وما أكثرها هذه الايام.
أما مروج ابراهيم فهى جميلة فى أدب مؤدبة فى أخلاق عالية ولديها مقدرة على توصيل الخبر فى يسر وسهولة اما عمرو خليل فهو كأنه يجلس معى فهو شديد المقدرة على اختيار الالفاظ المألوفة بيننا وكذلك هو على مقدرة عالية فى حواره مع الدكتور على جمعة وينوب عنا فى كثير من الاسئلة التى تراود عقولنا.
أما عن الدكتور على جمعة فحدث ولا حرج فهو شديد المقدرة على توصيل الاسلام المستنير وهذا ما نحتاجه هذه الايام وهو يتحدث كأنه يتحدث لاسرته وهذا هام للشعور بالالفة وكذلك نحن ننتظر من يشرح لنا الاسلام فى يسر ومقدرة.
وأين الإمام الطيب ؟
أما إمامنا شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب فلا أدرى لماذا هو مقل ولا يعطينا مما أعطاه الله من علم ينتفع به ودين درسه وتعمق فيه فأصبح من أئمة الاسلام المستنير ومن شيوخ الأزهر العظماء والذين هم من أهم من مروا فى تاريخ الأزهر الشريف وقد سعدت بحواره مع بابا الفاتيكان فكان خير معبر عنا جميعاً فى حواره وكم كان عظيماً فى تأكيده على تآخى الأديان وكم كان سمحاً فى حواره وشديد المقدرة على توصيل اسلامنا المستنير والذى اشتهر به أهل مصر منذ أبو الأنبياء (اخناتون) وأنا مصممة على أنه أبو الأنبياء لأنه هو القائل (بالإله الواحد الأحد) منذ أربعة آلاف عام أى قبل نزول الرسالات بثلاثة آلاف عام.
وأتمنى ان يستطيع التليفزيون أن يقنع الإمام الطيب بأن يقدم ولو خمس دقائق يومياً فيها وجهة نظره ودراسته للإسلام المستنير.
إن مصر شديدة الثراء ليس بأرضها ولا نيلها ولكن بمثل هؤلاء العلماء الأجلاء الذين يقولون للعالم هذه هى مصر.
وهؤلاء هم بناة الأهرام وهؤلاء هم ابناء الأزهر الشريف هذه هى مصر.. مصر التى لم تكن بلا دين منذ أربعة آلاف عام وآمن أهلها بالاله الواحد الأحد.. هذه هى مصر التى لم يعبد أهلها سوى الله الواحد الأحد.
هذه هى مصر وليحرسها الله وهو حارسها فعلاً ومهما حدث فى مصر فهى قائمة بناسها الذين يؤمنون بها وبتاريخها وبحاضرها وبرجالها وعلمائها.. إن مصر ولادة كما اقول دائماً وكل عصر وله ناسه المصريون رجالا ونساء وحتى أطفال مصر يختلفون عن أطفال العالم فقد كنت فى مؤتمر لأطفال العالم فى اليابان واستطاع أطفال مصر ان يقدموا عرضاً بسيطاً جداً ولكنه عبر عن تاريخ مصر.. ألم أقل لكم دائماً أن مصر هى مصر البشر! وليست مصر الهرم!
